هل يريد "صقور الحزب الحاكم!!" من خلال حلقات "البرع والرقص" التي تبثها وسائل الإعلام من ميدان التحرير ومن أمام جامعة صنعاء أن يثبتوا للعالم علاقة الحب المتينة التي تربط القائد بشعبه أم أنهم يُجهِزون على
ما تبقى للقائد من حضور على كرسي الحكم؟، بالتأكيد هي الأخيرة دون أدنى شك, "فالخبرة" الذين قضوا ثلاثة عقود من الزمن يستحلون ممتلكات الشعب الخاصة ويمتصون ثروات الوطن ويعبثون بمؤسساته، هم أنفسهم من
يجندون النطيحة والمتردية وما عافها السبع للتمايل أمام عدسات الرصد الإعلامي بهدف إبراز الرصيد الجماهيري الذي يمتلكه سيادة الرئيس.
فبعدما أساءوا إلى سيادته بسلوكياتهم غير السوية طيلة سنين حكمه الماضية, هاهم اليوم يريدون اجتثاث تاريخه وإلحاقه بركب الزعامات العربية التي قذفتها شعوبها إلى مزبلة التاريخ, إن لم يكن كذلك.. فلماذا جلبوا
رجال القبائل وعتاولة الفوضى وقطاع الطرق ليعترضوا المظاهرات السلمية ويحرضوا على سفك دماء الأبرياء؟ ألا يوجد لسيادة الرئيس رصيد جماهيري سوى هؤلاء الذين نراهم يجوبون الشوارع متوشحين بالجهل ومتسلحين
بالبلطجة والتخلف؟ أين النٌخَب السياسية والثقافية والاجتماعية وأين الكوادر الأكاديمية؟ لماذا لم يخرجوا جميعاً للتجمهر وبطريقة سلمية موازية لما يقوم به الطرف الآخر لكي يقنعون العالم أن سيادته ما يزال يمتلك الرصيد الكافي
للاتصال المحلي والدولي..!!؟؟ أم أن "صقور الحزب الحاكم!!" عجزوا عن تسيير مظاهرات حاشدة تتصدر صفوفها مجموعات نخبوية أكثر تحضراً مما نشاهده في ميدان التحرير ودائري الجامعة نتيجة لإفلاسهم
السياسي ولقناعة الشارع من عدم جدوى أفكارهم النتنة التي باتت روائحها الكريهة تحاصر عقلياتهم الموبوءة بالفشل.
ومع هذا يصر سيادة الرئيس على التمسك بهذه القيادات المتهالكة التي تجر البلاد إلى دهاليز الفوضى والحروب الأهلية دون أن يلتفت إلى الأصوات التي بٌحت وهي تطالب بإصلاح المسار وتنقية الوطن من شوائب الفساد التي
علقت به.
ما أود الإشارة إليه هو أن البلاد تقف هذه الأيام في مهب التغيير أو التدمير, وعلى سيادة الرئيس أن يعي جيداً ما يشهده الشارع اليوم, حتى يستطيع التعامل مع الأحداث بعقلانية تضمد جراح أهالي الشهداء الذين سٌفكت دماء
أبنائهم وأهاليهم دون ذنب ارتكبوه سوى أنهم يطالبون السلطة بحقوقهم الشرعية, وقد تكون الأيام القليلة القادمة أكثر دموية خصوصاً وإننا نشاهد قُطاع الطرق يجوبون المدن مدججين بالبلطجة وبرغبة الانتصار لأربابهم,
رجال أمن بلباس مدني يسحلون الحريات بالشوارع, شظايا قنابل تعبث بأجساد الأبرياء الصامدين حد التضحية, دماء تسيل بغزارة, غوغاء يسنون أنيابهم في انتظار الانفلات الأمني الذي بات وشيكاً, ثوار تتزايد
أعدادهم بين قمع وآخر, معارضة تصفي حساباتها مع السلطة على جثث الشباب المقهورين المطالبين بحقوقهم المنهوبة, رؤوس ثعابين تحشد سمومها لتنفثه في جسد الوطن, حكومة للفساد مازالت تجثم على أنفاس الحالمين
بمستقبل مشرق, خطابات وبيانات تخدش المصداقية وتلقي بظلالها على ما تبقى لدى السلطة والمعارضة من حرص لتحييد الوطن عن الوقوع في مستنقع البارود, ومع هذا كله هنالك قيادة سياسة يبدو أنها تسير على خٌطى
قيادتي تونس والقاهرة بحيث تتباطأ في اتخاذ القرارات المصيرية التي تعمل على امتصاص غضب الشارع الملتهب مما قد يزيد من حدة التظاهرات ودخول البلاطجة (أزلام النظام) بين الصفوف وتحول الأوضاع إلى منحنى
خطير قد يأكل الأخضر واليابس خصوصاً وأننا نعيش في بلد لا يعي رموزه(الحاكمة والمعارضة) عواقب الفوضى وانعكاسها السلبي على حياتنا جميعاً.
وفي الأخير أوجه هذه الكلمات المتواضعة إلى رأس هرم السلطة عله يقرأها ويعمل على إخراج الوطن من دائرة الفوضى التي وقع فيها أو يكاد.
سيادة الرئيس الوطن ليس على ما يُرام ومن تعتمد عليهم لضبط إيقاع الشارع حسب رغباتك لا يريدونه على كما يُرام ولذلك أنت المسؤول الأول والأخير أمام الله سبحانه وتعالى عن هذا الوطن الذي بات قاب قوسين أو أدنى من
الدمار.. فأنظر ماذا ترى..!!!
*ومضه*
أطقم مكتب الأشغال(البلدية) في مديرية السبعين بأمانة العاصمة يجوبون الشوارع والأزقة هذه الأيام بحثاً عن عربية "الـبوعزيزي" وكأنهم يُريدون إشعال ثورة تلتهم الفاسدين بوتيرة أسرع مما هي عليه ثورة اليوم . فهلا
تنبهتم يا رؤوس الفساد..!!
Almonef86@yahoo.com
منيف الهلالي
هوشلية الحزب الحاكم!! 2173