نظرياً تم التوقيع على المبادرة الخليجية، لكن عملياً عكس ذلك تماماً هو ما حدث في تعز ترجمة على أرض الواقع لخطاب صالح بعد التوقيع على المبادرة والذي يكشف أنه يحمل بداخله كماً كبيراً من الحقد يكفي لأن ينتقم من الشعب بأكمله وليس من خصومه السياسيين فحسب، لغة الحقد التي تمنطق بها الرئيس صالح تؤكد أن علينا كشباب ثورة أن نصعد من فعاليتنا الثورية حتى يتم إسقاط بقايا النظام، لأنه لولا صمودكم أيها الشباب لم يوقع صالح على المبادرة، ولولا صمودكم الأسطوري وسلميتكم المذهلة لما ضغط المجتمع الدولي على النظام وأشعره بأن الوقت قد تغير.. عليكم أيها الشباب أن تدركوا أن بقايا النظام ستعمل جاهدة للانقلاب على التوقيع ـ رغم أنه لا يعنينا في شيء طالما وبقايا النظام لازالت في مواقعها ولازال القتلة يسرحون ويمرحون ولم يتم محاكمتهم..علينا أن ندرك أن استمرار تصعيد فعاليتنا الثورية الضامن الوحيد لبناء يمن جديد، يمن المساواة والديمقراطية والحرية والكرامة وليس يمن تقاسم الحصص والكعك على حساب دماء الشهداء وعاهات الجرحى وحسرات الأرامل وآهات اليتامى..
الجميع يدرك أن بقاء واستمرار أقارب صالح في مواقعهم يؤكد أن النظام باق ولم يتطهر الشعب بعد من أدرانه، وأن أوجاع هذا الشعب أيضاً ستستمر في ظل بقاء هؤلاء الأشخاص في مواقعهم، كونهم يرون أن شباب الساحات ليسوا سوى ثلة من العاطلين المسيرين ولا يمتلكون قرارهم بأيديهم، بقايا النظام وأقرباء صالح خاصة لا ينظرون إلى أبناء محافظة تعز ـ سيدة الثورة ـ سوى خونة يجب أن يتم التخلص منهم، وما حدث في تعز أمس قبل وبعد التوقيع على المبادرة أكبر شاهد على نوايا النظام تجاه كل ما له علاقة بالثورة.
كل وسائل الإعلام تنقل برتوكولات التوقيع ـ كما ما سماها صالح ـ وتعز الثورة تتعرض للقصف العنيف وترتيب بقايا النظام لعملية اجتياح واسعة لقلب الثورة النابض "الحالمة تعز"..
وقع صالح وقيادات حزبه وقيادات المعارضة على المبادرة الخليجية، وبهذا يكون صالح قد نجح من الإفلات من عقوبات مجلس الأمن، لكنه لم يفلت بعد ومعه كل من سفك دماء الشعب في كل ميادين الحرية والتغيير من محاكمة الشعب وعدالة السماء التي لا بد أن تتم آجلاً أو عاجلاً، فقول الحق "وبشر القاتلين بالقتل ولو بعد حين" سينفذ لا محالة شاء من شاء وأبى من أبى..
في الأخير أؤكد لجميع شباب الثورة في الميادين والساحات أنه بالرغم من عدم أهمية توقيع صالح بالنسبة لنا، إلا أنها نقطة مضيئة في مسيرة ثورتنا التي أجبرته مكرهاً على التوقيع، وتحتم علينا الاستمرار في ثورتنا حتى تحقيق أهدافها كاملة، فدماء الشهداء والجرحى ودموع اليتامى والأرامل لن يرضيها سوى عدالة السماء والاقتصاص من القتلة والمرتزقة والقناصين.. وجميع من حرض على كل اعتداء طال شباب الثورة وكل مؤيديها ومناصريها.