;
د.فاطمة عبدالرحمن
د.فاطمة عبدالرحمن

كم أنت عظيم يا شعب اليمن 2471

2011-09-04 02:46:19


يمانية وأفتخر بأني من بلد الإيمان والحكمة اليمانية:
أولاً: أهنئ الأمة العربية والإسلامية وأهنئ الثوار الأحرار بكل الوطن العربي، بشكل خاص بعيد الفطر السعيد.. وأوجه كلماتي إلى الشعب اليمني الحرٌ.. كم أنت عظيم يا شعب اليمن.. كم أنت قوي أيها الثائر اليمني.. كم أنت صامد يا شعب اليمن الَحرّ..
كم أنت صابر يا يمني على كل ذلك الظلم، على كل ذلك القهر، على كل ذلك الاستبداد.. وصابر على كل أنواع العقاب الجماعي الذي يمارسه فلول النظام العائلي السابق.
 لقد أصبحت أيها الشعب اليمني مرجعية للعالم في النضال السلمي، ماذا يحدث في وطني الغالي؟ ماذا يحدث في بلد الإيمان والحكمة اليمانية؟ والله أنها عبارة تاريخية قالها رسولنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم عنا نحن اليمنيون قبل 1400 عام، ورددناها عقوداً من الزمن ولم نكن نستطيع أن نستوعب جلياً ـ إلى ما قبل 11 فبراير 2011م، - أي قبل بداية ثورة اليمن الحديث – لم قالها رسول الإنسانية عن اليمن واليمانيين، ولم يستطيع أحد تفسيرها بدقة، ولكن اليوم هذه العبارة فُسرت كلماتها وحروفها بوضوح ولا يختلف اثنان في اليمن أو خارجها على ذلك من قبل الباحثين والمفكرين والمحللين السياسيين وحتى الناس العاديين في كتاباتهم وتعليقاتهم.. ولي الفخر بأنَي يمانية! ولكل أبناء الشعب اليمني الحُرّ الفخر أن ينتموا إلى بلد الإيمان والحكمة اليمانية.. هذه مقدمة بسيطة عن جانب مما يحدث في ثورة اليمن الحديث.
ثورة تغيير حقيقية.. ثورة حديثة..:
لقد أذهلني الشباب والشعب اليمني الحُرَ في ساحات الحرية والتغيير يوم عيد الفطر المبارك يوم الثلاثاء السعيد ـ في كل محافظات اليمن، وهو أول عيد فطر يمرَ على الثوار الأحرار وهم في ساحات التغيير وميادين الحرية! وكما ردد الثائرون الأحرار «العيد في الساحات ثاني» وأيضا أنشدوا وغردوا طيلة شهر رمضان المبارك «رمضان في الساحات ثاني».. ذُهلت مما رأيت وسمعت في شهر رمضان المبارك من تآلف ومحبة وأخوة وصداقة وصدق وتضحية وإيثار و.. و.. بين أفراد الشعب اليمني بشبابه ورجاله وشيوخه ونسائه وأطفاله في الساحات والميادين.. أين كانت تلك الأخلاقيات والقيم قبل ثورة اليمن الحديثة ودعوني أطلق عليها هذه التسمية، لأن هناك ثورتان قامتا في اليمن من سابق ثورتي 26سبتمبر62م و14 اكتوبر63م، وحتى لا يختلط الأمر على القارئ في قابل الأيام ومستقبلها، عندما يكتب التاريخ ويسجل أن شباب اليمن يوم11فبراير2011م، صنعوا وخطوا تاريخ اليمن الجديد والحديث.. ولا أحد يستطيع إنكار هذا الانجاز للشباب اليمني الثائر الحُرَ، ومن ثم انضمَ إليهم باقي الثوار من جميع الأعمار والأطياف.
أتعرفون لم قلت أذهلني الشباب والشعب اليمني الحُرَ يوم العيد، لقد أذهلني بصبره وصموده وجهاده ونضاله وتمسكه بأهداف ومبادئ ثورته أولا بشهر رمضان المبارك الذي كان فلول النظام السابق يراهنون على بقائهم في الساحات، لأننا نحن اليمنيين لنا طقوسنا الخاصة بهذا الشهر شهر الخير ولكننا هذا العام أضفنا إلى كلمة الخير التغيير فأصبح شهر الخير والتغيير، نحن اليمنيين لنا عاداتنا الرمضانية الخاصة (ليس كلنا ولكن أغلبنا) نسمر طول الليل لتناول القات والتسامر ومشاهدة المسلسلات التلفزيونية والى آخره من عادات ليست صحيحة، ثم نصحوا متأخرين ونذهب للعمل متأخرين ساعتين ونعود من العمل مبكرين ساعة (نظام أقره النظام العائلي السابق) والى آخر الطقوس والتي أعتبرها غير سليمة، خاصة بشهر رمضان شهر الخير والعمل، حيث يكثر نومنا نهاراً ويزيد كسلنا ويقل عملنا وتزداد إجازاتنا في العمل بداع ومن غير.. ولكن هذا العام برمضان الخير والتغيير بالساحات تعدلت عاداتنا غير السليمة، وتبدلت أخلاقنا وقيمنا غير الصحيحة، وأصلحنا كثيراً من أنفسنا، فكثر نشاطنا بالساحات وقلَ نومنا وزاد عملنا وتسابقنا لمساعدة بعضنا في مبادرات النظافة وعمل الخير والتعليم ولا أقصد بالتعليم هنا القراءة والكتابة فحسب ولكن في تعليم غيرنا فيما يجهله وفي أي مجال، وظهر الوجه الحقيقي للمواطن اليمني وظهرت مواهبه وإمكانياته ووظَفها في مكانها المناسب والصحيح ومن غير أي ضغوط، وتنوعت مساعداتنا للمحتاج لأي شيئ هو بحاجة إليها، فكبرت تضحياتنا وفاق إيثارنا بكل حب وسعادة.. نعم لقد تغيرت وتعدلت كثير من سلوكياتنا نحو الأفضل! ومن يحضر الساحات يلاحظ ذلك، ألم أقل لكم إننا نخط بأيدينا تاريخنا الجديد ونصنع يمننا الحديث وبهذا أظهر المواطن اليمني أصالته وعراقته من خلال تلك الأعمال..ألم أقل لكم ثورة اليمن الحديث" الشعب يريد بناء يمن جديد" وها هو بدأ البناء الحقيقي..
ثورة لم تتأخر.. بل على العكس ثورة تحقق أهدافها بتأني..:
كثيرون غيري وأنا أيضاً نرى على العكس أن ثورة اليمن الحديثة لم تتأخر بل على العكس كلما زادت الفترة الزمنية أظهرت المعدن الحقيقي للثوار الأحرار، ووضحت الصفات والميزات الحميدة للشعب اليمني وأخلاقياته وأصالته وعراقته ممثلا بما يصنعه الثوار في الساحات، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أظهرت ثورتنا العظيمة أيضا بشاعة وقباحة وحقد النظام! ففي ساحات الحرية وميادين التغيير يبني الثوار اليمنيين الدولة المدنية الحديثة التي يصبون إليها دولة النظام والقانون بثورتهم السلمية وبكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني سلمية 100%، وفي الجهة الأخرى أظهرت الثورة الصورة الحقيقية السوداء للنظام الدكتاتوري الفاسد والهمجي من قتل وتدمير للإنسان اليمني جسدياً وأخلاقياً، من هنا تتضح الصورة فكلما زادت الفترة الزمنية للثورة كلما حققت أهدافها بتأني.
 وإليكم هذين المثالين واللذان يمثلا برهاناً حقيقياً لنجاح الثورة، أولا: من كان يتصور أن تمتلئ ساحة التغيير بصنعاء- هذا كمثال فقط- بالثائرين ومن يدعمهم بشهر رمضان المبارك- وقد كان فلول النظام يراهنون على بقاء الثوار الأحرار في الساحات- حيث كان اليمنيون ينتقلون في هذا الشهر إلى قراهم ومدنهم بدلاً من قضائه في صنعاء للعمل فإنه يتحول الى شهر للنوم والكسل! والكل يعرف ذلك أن إجازات العمل تزيد في هذا الشهر! وتكثر الغيابات في كل مؤسسات الدولة ويتعطل سير العمل وتؤجل كثير من المعاملات إلى ما بعد إجازة العيد! بينما في شهر الخير والتغيير2011م حدث العكس حيث زاد عدد سكان صنعاء أضعافا، مضاعفة عن الأعوام الماضية والكل شاهد ورأى! ولا نحتاج لإجراء استفتاء في هذا الشأن وزاد العمل والنشاط بكل جد وكد وحب وسعادة هذا أولا!.
 وثانيا: وهو ما أبهرني وأذهلني فعلا ما رأيته يوم الثلاثاء السعيد يوم العيد الـ"30" من أغسطس2011م من أين أتت كل تلك الحشود المليونية من اليمنيين الأحرار؟ هل جاؤا ليعيدوا بساحة التغيير بصنعاء الحبيبة؟ والتي كانت فيها صنعاء في السنوات السابقة تكاد تخلو حتى من المارة والسيارة، باستثناء قلة منهم في كل الأعياد! حيث يستغل الموظفون مثل هذه المناسبات لزيارة الأهل والأقارب في قراهم وأيضاً مدنهم، ولكنهم هذا العيد فضلوا البقاء في ساحاتهم مع زملائهم وأصدقائهم الأحرار واكتفوا بالاتصال التلفوني لتهنئة أسرهم وأقربائهم، أتدرون لماذا؟ لأنهم أقسموا اليمين بأن لا يغادروا ساحاتهم إلا بإحدى اثنتين إما النصر أو الشهادة وفي الثانية إفادة! والله إنَي وملايين اليمنيين غيري فرحون ومذهولون في آن واحد، مما يصنعه الثوار الأبطال، وأعجبني أيضاً ما تغنوا به يوم العيد ورددوه:«إضحك مع الأيام.. وابرد من الأوهام.. الثورة أحلي عيد.. والنصر أجمل عيد..».
علموهم يا أحرار اليمن، علموا فلول النظام العائلي وأزلامه وأعطوهم دروساً مجانية في معاني الحرية.. معاني الكرامة.. معاني الحب.. معاني التضحية.. معانى الإيثار.. معاني الشجاعة.. معنى الفرح الحقيقي.. إنهم يخطون دروساً حقيقية في علم الثورات السلمية، ولو الأمر بيدي لمنحتك الأستاذية في كل ما تقدمه يا شعب اليمن الحُرَ! ما هذا الذي يصنعه الثوار الأحرار ليمن العزًة والكرامة، فعلا إنهم يغيرون وجه التاريخ اليمني بثورتهم السلمية الصادقة والمنتصرة بإذن الله.. ما رأيته يوم العيد أذهلني وأفرحني وأثلج صدري وصدور كل اليمنيين داخل وخارج اليمن. فهنيئا لثورة أنتم صانعوها يا أحرار العالم! وفعلا «ارفع رأسك فوق أنت يمني»!
شكراً سهيل يا قناة الثوار الأحرار:
شكراً سهيل إن ما رأيته يوم العيد في قناة "سهيل" الفضائية وهي تنقل مباشرة ساحتي الحرية بتعز والتغيير بصنعاء أذهلني وأعجبني، لقد بقيت عيناي مسمرتين على هذه القناة "قناة الثوار الأحرار" – وأنا أشاهدها وهي تنقل مباشر من تعز ثم من صنعاء تارة بتارة شعائر وفعاليات يوم العيد السعيد- وأقول لكم إن هذا اليوم سوف يبقى علامة فارقة في تاريخ الثورة اليمنية الحديثة كما كان يوم 22مايو2011م، حيث عمت الفرحة هذا اليوم قلوب جميع اليمنيين- نعم.. لقد شعر اليمنيون هذا العام بالمعنى الحقيقي للوحدة وأحسوها بوجدانهم، نعم.. لقد ظهرت فرحة اليمنيين بوحدتهم الغالية التي صنعوها بأيديهم وليس كما يدعي الرئيس الفاشل أنه من صنعها، بل هو من أساء إليها بعد عام الحزن على اليمن عام "1994م" وفرق بين أبناء الوطن الواحد.
وأنا من هنا أسجل شكراً خاصاً لهذه القناة والتي لولاها لما عرفنا ما يدور باليمن الحبيب وخاصة من يعيش بالخارج سواء كان مغترباً يمنياً أو حتى شخصاً متابعاً لما يحدث باليمن! فشكراً سهيل وشكرا لكل من يمتلك ويشرف على هذه القناة من إداريين ومذيعين ومخرجين وعمال وغيرهم لأنها فعلاً القناة التي تنقل الصورة الحقيقة لثورة اليمن الحديث.
عن المصدر أونلاين
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد