;
محاسن الحواتي
محاسن الحواتي

من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر 2183

2012-02-01 02:50:05

 في العام الماضي وكنا مقبلين على إجازة عيد الأضحى، وضعت برنامجاً صغيراً في هذه الإجازة منها شراء رواية لقراءتها في أيام الإجازة ولأني أكتب رواية لأول مرة وهي محاولة وتجربة جديد بالنسبة، بعد أن أصدرت ثلاث مجموعات قصصية "قصة قصيرة".. قصدت إحدى المكتبات في حدة ووقع بصري على رواية للكاتب "كونديرا" فقد سبق وأن قرأت له كتاباً عن "فن الرواية" وأخذت الرواية وبدأت فيها قراءة متأنية، في اليوم الثاني كنت على مشارف الأنتهاء، لم تكن الرواية شيقة ولكن دفعت فيها مبلغ "1000" ريال وفي نفس الوقت لابد لي أن أعرف ماذا يقول الآخرون وكيف ولماذا؟!
صدمتني الرواية بل صدمت رغبتي في قراءة رواية جيدة بفكرة أجود وأسلوب مغاير.. عندما قال "كونديرا" بهذا المعنى "لقد كان الإله مسترخياً عندما خلق..." أكلمت الرواية التي لم أستفد منها شيئاً وتقبلت فكرة "كونريراً" حول الإله الذي كان مسترخياً، قد يكون مسيحياً أو بلا دين أو قد يكون الإله بالنسبة له هو شيء من الموجودات حسب معتقده.. تركت الرواية جانباً ولم أروج لها بين أصدقائي وأسرتي كما أفعل عادة بعد قراءة كل كتاب.. لكن ما أود قوله هنا أن المسلم لا بد أن يكون ذا أفق واسع، يتقبل كل الأفكار ويتأملها ثم إذا كان بإمكانه تقديم الأدلة المغايرة أو النافية لهذه الأفكار بطريقة علمية وعقلانية دون تشنج، كان ذلك هو المطلوب لكن أن تحمل سيفك وتدعو لقتل الآخر لأنه أساء، فهذه ليست من سماحة الإسلام ولا عقلانيته.
× الزملاء الأعزاء فكري قاسم وبشرى المقطري وهما أعلام معروفة ومشهود لهم بالإبداع في مجال الكتابة الرصينة زلت أقلامهم وكتبت ما لا يصح في موضوع ما،شيء يسيء إلى الذات الإلهية "سبحانه وتعالى" عما يقولون، أنا لم أقرأ ما كتباه "قاسم والمقطرى" لكن هل من العقل معالجة الخطأ بالخطأ؟ هل من الدين أن يكفرا ويقام عليهما الحد، بهذه الصورة يعتدي عليهما؟ ليس هذا فحسب بل تشتم المقطري في شرفها وعرضها..؟ إن الحوار كان ومازال هو الأسلوب الأمثل لكل من يخالف شرع الله.. نعلم جميعاً وهما يعلمان أن الذات الإلهية أعظم وأجل من أن يزج بها في موضوع عام أو خاص.. ما لم يكن ذلك مناسباً لجلالته وعظمته سبحان وتعالى.. لكن ومازلت أكرر أن معالجة الخطأ بالخطأ سبحانه جريمة..
والإنسان خطاء بطبعه ويميل في بعض الأحيان إلى كيد الشيطان فيوقعه في الخطأ ولا تعتقد أن الزملاء أشركوا بالله أبداً.. فقط هي لحظات خروج عن العقل أو التعقل جراء ضغوطات أو ومعاناة محددة ولهم العذر وهؤلاء هم مثقفون يحتاجون إلى الحوار والنقاش وتعريفهم بفداحة الخطأ العفوي الذي ارتكبوه ولكن ليس حواراً بلغة العنف والقصف والتهديد والوعيد والإساءة إلى المقطري والنيل من شرفها.. فالإسلام أسمى من ذلك وأرقى حيث تعامل مع المشركين بكل سماحة ورقي فقد علمهم القيم النبيلة والتعامل الإنساني القيّم الذي تبحث عنه البشرية الآن.. فكان محمد عليه الصلاة والسلام خُلقه القرآن فأين هؤلاء المسلمين من خُلق المصطفى (ص)، لديهم للأسف جاهزية قتالية وعنف ليس في أحد، يعتقدون أنهم وكلاء الله في الأرض ومستعدون للقتل لمجرد أن دعوهم لذلك..
الإشكالية هي إشكالية وعي وكذا سلوك لأن من كان المصطفى (ص) هو قائده ومثله الأعلى وكان أرق من النسيم وعظيماً وإنساناً في كل سلوكياته وأفعاله فإذا القرآن قال وبكل مصداقيه ما معناه ((من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)) و ((إما شاكراً وإما كفوراً)) فلا حرية أكثر من ذلك.. الإسلام قال يستتاب المرء ولو كفر ويمهل ويعاد التحدث معه وإذا كان لا يعرف الكثير عن الإسلام، يعرّف ويعطى جرعات إيمانية، لكن أن يكفر ويحشّد الناس ضده وفي زفةً عنف وغضب يستباح دمه وعرضه ألم يقل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما معناه المال والعرض والدم كل حرام، ولا يجوز الاعتداء عليها؟
× نأمل من كبار أو قادة الأحزاب والكتل الإسلامية أن يتدخلوا في موضوعات كهذه وأن يفتحوا نافذة للحوار والتفاكر مع المثقفين والإعلاميين وكل الفئات لأن الدين يحتاج لعقولهم وهم يحتاجون الدين لملء الفراغ النفسي والعاطفي والروحي.. وحتى نبي معاً وطناً متسامحاً بلا عنف أو تشدد أو تعصب وحتى يكون الدين لله والشرع لنا جميعاً نرجوكم أبعدوا عن التكفير والشك في الآخر، بل عززوا الإيمان في قلوب الناس وبه تعمرون الأرض.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد