;
د. محمد عبدالله الحاوري
د. محمد عبدالله الحاوري

الثورة والحقائق الأربع 2157

2011-07-05 03:59:03


 إن الثورة فعل إيجابي في كل مستوياته، وعطاء خير لا يتوقف، وحب كريم يتدفق بمعاني الوطنية، وبذل كبير يعطي الوطن كل ما يستطيع من جهد واجتهاد، وهذه هي الثورة اليمنية التي تمثل المدرسة المفتوحة لكل الناس، والذي يجب تذكره دوماً هو أن الثورة دخلت كل بيت في اليمن، وتفاعل معها كل شخص في اليمن، بغض النظر عن الموقف الذي اتخذه إزاءها، المهم أن الثورة وصلته، وأنها حركت المياه الراكدة في حياته، وهذا انتصار معنوي كبير، لقد كسرنا رتابة الحياة التي جمدنا فيها النظام.

إن الثورة تتقدم في خطوات الظفر والانتصار بقوة فإذا كانت أدخلت الأب في دوامة ردة الفعل، فإنها أدخلت الأبناء في دوامة العدوان على الشعب، وزجت بالإعلام الرسمي الرخيص في قمم الكذب ومتاهة التفاهة، ولم يعد معهم بمجموعهم من الشرعية شيء، صاروا منها صفراً؛ لأجل ذلك يتهورون في استخدام القوة، ويتوغلون في طريق العنف الدموي، وينغمسون حتى النهاية في مستنقع الجريمة، ويسمون أنفسهم بكل النعوت القبيحة، وهو ما يدل على أن الإفلاس الذي يعيشونه وصل حد قتل الأطفال الرضع.

إن كل يوم يزيد في الثورة يتأكد صلاحيتها لليمن، وخطورة نظام صالح على اليمن وأهلها، وإن نجاح الثورة يتحقق كل يوم، وتفوق الثوار يتأكد كل لحظة، فالذين يستخدمون القوة ضد شعبهم لا يصلحون حكاماً عليه؛ فالقتل إجرام، والقتلة موعودون بالقصاص، والقاتل منـزوع الشرعية، والقصاص موعده، ووعد الله لا يتخلف، {وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} (33) سورة الإسراء. فهل يغالبون الله في قتل عباده وعدم الخوف منه، هذا وقد أخذ الله من قبلهم بصاعقة من عنده، {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} (13) سورة الرعد.

إننا على يقين من أن النصر للثورة لأربع حقائق لا تقبل النقض:

 الحقيقة الأولى: أن الظلم والمكر والخداع إلى زوال وقد رأينا زواله بأم أعيينا، وتأمل هذه الآيات من سورة الأنعام تدرك ما نحن فيه، قال الله تعالى: {فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45) }سورة الأنعام، فهم الآن في نشوة امتلاك القوة وهذا مشاهد بالعين المجردة، وإذا لم يتوبوا فإن آيات الله ماحقة لهم.

 الحقيقة الثانية: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} (81) سورة يونس، وهو ما تقوم به بقايا النظام من عقوبات جماعية للناس وقتل للعباد وتخريب للبلاد، والمفسدون موعودون بالعقاب وهي سنة الله الجارية التي لا تتبدل، قال الله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} (103) سورة الأعراف.

 الحقيقة الثالثة: قول الله تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} (205) سورة البقرة. فما أن ملكوا القوة حتى قصفوا البيوت على النسل، والآبار لإهلاك الحرث، فتأمل فآيات الله لا تتبدل، ولأجل ذلك فالفساد مدحور أبد الدهر. قال الله تعالى: {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) } سورة الفجر.

الحقيقة الرابعة: إن العاقبة للتقوى وللمتقين. قال الله عز وجل: {وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } (132) سورة طـه وهذه آيات القرآن الكريم تنطق بذلك، قال الله تعالى: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (128) سورة الأعراف. {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } (83) سورة القصص.

رسالة إلى من لم يلتحق بالثورة:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال ربكم وعزتي وجلالي: لانتقمن من 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد