الموقف الجديد الذي أعلنه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عن نيته التخلي عن السلطة في الأيام القادمة، أثار كثيرا من الجدل وردود الأفعال، خصوصا لجهة الغموض الذي اكتنف هذا الإعلان وربطه بشروط تتعلق بعدم استعداد صالح تسليم السلطة للمعارضة، حيث أشار إلى أن رجالا وصفهم بأنهم "صادقين" من العسكريين أو المدنيين سيتسلمون السلطة.. وليس المعارضة.
ويبدو أن هذه الشروط، مقروءة مع ما عرف به الرئيس صالح من المراوغة في مواجهة الثورة الشعبية التي تطالب برحيله منذ 9 أشهر، كانت السبب وراء الموقف السلبي لقيادات المعارضة وشباب الثورة في اليمن من هذا الإعلان. خصوصا أنها ليست المرة الأولى التي يعلن فيها صالح نيته للتنحي أو الرحيل، فقد أكد مرارا استعداده للتخلي عن السلطة وللتوقيع على المبادرة الخليجية، إلا أنه كان يتراجع في كل مرة. كما أن إشارة الرئيس صالح الى أنه ينوي تسليم السلطة الى الصادقين من "العسكريين" و"المدنيين"، تفتح الباب أمام تكهنات واسعة بأن الرجل ربما يمضي باتجاه دفع البلاد إلى حالة من الحرب الأهلية خصوصا في ظل الانقسام وحالة الشلل التي تعصف باليمن.
إن حالة فقدان الثقة بين الجانبين، والشكوك التي يثيرها شباب الثورة والمعارضون حول مصداقية نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، تضعف كثيرا احتمالات التوصل الى حلول عبر المبادرات المطروحة، خصوصا في ظل رفض الرئيس صالح المتكرر التوقيع على مبادرة دول مجلس التعاون.
إن جدية الرئيس صالح في الاستجابة لتطلعات الشعب اليمني في ساحات التغيير على امتداد 17 محافظة يمنية، تبدو الآن على المحك.. ذلك أن ثورة الشباب التي دخلت شهرها التاسع تقترب بإصرار من فجر ميلاد اليمن الجديد الذي اعترف العالم بثورته المجيدة من خلال تكريم أبرز رموزه بجائزة نوبل للسلام.
الشرق القطرية
رأي الشرق
وعود صالح ..... 1997