لماذا انفجر كرم الحكومات العربية نحو شعوبها عندما خرجت إلى الشارع؟ هل خافت من طوفان شعوبها أم أن الأمر لا يعدو كونه سوى مناورة حتى تمر العاصفة لتهدأ الجموع وتخور قواها.
إن المتتبع لعاصفة التغيير في الوطن العربي يستغرب من أمور هي عين التناقض.. مثلاً كيف يبدو الغرب حام للثورات العربية بينما هو المتهم بدعم الأنظمة العربية؟ هذا الغرب المتهم من الشعوب أيضاً بطمعه بثروات المنطقة.. التناقض الآخر لماذا لا تتعلم الأنظمة العربية من الأسلوب الخاطئ الذي تعالج فيه ثورة الشباب، حيث نرى مصطلحات متكررة مثل البلطجية ، إطلاق نار من قبل مندسين، زيادة في الرواتب ، وزيادة في التوظيف ، وخفض في الضريبة وغيرها .
نرى ذلك في تونس ومصر واليمن والبحرين والسعودية وسوريا وغيرها، لماذا الأنظمة العربية نسخة طبق الأصل من بعضها؟ هل لأن طبيعتها واحدة وتكويناتها واحدة؟ أم أن شعوبها ارتضت لنفسها الظلم طيلة السنين الماضية.. أسئلة كثيرة تطل برأس المرء المتابع للأحداث في الوطن العربي هذه الأيام.
هل التحالف الغربي و"النيتو" أرحم على المواطن الليبي من زعيمه معمر القدافي؟، وهل منظمات حقوق الإنسان الدولية ارحم من رئيس سوريا بشار الأسد، بانكي مون الأمين العام للأمم المتحدة أرحم من قيادتنا على شعبنا ، بينما يؤكد القادة العرب بأن المؤامرة آتيه من الغرب وهم كقادة أكثر الناس ارتماء باحضان الغرب.
متناقضات، متناقضات كثيرة تجعلنا نشك بكل ماحولنا.. عملية أشبه ما تكون بلعب ورق الكوتشينا، ومع هذا لا يخلو المشهد من بارقة أمل في أن المستقبل الذي تنشده الشعوب آتٍ لا ريب فيه والاختلاف فقط في الكلفة التي يستحقها التغيير من دماء وأموال وقلق ودموع وجراح وآلام.. اللهم أحفظ يمننا ووطننا العربي والمسلمين كافة وكل شعوب الأرض المظلومة.
