باب اليمن من الخارج بالأصح سوق الخضار واللحمة، خلف باب السلام وجوار مدرسة الشعب.. مشهد لا يطاق، كتل بشرية متزاحمة، تمشي بصعوبة، عرض للخضروات المختلفة والفاكهة، كل هذا غير نظيف، غير مرتب وعلى أشياء و"جواني" مهترئة..
البعض يفترش الأرض والبعض الآخر سيارات وكراتين و...إلخ.. الأرض مليئة دوماً بالمياه القذرة التي تداخلت مع بقايا الخضار التالف والرائحة تبعث على ا لغثيان.. ليس هذا فحسب، فهناك من يقضي حاجته خلف السوق جدار الباصات المتجهة إلى نقم، رغم وجود الحمامات..
مشهد قد لا تجده حتى في الصومال.. لكن يفاجئك وجوده في بلادنا التي تسعى إلى التغيير.. فمن يغيرنا نحن؟! من يعلمنا حب بلادنا ونظافتها وصونها؟!
أمانة العاصمة هي المسؤولة عن هذا القبح كله في عاصمة اليمن وأمام أجمل مدينة تاريخية في العالم وهي "صنعاء القديمة"، فقط نسأل أمين العاصمة ووكلاء الأمانة بما فيهم الوكيلة الرائعة/ فتحية عبدالواسع: هل زرتم هذا المكان ورأيتم كيف هو حالنا وواقعنا؟ ومن أين يأكل سكان صنعاء؟! إنها أسواقنا غير النظيفة، غير المرتبة، أسواقنا التي بلا رقابة، بلا نظام، قذارة نادرة، قلما تجدها في القرن العشرين.. ومع ذلك هناك ألف تصريح يخرج لوسائل الإعلام عن جهود أمانة العاصمة وإنجازاتها؟!.
أتمنى على أمانة العاصمة أن تكلف لجنة لتقصي الحقائق والوقائع إلى منطقة السوق، لترى هذه اللجنة كيف وأين تباع اللحمة والسمك؟! كيف يفترش الباعة الأرض وسط القاذورات التي يمشي عليها الناس؟!.. كيف يختلط التخلف، باللامسؤولية، باللاوعي، بأشياء كثيرة، كان ينبغي أن تنتهي منذ عقود، لكنها ظلت معنا، لأننا لا نعرف الحياة الكريمة والنظيفة، الحياة التي تناسب كل البشر.
زرت هذه المنطقة مراراً، لكنني لم أر الجانب الخلفي الأقذر إلا يوم الجمعة الماضي، عندما غيرت الطريق بحثاً عن طريق أقل زحمة.. والله لا يليق بنا هذا التدهور البيئي والقيمي من منطقة هي وسط العاصمة، وقد شعرت بالخزي والألم وأحد الأطباء الروس يمر بتلك المنطقة وهو يشاهد المشهد بعين تختزن الكثير عنا كشعب، كبلد.
يا أمين العاصمة، النظافة في العاصمة في أسوأ حالاتها ومشروع النظافة لا يقوم بواجبه ربما لظروف الإمكانيات أو لأسباب أخرى، لكن تظل المسؤولية قائمة.. حرام تدمير البيئة في أمانة العاصمة بالإهمال واللامبالاة أو لمعاقبة السكان أو ليجربوا الحياة بعد المبادرة الخليجية ويقارنوا قبل وبعد.. لا يعقل أن ترضى بواقع كهذا إلا إذا كنا لا نحب هذا الوطن أو أننا بلا ضمائر أو أننا بلا وعي أو متخلفين لا سمح الله.
