;
عبدالوارث النجري
عبدالوارث النجري

تجسدت الديمقراطية واختار الشعب 2009

2012-02-24 03:00:36


مما لا شك فيه أن يوم الـ 21 من فبراير سيمثل منعطفاً هاماً وتاريخياً في حياة شعبنا اليمني بعد أن طوى صفحة ماضية وقاسية وسوداء بمختلف عيوبها للشروع في رسم ملامح المستقبل والدخول بصفحة جديدة تحمل آمال وتطلعات أبناء الوطن وهي –أي هذه المرحلة – بحاجة إلى رجال صادقين مع الله والوطن والشعب، كون مخلفات الماضي كبيرة وملتوية ومتشابكة وعويصة تحتاج إلى عمل دؤوب وإخلاص وتفاعل من قبل الجميع، ولعل ما شهدته بلادنا خلال ساعات يوم الـ 21 من فبراير الماضي درساً كافياً للداخل والخارج عن اليمن الأرض والإنسان، وذلك من خلال المشاركة الشعبية الواسعة جدا في عملية الاقتراع، رغم وجود مرشح واحد في تلك الانتخابات، لكن شعور كافة أبناء الوطن بالمسئولية الوطنية الملقاة على عاتقهم جميعاً دفعهم ذلك الشعور لجعل يوم الاقتراع يوماً استثنائياً من عمر الديمقراطية في بلادنا، فهذه الانتخابات لها العديد من المميزات عن الانتخابات الأخرى التي شهدتها البلاد منذ عشرين عاماً، ومنها ذلك الزخم الديمقراطي والإقبال الغير عادي من قبل المواطنين على صناديق الاقتراع على عكس الانتخابات السابقة، كذلك مرور عملية الاقتراع في معظم محافظات الجمهورية بأجواء ديمقراطية وأمنة رغم الأوضاع العصيبة التي مرت وتمر بها البلاد منذ أكثر من عام، ومع ذلك فان الامن كان حاضرا خلال يوم الاقتراع ليس لكثافة رجال الأمن في مراكز الاقتراع، بل بوعي الناخبين وادراكهم بحجم المسئولية وأهمية إنجاح الانتخابات.
 وفي الانتخابات الماضية كانت الاموال توزع قبل يوم الاقتراع لشراء الأصوات وكذلك الوعود بالوظائف والمناصب الحكومية وغيرها حتى في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 1999م رغم أن المنافس كان صورياً، لكن هذه الانتخابات رغم أنها أنهت نظام حكم البلاد أكثر من ثلاثين عاماً إلا أن هنالك إجماعاً على مرشح الرئاسة من قبل كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية ومختلف القوى المدنية والقبلية وحتى العسكرية، وفي هذه الانتخابات اثبت اليمنيون للعالم أن الإيمان يمان والحكمة يمانية وحصلت هذه العملية الديمقراطية على دعم ومباركة كافة دول العالم والأشقاء والأصدقاء وكذا المانحين وغيرهم ولقد كشفت هذه الانتخابات أصحاب المشاريع الصغيرة الضيقة الذين ظلوا خلال السنوات الماضية يراوغون ويخدعون أبناء الشعب بخطاباتهم الرنانة رغم أنهم يحملون أجندة مشاريع خارجية تستهدف أمن الوطن واستقراره، حيث كشفت الانتخابات نواياهم ومخططاتهم وهم يسلكون طريقاً آخر غير ذلك الطريق التي سلكه كافة أبناء الوطن يوم الـ 21 من فبراير 2012م. ومما سبق أصبح من الواجب على كافة القوى الخيرة داخل البلاد للعمل سوياً مع المشير عبد ربه منصور هادي لما يسهم في إخراج البلاد من أزماته المتراكمة والعمل على توفير كافة متطلبات المواطنين وفي مقدمتها القضاء على البطالة وتوفير فرص العمل وكذا توفير الأمن والاستقرار في مختلف محافظات الجمهورية وفرض هيبة الدولة وقوة النظام والقانون والمساواة وتحقيق العدالة واحترام الحقوق والحريات والرأي الأخر وانتهاج الحوار طريقاً لحل كافة الاختلافات والتباين في الأفكار والرؤى والشروع في عملية البناء والتنمية ومحاربة الفساد والفاسدين وتجفيف منابعه من داخل كافة المؤسسات والمرافق الحكومية وإعادة الحقوق المغتصبة إلى أهلها وإشراك الشباب في علمية البناء والتنمية، ولنجعل من الـ 21 من فبراير نموذجاً راقياً لأي عملية ديمقراطية قادمة ـ رئاسية كانت أو برلمانية أو محلية ـ ففي هذا اليوم ولأول مرة تجسدت العملية الديمقراطية واختار الشعب بمحض إرادته.
 وكان الله في عون الجميع لما فيه خير وأمن الوطن واستقراره وحريته ووحدته واستقلاله.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد