;
د. محمد عبدالله الحاوري
د. محمد عبدالله الحاوري

رحيل النظام ضرورة لصلاح البلاد 2067

2011-07-14 03:23:21


إن ما يحدثه النظام من إرهاب وقتل وتشريد في أرحب وأبين وتعز وقطع للخدمات الكهربائية والمشتقات النفطية بامتداد الخريطة اليمنية، يؤكد النهج التخريبي والعقاب الجماعي الذي تنتهجه بقايا النظام.
 إن بقايا النظام لا تحفر بئراً للشرب، لكنها تدمر البئر الموجودة، ولا تبني بيتاً لمواطن، لكنها تهدم البيت المبني، ولا تؤمن الخائف وإنما تخيف الإنسان الآمن، ولا توفر الحماية للوطن والمواطن وإنما تمارس القتل والدمار والخراب والإرهاب في أبشع صوره، ولا تؤوي المشرد وإنما تشرد الساكنين من مساكنهم.
ومن هنا، فإن رحيل بقايا النظام ضرورة لحياة اليمن، لأن النظام وبقاياه خطر على الحرث والنسل، قال الله تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} (205) سورة البقرة.
إن هذه السلطة الظالمة لا توفر الحليب للطفل الرضيع، لكنها تقتله وتقتل أمه، إنها لا توفر اللعب للأطفال الأبرياء، لكنها تسلب منهم آباءهم، فيحرمون حنان الأب ورحمة الأم، إنها لا توفر مستقبلاً للأبناء، بل تحرمهم من آبائهم وأمهاتهم وأهليهم ومزارعهم، إنها لا تبعث للناس بالقمح والدواء إلى قراهم وإنما ترسل لهم الصواريخ والقذائف إلى عقر ديارهم، فتكلفة صاروخ واحد يشبع جوع قرية، ويوفر الدواء لمديرية، وهي لا توفر أسواقاً للمنتجات الزراعية، لكنها تدمر الزراعة، وتقضي على المنتجات الزراعية من خلال قطع المشتقات النفطية، وهو ما كلف المزارع اليمني ضياع الموسم الزراعي، وكبد اليمن مليارات الريالات.
لذلك فليرحل هذا النظام وبقاياه لتستريح البلاد والعباد، عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فقال: "مستريح ومستراح منه"، قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال: "العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب"رواه البخاري ومسلم والنسائي وأحمد وابن حبان في صحيحه والطبراني في المعجم الكبير، وهذا لفظ البخاري.
إن العبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنه خراب للحياة، وخطر على الأحياء، دمار للكون، فحتى الأشجار ماتت في مزارعها لقطع المشتقات النفطية، فالشجر تشكوهم إلى الله تعالى، والدواب التي قصفت الآبار، فلم يجد البشر ولا الحيوانات الماء.
 إنها عدوانية على الحياة كلها، ما الفجور الذي لم يرتكبوه، فهذا قتل النفس بطول البلاد عرضها، وأما انتهاك الأعراض هذه وسائل إعلامهم المرئية والمسموعة والمقروءة برهان على أفعالهم، وأما العبث بالأموال وتبديد مدخرات الدولة على البلاطجة والقتلة وتوزيع أموال الدولة للمفرقعات والرصاص الحي، في حين أن من المعلمين لم يستلموا مرتباتهم رغم مرور نحو عشرة أيام من الشهر الجديد.
إن الحقيقة الأكيدة أن رحيل هذا النظام سيوقف القتل الذي تمارسه ألوية الحرس في أرحب، وفي بقية مناطق الوطن، لماذا يقتلون المواطنين اليمنيين؟ بأي ذنب تقتل الأنفس البريئة؟ ولأجل من تسفك الدماء المصونة؟ وبأمر من تنتهك حرمات الله في الدماء والأعراض والأموال؟
من يواجهون بأسلحتهم الثقيلة طفلاً قتلوا أباه، أم طفلة حرموها من أمها، أم شيخاً طاعناً في السن قتلوا ولده، أم أرملة قتلوا زوجها، أم امرأة شابة في مقتبل العمر قطفت قذائفهم زهرة عمرها، وأخمدت نيرانهم أنفاسها.
إنهم يواجهون شعبهم الأعزل بأعنف القذائف، وأفتك الأسلحة، وأشد أنواع الآليات العسكرية، إنهم يمارسون الظلم والظلم ظلمات، ويتعدون حدود الله {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} (1) سورة الطلاق. وينتهكون الحرمات المصونة، والله من ورائهم محيط.
إن لكم أبناء فخافوا عليهم عقوبة الله، ولكم وأولاداً فاتقوا الله فيهم أن تنـزل عقوبته، وعندكم صغار فراعوا الله فيهم، فإن الله تعالى يقول: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا} (9) سورة النساء لا تطغوا على العباد، ولا تبغوا على الخلق، فإن الله يقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم} (23) سورة يونس، لا تتعرضوا لغضب الله، ولا تدخلوا مداخل سخطه، {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} (28) سورة آل عمران.
إن فساد الأرض وخرابها سببه البعد عن الله تعالى، هؤلاء لا يعرفون الله، ولا يراقبونه في المواطنين، ولا يراعون أمره في شعبهم الكريم الصابر، ووهم مخالفون لشريعته سبحانه التي تحرم الدم وتجعل قتل نفس واحد يساوي قتل الببشرية جميعا، قال الله تعالى: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} (32) سورة المائدة.
إن الخراب الذي يصيب العالم، ويدمر الدنيا، والفساد الذي يعم البيئة بشراً وحجراً، كله نتاج فساد القلوب؛ لأن القلب ملك الجوارح؛ فإذا صلح صلحت، وإن فسد فسدت، إن عمارة الأرض تبدأ بعمارة القلوب بالإيمان والتقوى، فإذا صلحت القلوب بالتوحيد واليقين، صلحت الأعمال بالإخلاص لله عز وجل، والمتابعة للنبي ، واشتغلت الجوارح بأعمال الخير، قال رسول الله صلى الله وسلم: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" متفق عليه، إنها القلوب المريضة التي لا تقبل إلا الظلم ولا تسير إلا في طريق الغي والفساد قال الله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ} (146) سورة الأعراف. 
 إن أرحب ليست إسرائيل، حتى تقصف ليل نهار من ألوية الحرس الجمهوري، أرحب ليست العدو التاريخي لليمن، أرحب هي القبيلة اليمنية الأصيلة، أرحب هي التي قدمت للأمة الإسلامية الإمام الجليل والتابعي الكبير/ عمرو بن شراحبيل الشعبي، وهو من شعب التي تقصف بعنف، وتدمر بقسوة، فاتقوا الله فإن عاقبة الظلم وخيمة:
وما من يد إلا يد الله فوقها ××× ولا ظالم إلا سيبلى بأظلمِ
فإلى الله المشتكى، من استكبار النظام وبلاطجته وجنوده.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

نبيل البكيري

2024-05-02 00:48:59

النعي المهيب..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد