أعذرني عزيزي القارئ.. سوف أبدأ موضوعي (بالأحزان) التي بنبقي أن أتناولها، كونها الأهم في ظل الظروف الحالية التي تعيشها البلد، فقد كنا موعدين في الأسبوع الأول على موعد من الدماء التي سألت، ومجازر ارتكبت بحق هذا الشعب المسكين.. والمكلوم من قبل نظامه الذي يدعي أنه يحميه، ولكنها يقتله وفي وضوح النهار، فقد حزنا للوقت الحالي حزنا لم نعيشه طيلة حياتنا.
وإخواننا يقتلون من كل فئة، ولم (يستحوا) من كاميرات الإعلام، وهي تفضحهم، (ولم يفرقوا) بين طفل رضيع وهم يقتلون الطفل (حمزة)، (ولم يحترموا) شباب الوطن وهم يموتون، كالمصارع عبدالعزيز راجح لاعب المنتخب اليمني، فكيف لنا أن نعيش و(نأمن) على مستقبلنا في ظل هذا النظام الذي ينكشف يوم بعد يوم خبثه، ويخرج كل أساليبه الفتاكة مع استعراض عضلاته، ليقمع بها شعبه وأبناءه دون خجل.. أو حياء.. أو حتى (رادع) ديني يمنعه من ذلك.
فبعد الذي صنع بنا نحن الشعب اليمني، ونحن معشر الرياضيين طيلة حكمه ماذا يريد أن يحكم بعد ذلك؟.. فقد قتل.. وسفك.. وذبح وبكل الصور والوحشية التي لم نشاهدها ولا حتى في عالم الخيال أو في أفلام الرعب الأجنبية، فشاهدنا نحن في اليمن، وهي كانت (أهوال) حقيقية ينبغي أن يقف أمامها كل شخص حر كريم ونبيل، كوننا مسلمين نرفض (إراقة) الدماء، وننصر المظلوم، ونعينه بكل الوسائل، لكن خسارة هناك من طبل لهذا النظام ومجد له كما عمل بعض الرياضيين بتنظيم له بطولات شرعية دستورية وما أدري لماذا؟!، وكله بهدف التمجيد.. والتقرب.. وكسب احترام من شخصيات (سلطوية) لا تعرف ما هي الرياضة، وتعريف الرياضة في قاموسها هو خدمه (سلطة وحاكم) وفقط.
أقول لهؤلاء (استحوا) على أنفسكم كفاية مزايدة!.. كفاية نفاق.. الأيام تمر.. الوقت يمضي.. والثورة منتصرة.. منتصرة لا محالة، اعملوا أي شيء لوطنكم، اثبتوا وطنيتكم، وتعالوا إلى الساحات لتنعموا بها في (كنف الحرية)، فما باقي بعد اليوم وقت وانتظار، فبعد مجزرة (كنتاكي) الدامية، وقبلها ملعب المريسي والكرامة و..إلخ لم تنظموا مازلتم تؤيدون هذا النظام، وتقيمون في حضرته البطولات في عمل ستندمون عليه كثيرا والأيام كفيلة بإظهاركم على ندمكم وبعده لا ينفعكم ندمكم وأعذاركم (القبيحة) بأنكم كنتم مغصوبين.. ومقرر بكم، فصدقوني ستندمون على أيامكم تلك، لأن الثورة لن تحاسبكم ولا سوف تكون، ولكن تاريخكم الذي سوف يدون، هو من سيلحق بكم العار حتى يأتي الأبناء ويعرفوا ماذا كان آباؤهم يعملون ويصنعون.
أما الأفراح وما أجملها ويا ليتها جاءت في أيام غير هذه الأيام حتى نستطيع أن نعطيها حقها.. ومستحقها ونفرح بها ونمرح ونعطي لها اعتبار، بعد أن همشت ومازالت تهمش من قبل الشخصيات السياسية التي تدعي أنها رياضية، وتخدم رياضة وكل ما تخدمه ما هو إلا شخصياتها ونظام وحزب، فأفراحنا اليوم هو تأهل منتخب الناشئين بكل جدارة واستحقاق، بعد أن قدموا فاصلا من المتعة الكروية.. ولوحات مهارية رائعة، عكسوا من خلالها موهبة اللاعب اليمني الناشئ، وكيف لهذا اللاعب في (أبسط مقومات) أن يصنع ويحقق النجاحات تلو النجاحات وبأقل الإمكانيات، فمنتخبنا اليوم شرف اليمنيين كثيرا.. أفرحهم رغم ما يمر به البلد حاليا، إلا أنه يعتبر إعادة اعتبار لكل يمني في كل بلد، وإن مازال له منتخب واسمه يمني مرفوع الرأس، وسوف يظل مرفوع بتلك الأبناء الذي هم (امتداد) لحصد التفوق وكامل علامات التميز.
وما هذا المنتخب إلا أنموذج (لو) نالوا الاهتمام، وعادوا للدولة واهتمت بهم.. وصقلتهم.. ورعتهم لتنفسوا.. وصاروا.. منتخب ينافس ويقارع جميع البلدان العربية، وهو حلم كل يمني، لكن للأسف سرعان ما يعود منتخبنا إلى أرض الوطن ويتلاشى بذلك الإنجاز بتسارع وتهافت المسئولين عليه، بالتقاط الصور التذكارية معهم، مهدين لهم عقود الفل وحفنة من المال، ومن ثم يقومون (بسرقة) إنجازاتهم، وينسبوه لأنفسهم، والمنتخب يهمش.. ويتناسى.. والمواهب.. تموت قبل أن تلد، وهكذا كل مرة نكرر هذا (السيناريو المؤلم) بأريحية تامة، وكأنه شيء عادٍ ومعد له من قبل (كبير القوم).. وليس الوزير المتبجح "بشيخوخته"، وهو فعلا طبيعي لدى شخصيات، لم تكن تعرف ماذا تعني الرياضية؟ وماذا تعني (ربطه العنق) وما الفارق بينهم؟.. وفعلا إذا لم تستحِ فصنع ما شئت!!.
عباد الجرادي
أفراح.. وأحزان!! 2382