يبدو أن الأوضاع في اليمن تتجه إلى منزلق بالغ الخطورة، إلى درجة أن المخاوف من اندلاع حرب أهلية في هذا البلد باتت أقرب من أي وقت مضى.
ففي غضون يومين سقط عشرات القتلى ومئات الجرحى في معارك عنيفة شهدتها صنعاء، بعد أن قصفت قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح معسكر الفرقة الأولى مدرع بقيادة اللواء المنشق علي محسن الأحمر المؤيد للحركة الاحتجاجية وأيضاً ساحة التغيير حيث يعتصم المحتجون السلميون الذين يطالبون بالإصلاح والتغيير.
لقد اقتربت الأوضاع في اليمن من حافة الحرب الأهلية الشاملة والتي يعني اندلاعها وخصوصا في ظل انقسام الجيش والقبائل المسلحة ووجود تنظيم القاعدة أن نيرانها ستشعل المنطقة برمتها في جزء حساس من العالم.
ومن الواضح أن العودة المفاجئة للرئيس علي عبد الله صالح إلى البلاد يوم الجمعة
الماضي اثر غياب لأكثر من ثلاثة أشهر في السعودية ودعوته إلى التهدئة، لم تفعل شيئا سوى أنها أدت إلى تفجير دوامة العنف في اليمن بشكل اعنف مما مضى.
لقد بات جليا انه لا سبيل اليوم أمام الجميع غير تحمل مسؤولياتهم كاملة إزاء ما يجري في اليمن الشقيق وذلك من خلال مساندة ودعم واحترام خيارات الشعب اليمني وتلبية تطلعاته الرامية إلى التغيير والإصلاح.
لقد حان وقت الاستماع إلى إرادة الشعب وصوته، الذي ظل يدعو للتغيير والإصلاح بلا كلل ولا ملل والاستجابة إلى مطالبه قبل أن تصل الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.
أن الحفاظ على امن واستقرار ووحدة أراضي اليمن هو أمر ضروري ومهم ليس للشعب لليمني وحده وإنما للمنطقة وللعالم.. والمؤكد أن الشعب اليمني الذي عانى بما فيه الكفاية وصمد تحت القصف في الساحات والميادين أملا في تحقيق تطلعاته، يستحق آن يستجاب له اليوم قبل الغد..
أن الوقت يمضي بسرعة.. وكل ساعة تمر تعني أن اليمن يقترب من الوقوع في براثن العنف وان المنطقة مقبلة على الدخول في نفق مجهول، لكن الأمل في أن الحكماء في المنطقة واليمن لن يسمحوا بحدوث ذلك.
نقلاً عن الشرق القطرية
رأي الشرق
اليمن.. وقت التغيير 2231