قيل أن لبس الصوف بالصيف هو الطبيعي وليس لبس الصوف في الشتاء، ذلك أن البدء ويلبسون ملابس من الصوف في حرّ الصحراء صيفاً، فيما سكان المناطق الباردة يلبسون الصوف شتاءً وفي الاسكيمو وفي القطب الشمالي أينما وجد البرد والثلج.. للبدو العرب تفسيرهم، فهم ومن خلال التجربة التي عمرها طويلاً وجدوا أن معطف الصوف يساعد الجسم على التعرق في الصيف ومن ثم الاحتفاظ برطوبة الجسم لفترة طويلة مما يخفف من حرارة الجو.. لذلك يرتدي البدو ملابس الصوف التقليدية صيفاً وشتاء، كونه يناسب البرد القارس والحر الرميض.

* بمناسبة البرد القارس، أمرَّ ماشية في شارع الجزائر قبل يومين في طريق إلى عملي، لاحظت الخيم الزرقاء المتلاصقة التي بداخلها أكوام من الأجساد في مشهد غير إنساني بشر يرقدون في الشارع، يفترشون الأرض من شوارع فرعية كلها عمارات عالية ومحلات تجارية إنهم – اللاجئون الصوماليون والإثيوبيون الذي بلا مأوى وينتظرون من منظمات الأمم المتحدة العون والمساعدة ولكن بلا جدوى، لذا فضلوا البقاء بهذه الصورة بالقرب من المنظمة لعل وعسى في رسالة لها وللحكومة.. وحتى لا ننسى أن بجوارهم جامعة المستقبل "كلية اللغات والعلوم الإنسانية" فأي إنسانية وأي لغات تلك التي لم تشفع لهؤلاء بأن يغادروا لدولة ثالثة أو يعودوا إلى بلدانهم.. أو يحصلوا على معونات الشفاء التي تقدمها جهات وأفراد في معظم الدول التي تعرف الإنسانية؟..

* هناك رجال خير في نفس شارع الجزائر بعضهم أو أحدهم يقدم وجبة الغداء لهؤلاء اللاجئين المخيمين والذين يعيشون في ظروف صعبة، كما يستفيد من تلك الوجبات عمال النظافة الذين لا يقلون مأساة عن اللاجئين وفي كل الأحوال هذه المظاهر غير إنسانية، على حكومة بلادنا أن تبادر لعمل شيء من أجلهم وتخاطب المنظمة الدولية للاجئين للقيام بدورها ومسؤولياتها، لأن تنامي هذه الظاهرة يضر بالمدينة ومظهرها وينعكس سلباً على سمعة بلادنا..

* الشتاء مازال يغازل أجساد الناس ودرجة الحرارة لا ترتفع إلا نهاراً ومع ذلك لا توجد توعية بأمراض البرد وكيفية الوقاية منها والأسرة التي لا تتحمل ميزانيتها زيارة الطبيب كيف تستخدم ما لديها من مواد أولية بالمنزل لعلاج حالات البرد والحمى والسعال والتدفئة.. كيف تكون وبماذا حتى لا يختنق المواطنون بالفحم أو بالغاز أو بغيره؟.. التلفزيون الذي هو ملك للجميع لا يخاطب الجميع، فقط يوجه رسائل لا تعني أحداً.. ففي فصل الصيف يفتقد التلفزيون وبرامجه غير الدافئة..

* صيف وخريف وربيع لا نعرف له رائحة ولم نحتف به أبداً كما يفعل الناس، ففيه تتفتح الأزهار هذا طبعاً ما قرأناه في الكتب وتزقزق العصافير ويبتهج الناس جميعاً في فصل الربيع، لكن في كل الفصول تزقزق بطوننا ويبتهج أصحاب البيوت المؤجرون ولا ورد يتفتح، لأن شوارعنا بلا ورد وبلا أزهار وربما ليس لدينا ربيع فقط هي ثلاثة أشهر صيف خريف شتاء!.

* أخيراً من عصارات الكلام أن الحكومة ستبن مساكن لذوي الدخل المحدود بعد الانتخابات الرئاسية.. والعهدة على الراوي.