;
علي مبارك ملص
علي مبارك ملص

معطيات الأزمة اليمنية 1991

2011-04-14 06:08:40


مازالت الأزمة اليمنية تراوح مكانها وما يزال الممسكون بخيوط اللعبة فيها لم يحزموا أمرهم نحو الحسم، ذلك ما يظهره الاضطراب الشديد في المواقف السياسية والإعلامية التي ما زالت تراوح مكانها وتدهش الجميع بتصريحاتها وتخرج بالجميع نحو البعد عن كل التوقعات.
 وما زالت لعبة شد الحبل بين أطراف الأزمة اليمنية هي السائدة حتى أن أقرب التوقعات حدوثاً عند الكثير من المراقبين باتت أبعد التوقعات حدوثا في معطيات الأزمة اليمنية ، فالمتابع لمواقف أطراف الأزمة في اليمن يرى تذبذبا شديدا في مواقف السلطة من جهة ومواقف المعارضة من جهة أخرى، فما تطرحه السلطة اليوم من مشروع لحلحلة الأزمة تكون المعارضة على النقيض منه حتى لا تمر فترة يسيرة إلا وقد كان ما تطرحه المعارضة هو مشروع السلطة بالأمس ومشروع السلطة بالأمس هو مشروع المعارضة اليوم .
وإزاء هذا السجال والذي يراد منه في إستراتيجية بعض الأطراف إطالة أمد الأزمة لتحقيق مكاسب على الأرض وفرض شروط على التفاوض بأنصاف حلول تؤول في النهاية إلى خروج جميع الأطراف ولو على سبيل الإجمال الظاهر تحت قاعدة لا غالب و لا مغلوب.
وتحت هذا الغبار الثائر والمشهد الدراماتيكي المترنح وما يدور تحت الطاولة، من ترتيب الأوراق للدفع بالأطراف للمشاركة في أخذ دور هذا الترتيب، علها تخرج بأمور منها:
1-  تفادي ما حدث في الثورتين السابقتين وما حققته من نجاح في أكبر مطالبها وهي إزاحة رؤوس الأنظمة الديكتاتورية.
2-  إخراج نموذج مختلف عن النموذج الليبي الدموي والخروج بمكاسب تضمن لأطراف يهمها كثيراً أن يبقى اليمن مستقر ولو لبعض الوقت، حتى تستطيع التقاط أنفاسها والحفاظ على مصالحها وترتيب أوراقها.
3-  التأكد من وجود طرف كما يصفه الرئيس ( أيدي أمينة )، يستطيع الحفاظ على الملفات الشائكة للنظام البائد والالتزام بتبعات ما تحمله تلك الملفات لصالح القوى الفاعلة والمؤثرة في الأزمة اليمنية.
4-  استخدام طريقة المناورة، علها أن تخل في صمود الشارع وبالتالي الوصول إلى تنازلات تفضي إلى زحزحة الشارع عن مواقفه المتصلبة أو التخفيف منها على أقل التقدير.
وعند التدقيق في المواقف المتضاربة سواء للسلطة أو المعارضة في جانب وثبات موقف الشارع في جانب آخر وإن كانت المعارضة تشكل جزءاً فاعلاً فيه، يبدو أن مآل الأزمة اليمنية في الأيام القريبة القادمة لن تخرج عن أحد المسارات التالية للوصول نحو الانفراج وإنها ربما تشكل نموذجاً مختلفاً في صورته لا في نتائجه عن نماذج الثورات المشابهة في الدول العربية والمسارات هي:
أولاً: إن النظام سيبقى في حال المراوحة و المراوغة والبقاء على لعبة شد الحبل ومسك العصا من الوسط، وبالتالي تزداد الأزمة تعمقاً على الصعيد السياسي والثوري والاجتماعي، مما يزيد غضب الشارع والتهابه، وينضاف إليه تحت طائلة هذا الغضب ممن لم يدفعهم غضبهم للخروج إلى الشارع وبالتالي يؤدي إلى تسريع حل الأزمة.
ثانياً: وصول القوى الخارجية والمتفاعلة إلى قناعة صادقة لضرورة التسريع من إزالة النظام وبالتالي الالتفات إلى الشارع، بما في ذلك المعارضة، ووضع يدها في يده باعتباره البديل الحقيقي عن النظام، وهذا سيشكل أكبر ضغط على النظام، مما يؤدي الانهيار السريع له.
ثالثاً: بقاء النظام على التصلب والمماطلة ومحاولة شق صف الخصوم بأساليب مختلفة ومحاولة وإن كانت يائسة، قد تؤدي إلى تغيير مهم في إستراتيجية قوى الجيش المنضم للثورة وانتقاله من دور الحامي لها إلى دور الفاعل فيها، وهذا لا يؤمن منه الاحتكاك مع القوى المساندة للنظام والحامية له، مما يؤدي في نهاية الأمر إلى سفك الكثير من الدماء، إذا لم يكن سريعاً وحاسماً وناجزاً.
رابعا : أن يستفرغ النظام جميع ألاعيبه وأساليبه ويحرق كل أوراقه التي يراهن عليها، والتي خسر منها الكثير والمهم في المرحلة الماضية، مما يؤدي به إلى الإفلاس أو الاستسلام أو الانسحاب، متخلياً بذلك عن أتباعه وهذا الاحتمال قد يكون مكلفاً وعائماً، نظراً لأنه يترتب على وجود عقليات في النظام تعتقد أنها ما زالت لديها مساحة واسعة للمماطلة والمناورة.
خامساً : إن تطور المعارضة بما في ذلك الشباب لأساليبها، تدفع بالنظام للمواجهة أو العكس بحيث يستعجل النظام ويسرع بالمواجهة الحقيقية مع المعارضة وبدون خطط مدروسة ومحسوبة، فيؤدي إلى عواقب غير منضبطة وقد تكون كارثية (كما يفزع بها النظام) من إدخال البلاد في غياهب المجهول.
أخيراً : كل هذه الاحتمالات واحتمالات أخرى يضاف إليها عامل الوقت، تجعل من اللاعبين في ساحة الأزمة اليمنية أن يجدوا لأنفسهم مساحة، يستطيعون أن يجدوا فيها ولو على صورة عاجلة ترتيب بعض الأوراق وتقسيم الأدوار، للمرحلة اللاحقة لانجلاء الأزمة اليمنية وتقسيم الأدوار لمرحلة ما بعد نظام صالح.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد