;
علي مبارك ملص
علي مبارك ملص

عندما ينتحر النظام تقوى الثورة 2289

2011-09-24 03:21:32


هكذا هي السنن وما يشهد به واقع الحال ووقائع درامى الثورات العربية ولا شك أن الثورة اليمنية أخت لهذه الثورات، فالمتتبع لسير الثورات يرى هذا التلازم بين قوة الثورة وتصعيدها وبين انحدار الأنظمة من هوة إلى أخرى في إطار السقوط المفاجئ لها والتي آتى الله بنيانها من القواعد، فخر عليها سقف ظلمها واستبدادها، فصارت تصل إلى درجة الانتحار ولهذا عندما تنحدر الأنظمة وتصل إلى درجة الانتحار، فإن ثورات الشعوب يصلب عودها وتقوى شوكتها وتقترب قطاف ثمارها وهذا هو ما يرجى لما تبقى من ثورات الربيع العربي إن جاز الاصطلاح، لكن هذه السنة وتلك القاعدة هل تسير على ما يحدث في يمن الإيمان والحكمة، أم أن خصوصية الأزمة اليمنية وما سارت عليه من إيقاعات مختلفة نوعا ما كما حصل في البلدان العربية الأخرى، سوف تشط بالأزمة اليمنية عن هذه السنة المعلومة والقاعدة المعروفة كما حصل في أتون مسيرة الأزمة اليمنية منذ تفجيرها قبل ثمانية أشهر حتى وصلت إلى مرحلة انتحار النظام في نهاية المطاف
والمتابع لما تشهده الساحة اليمنية وما أحدثته من حيرة شديدة للكثير من المتابعين، بل والمحللين قد يصيبه بعض التردد من سريان هذه القاعدة على الأزمة اليمنية ويعزي نفسه بأن لكل قاعدة شواذ وان شذوذ حال اليمن في كثير من الأمور ربما يؤهله أن يكون في هذه المرة المؤهل لتحقيق شذوذ هذه القاعدة، وعلى هذا فإن القواعد لا تتغير وان السنن لا تتبدل، فإن الظلم مرتعه وخيم وان أخذ الله للظالمين شديد وان عذابه ليس من الظالمين ببعيد . لكن يبقى التساؤل قائماً في أتون مستنقع الأزمة اليمنية وما تؤول إليه من نتائج وبخاصة بعد تسارع الأحداث واتساع الأحداث واشتداد وتائر العنف والقتل وارتفاع الأصوات بضرورة الحسم، هل حزب الفرقاء أمرهم على ذلك، أم أن خصوصية الأزمة اليمنية هي التي تحكم في مآلات الأمور في نهاية المطاف وبخاصة أن تحركات من هنا وهناك غالبا ما ترتفع رؤوسها حينما ترى الخطر داهم على النظام لتقربه إلى حتفه، فتسعى جاهدة كما سعت من ذي قبل.
وفي تقديري فإن أزمة اليمن دخلت في مرحلة تختلف عن مراحل سيرها السابقة، حيث انكشف الكثير من الأغطية عن بعض الأطراف واتضح لكثير أيضاً زيف بعض الأطراف الفاعلة في هذه الأزمة وذلك عن النحو التالي:
1ـ انكشف زيف النظام وانتهت كل ألاعيبه وسقطت جميع أوراقه إلا ورقة الانتحار، فإن النظام خلال الفترات السابقة استطاع أن يراوغ ويماطل على الرغم من اعتقاد الكثير من الأطراف من عدم صدق نيته وسوء طويته، إلا أنهم أعطوه من الحبل بما فيه الكفاية حتى يكشف عن مكنون قلبه وزيف ادعائه، إنما كان يكسب الوقت فقط بهدف الانقضاض على خصومه.   
2ـ انكشف للمعتصمين ومناصريهم حال كثير من الأطراف التي كانت تخلط الأوراق وتلعب لعبة ذو الوجهين والتي كان جل همها الحفاظ على مصالحها والبقاء على خططها وان هذا الشعب المظلوم لا يهمها في شيء مادامت مصالحها محروسة وخططها مدروسة، فأي كان الطرف الذي يحقق لها تلك الأهداف ويمكن لها تلك الخطط، فإنها مستعدة أن تضع يدها في يده ولو كانت ملطخة بدماء الأبرياء .
3ـ انكشف وبحق مكيال المنظمات الدولية والاستخبارات العالمية والتي تزعم زوراً وبهتاناً أنها الحامي لحقوق الشعوب والراعي لتطلعاتها لأن هذا المكيال ليس واحدا وإنما هو مكيالان مكيال تكيل به مصالحها ومكيال آخر تكيل به دعم المستبدين والحكام، فما كان فيه مصلحة لها انساقت له وفصلت له من اللباس ما يتناسب معها ولا تأبه بعد ذلك بالشعوب والمسحوقين في أي واد هلكوا وإلا فبماذا نفسر أن ترتفع عقائرها للشجب والنكير على أطراف والغض والتمليس لأطراف أخرى وهم في الجرم والجريرة سواء .
4ـ انكشف للشعوب المظلومة والمسحوقة وبخاصة ما يسمى بشعوب العالم الثالث -على مصطلح ومكاييل النظام العالمي- أنها ستظل مسحوقة وأن من يحكمها إنما هو أداة لهذا النظام تحركه بأصابعها كيف تشاء لهذا يجب أن تعي الشعوب أنه لن يخلصها من استبداد هؤلاء الحكام إلا نفسها وأنه لن يحك جسمها مثل ظفرها إن النظام العالمي لا يعرف إلا لغة سياسة فرض الأمر الواقع وهذا ما أثبتته الأحداث وباركته الأقدار من خلال انتصار الشعوب التي ثارت على الاستبداد في فترة قياسية مع أن حكام هذه الشعوب لديها من الاستبداد والاستناد إلى هذا النظام ما يكفيها أن تعمر ألف سنة ولكنه ليس بمزحزحها من العذاب
5ـ أدرك أولئك الساسة الهرمون والذين بنصف العصا يمسكون أن حقيقة الأمر تكمن في إطالة عمر هذه الأنظمة وأن جميع المحاولات إنما هي مجرد كسب للوقت وذر التراب على العيون ومماطلة وهروب لاستحقاقات اشتعال هذه الثورات وإعطاء المستبدين فترة كافية لالتقاط الأنفاس والتهيئة للقضاء على هذه الشعوب الثائرة والمعارضات الضعيفة الخاملة.
أخيرا يمكن القول أن التشابه بين جميع الأنظمة المتساقطة يكمن في حمل لواء الاستبداد وجعل الانتحار آخر الأوراق التي يمكن أن يبرزها المستبدون حينما يحدث ذلك ولابد أن يحدث تباعاً قوة لهذه الثورات وارتفاع لزخمها وارتفاع لأسقف مطالبها وان كان في ذلك كثير من التضحيات فدفع فواتير باهظة يتحملها أولاً وأخراً الثائرون على هذه الأنظمة المستبدة، أما المعارضات الهشة فعليها أن تغيير من استراتيجياتها وتبدل من قناعاتها وتلتحم بشعوبها وتعتبر بما حدث لهذه الأنظمة وتغيير من فكرة التوريث التي تفهمها الأنظمة أنها تورث أبنائها ويفهمها المعارضون أنهم أفضل وريث لهذه الأنظمة المتهالكة ولابد أن يعي الجميع أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين .  

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

خالد الرويشان

2024-09-28 00:47:57

المارد والقمقم!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد