في الحادي والعشرين من فبراير لليمنيين موعد هام مع حدث عظيم, انتخابات رئاسية أو استفتاء.. ورغم أن البعض يتبرم والبعض الآخر يسخر و طائفة تقاطع لأن المرشح واحد ولا خيارات أمام المقترعين إلا أنني أراها خطوة هامة, فهذه المرحلة خطرة جداً " مثل عذاب القبر" إذا تجاوزناها فما بعدها أيسر و لا يصلح للانتخابات في هذه المرحلة سوى مرشح واحد, واحد مش اثنين " واحد تتآلف حوله القلوب بعد تنافرها، واحد تتوحد خلفه الصفوف بعد تشتتها واحد يجمع الكلمة بعد تقطعها، واحد تتفق معه الآراء بعد اختلافها، المرحلة والوضع لا يسمح بمزيد من الفرقة والشتات, ونحن نعلم أن الانتخابات موسم من مواسم المشاكل والصراعات والنزاعات والفتن وإن كانت انتخابات مدرسية لاختيار مجلس الآباء.. إنه الحدث الذي سيجمع اليمنيين بعد عام من التشتت والانقسام ويقول البعض لماذا لا يتم تزكية المرشح الوحيد من قبل مجلسي النواب والشورى و"يسكهونا الداوية والخسارة" لكني أرى أن هذه الطريقة أفضل بكثير من التزكية, حيث يشعر الشعب أنه هو صانع القرار وصاحب الاختيار, ولم يفرض عليه الأمر قسراً دعونا نستشعر بأن التغيير قد حدث, وحدث بطريقة سلمية وحضارية لم يشهد لها تاريخ الربيع العربي مثيلاً وعبدربه مرشح واحد, وهو في نفس الوقت اثنان في واحد, لأنه يمثل الفريقين المتصارعاين.
المبادرة المحمدية
عندما اختلفت قبائل قريش في من يحظى بشرف وضع الحجر الأسود في مكانه، واستمر النزاع أربع ليال أو خمساً وكادت تنشب حرب أهليه بينهم رأوا أن يجعلوا الحكم بينهم أول من يدخل من باب الصفا، فلما رأوا محمداً صلوات ربي وسلامه عليه أول من دخل قالوا: هذا الأمين رضينا فلما قصوا عليه قصتهم قضى بينهم بحكم، أطفأ نار العداوة, وأوقف طبول الحرب، أرشدهم إلى حل رضيت به النفوس واطمأنت له القلوب.
قال: هلُم إليّ ثوباً، فأتي به فنشره وأخذ الحجر فوضعه بيده فيه، ثم قال: ليأخذ كبيرُ كل قبيلة بطرف من أطراف هذا الثوب، فحملوه جميعاً إلى ما يحاذي موضع الحجر من البناء ثم تناوله محمد من الثوب ووضعه بيديه الشريفتين وانتهى الخلاف وأتموا بناء الكعبة.. والمبادرة الخليجية للأزمة اليمنية التي نحصد أول ثمارها في الحادي و العشرون من فبراير تشبه إلى حد كبير المبادرة المحمدية في حل أزمة الحجر الأسود " مع وجود الفارق في التشبيه"
قبل الختام:
مع بن هادي
من أجل بلادي
مع بن هادي في الجبل والسهل والوادي
مع بن هادي لنشعل شمعة بدلاً من لعن الظلام
مع تحيات أحلام القبيلي
مواطنة يمنية تدعو الله يتمها على خير
alkabily@hotmail.com
أحلام القبيلي
مرشح واحد في اثنين واثنان في واحد 2205