نحتاج إلى علاج أو مصل يطهر اليمنيين من الفساد لأنه أصبح يجري منهم مجرى الدم.. هذا المصل ينبغي أن يكتشفه أهل الشأن ويصمموا على تطوير هذا العلاج الذي سيوزع مجاناً لكل الحالات التي أصيبت وفي حالة حرجة وتلك التي يمكن علاجها بمواصلة العلاج مدى الحياة والحالات التي في بدايتها يمكن تفاديها.
العلاج سيكون فعالية بالغة لأنه سيطهر البلاد والعباد من دنس الفساد وقد لا نحاج إلى هيئة مكافحة الفساد وقد نحتفل بعلاج آخر فاسد وتماثلة للشفاء وقد تقيم المؤسسات الحكومية يوماً وطنياً للاحتفال باليوم الوطني لجلاء الفساد عن اليمن.. سنتلقى التهاني والتبريكات من أعلى السلطة إلى القاعدة، سيكون هناك خطاب جديد للفساد..
× بعد اكتشاف هذا العلاج المضاد للفساد ستعود الابتسامة لتعلو وجوه الناس وعلامات الفرح والسرور تعم هذا الوطن الحزين بممارسات أناسه الفاسدين.. سيطمئن الناس لمسؤوليهم ولمندوبي وزارة المالية ووزارة الخدمة المدنية الذين هم سبب فساد جميع المؤسسات.. وربما يظن البعض أن الثورة طهرت المؤسسات!! ابداَ.. مازال الفاسدون يرتعون في مفاصل الدولة، مازالوا يفسدون في الأرض، يؤذون عباد الله ولا يجدون من يردعهم.
× الفساد يحتاج إلى حملة وطنية شاملة، الفاسدون لا بد من وقف فسادهم والحد من أعمالهم التي يدفع الشعب ثمنها، كل جهة أو مؤسسة تقوم بطرد الفاسدين وتطهير الجهة من هؤلاء الذين عبثوا بها، هناك مسؤولون لا يعرفون حجم الفساد في مؤسساتهم ولا يعلمون من يقف وراء الفساد فهم يتعاملون مع الفاسدين دون الإصغاء لأصوات الشرفاء في مؤسسات.. هؤلاء المسؤولون وبحسن نية لا يرون ضرراً من طي صفحة الماضي بكل ما فيها والبدء مع نفس الفاسدين صفحة من الشفافية والنزاهة المستحيلة لأن من شب على شيء شاب عليه.. والتغيير إذا لم يبدأ من النفس لن تفرضه اللوائح والقوانين وصرامة المسؤولين أو مرونتهم..
× الفساد ظاهرة أو مرض وبائي في اليمن زرعه النظام السابق بدراية فائقة ليكون متفشياً لعقود قادمة، حيث لا تستقيم مؤسسات البلاد مطلقاً إذا ذهب النظام، فقد أخذ الفساد مشروعيته وأصبح جزءاً من منظومة أخلاقية ليست هي الأفضل.
× في المرحلة، القادمة نحتاج إلى دورات في كيفية محاربة الفساد، كيفية بناء الثقة المؤسسة، إيجاد الشفافية والنزاهة في العمل الإداري الرقي بالخدمات المقدمة، للمواطنين، محاربة الروتين واللف والدوران في الإجراءات ومنع الرشوة والسماسرة من الموظفين ومن غيرهم الذين يقومون بالتوسط بين المواطنين والجهة الخدمية..
× عهد جديد سنعيشه، وإذا لم نكن في مستوى التحدي فإننا سنضيع بلداً بكامله، ومن أهم التحديات الجانب الاقتصادي والأزمة التي تعمد النظام إدخالنا فيها إذ خلت خزينة الدولة فجأة، سرقت موازنات الجهات وصرفت في غير أو جهها، تعطلت مؤسسات وجهات الإنتاج المختلفة، هذا التحدي في الاقتصادي الراكد والمنهار يحتاج إلى علماء وكفاءات اقتصادية وليس إلى حمران عيون، بعقليات الزمن الأغبر.
× عهد جديد بلا فساد ولا فاسدين هو ما سيكون فروح الشباب والثورة والثوار هي التي ستحملنا إلى المستقبل، ودماء الشهداء هي التي ستطهر مؤسسات الوطن من كل الفاسدين ومعاناة الشعب خلال عام كامل هي التي ستبني الوطن الجديد بكل قيم الخير والكرامة والحرية.
محاسن الحواتي
فساد يجري في الدماء.. 2342