لست نادماً على ساحة يرى العابثون بمخيلة مريضة أنها تستحق التطهير من نشيد التغيير حين ملأتها آلة الدمار بالأدخنة واستفزت سماء مدينة النضال بالغبار .. المشهد مؤلما ؛ إذ ينشرون في جنباتك تعز الدمار وينثرون دماء أبنائك على الأرصفة..
ياحبيبة يا تعز المرجفون منك يزداد فيهم حمى الغيظ إذا خفت أنينك، يستعذبون فيك الأنات يتصادمون بكؤوس نخبك أيتها المدينة المترامية البطولات والتضحيات ويحتسون وهم الانتصار، يرقصون على جثث الأبرياء يتبادلون التهاني وقد زيفت لهم القوة الحقيقة وبدت لهم القدرة في اغتيالك.. تراهم يدعون حب الطواف حولك واغتراف القداسة منك ويقتحمون حرمتك تحت غطاء الظلام..
تعز الليلة الدامية كطفل يتردى من شاهقة سحيقة.. كمناضل يقف بعزم مضرج بدم الصمود .. المدينة حبلى بأبطالها في ليلة مخاض قادم تتناسل فيها التضحيات لتكفل حماية ثورة لأجل الإنسان كان وجودها.. الحالمة حين استيقظت على أشلاء أبنائها ونحيب العزاء تبدو باسمة كجرح في مانشيتات الصحف وأخبار الفضائيات.. فجرها كان يعري الظالمين مثل فضيحة..
لعلي أمتلك الجرأة والوطنية معاً لأنشد حبك أيتها المدينة المغتسلة بأمطار الشعر الممتدة كالضوء من قلب الزمن الغابر؛ أبتهل نحوك وخرافة تاريخية تتسلل في وجدي، زكية كرائحة شهيد.. قدومك من غياهب الحرية التي لا زالت مغتصبة، جعل الغاصب منها معتقلا للأحرار دافعاً لأن ألغي خارطتي القومية وأتجه نحوك يا بساطا تعجز أن توقف امتداده الحدود التي قزمتنا داخل نتوءات أسميت مجازا وطن، علًكِ تستقبلين قدومي كما يستقبل الأطفال المطر، فأنت الكبرياء ومتنفس لكل من ينشد الحرية ؛ لا تموتين بضربة من العنف ولا تحت مداهمات الآلات العسكرية، تنتشين نخب الانتصار وان كنت تحت ترسانة الظلم والقهر.
عبد الحافظ الصمدي
يا حبيبة يا تعز 2539