;
أمين الحاشدي
أمين الحاشدي

من فجر ثلاثاء الحرية... اخترنا لكم 1744

2012-02-27 05:54:59

    
               
ما أجمل تلك اللوحة الانتخابية التي كتبها المواطن اليمني بمداد الإصرار ولوّن حروفها بألوان زاهية من التفاؤل لوطن معطاء سليم من التمزق والعناء والتي ارتص فيها كل غيور أراد أن يُرحل كل معاناة ويدفن معها حقبة الماضي البائس.
وبما أن لكل حدث دلالته، فدعونا نرحل سوياً إلى تلك البقاع المفروشة بورود الحرية والتي يحلق فيها فؤادك العاشق للوطن، لنرى تلك الجموع الحافلة والتي سبق تغريدها ذو النكهة التغييرية، أنغام   البلبل الذي عشقنا صوته منذ الطفولة وهو يشدو دائماً بكل لحن مطرب (حريتي لا تشترى بالذهب) ومن هناك وأنت ترى تلك الكتل البشرية التي ارتصت كحبات الموز أمام الصناديق، فلا أمن ينظمها ولننتقل عبر أثير الأجواء الانتخابية لنرى الحدث ودلالته.
إن ما يستهويك ذلك الرجل العجوز الذي حمل رديفه وانطلق يسابق الشباب إلى بوابة الاقتراع ولهذا فحوى ما غرزته المسيرة النضالية من وعي تربع على منصته كبار السن والذين عاشوا آنفاً في شخصنة القائد الرمز وصناعة أصنام القادة والذين ببداية المشوار لم يستوعبوا المرحلة، لكنهم وضعوا بصماتهم، لينهوا تلك الحقبة العفنة، لعل أحفادهم ينعمون بشيء اسمه المواطنة المتساوية.
    وإذا وجهت وجهتك إلى مشهد آخر وأنت ترى في ساحات اللجان الانتخابية وجوهاً ممتلئة وكروشاً منتفخة من صقور النظام وشرذمة من غربان مرافقه تقتات البقايا وبيت النظام لا يخلو من العظام، والوجوه هي الوجوه التي كنا نراها في دورات سابقة بعنجهية وصلف تزور الإرادات وتدق عنق الحقيقة، لكن آلة الثورة هدت غرورها وولى زمان الاستضعاف، فيا عجبي من نفاقهم الانتخابي الذي جعلهم يخرجون مكرهين وعليهم الذل والصغار.. ولعلها رسالة لكل مسؤول أن يسجل له صفحة بيضاء عند الجماهير وإلا ستلفظه الأيام.
    وإن سرنا بقطار الحدث ليتبدى لنا من نافذة اللجان الانتخابية شباب الثورة وهم يعملون كالنحلة ووجوههم المبتسمة تستقبل كل ناخب وهي الوجوه التي كانت تقول صباح يوم الانتخابات في العهد البائد: (أصبحنا وأصبح الوطن لله) ويقرأون المعوذات حماية من بلاطجة الانتخابات، فكان يوم الانتخابات يمثل كابوساً لهم، فمنهم من ينتشله أقرانه من براثين بيادات المرتزقة من الجنود والآخرين ما بين مشرد ومسجون ومهان، لكن غارة الله جدت السير مسرعة وتغير رأي المخرج في الدورة الحالية، فارتضى أن يصبح الثائر اليمني هو البطل مكرماً بشهادة ورقة الاقتراع، لكن أحداث هذه الحلقة اتسم فيها بطلنا بالتواضع والقلب الكبير بحجم الوطن وهو قادر على رد الصاع بصاعين.
    وما زلت معي وأنت تعيش تلك الأجواء الانتقالية لترمق بعين الاشمئزاز لأولئك الحثالة الذين أعلنوها لعنة على الوطن بغبائهم واقتياتهم من فتات موائد أسيادهم والذين لم يحصلوا على الكمية الطائلة من الأموال التي تضخ عليهم في المواسم الانتخابية والذين رصدوا متلبسين بتخذيلهم من الانتخابات أو بتغيير إرادة الناس بقليل من القمح ولنعلم أن للظلم والطغيان أحذية من أمثال هؤلاء
وأتباع مستأجرون بنفسيات نزقة لا يملؤها إلا التراب، فالوطن غني عنهم واستغرب من الاستماتة لهؤلاء وليس الفقر عيباً، ووالله إن بعضهم هذه سيرته ولو امتلك بروجاً من أموال الدنيا.
      وما أثلج الصدر تلك الثنائية الأخوية التي جمعت بين القيادات الميدانية من أحرار المؤتمر ونظائرهم من اللقاء المشترك والذي تتوج بصفاء أخوي أزال كل الحواجز، ليعلم الكل أن حجر العثرة من المستبدين أزيلت من الطريق والتي تتطفل بفناء التمزق والتفرقة.
     وكثيراً ما كنت أقول للشباب إن سفينة الثورة الله حاميها ويد القدرة الإلهية تسيرها وكأن الخالق الحكيم يريد أن نسدل الستار على الشقاق والتنازع الذي أذكى جذوته المستبد الغاشم.
     وهاهو الوطن ينادينا اليوم بكل فئاتنا ويقول: إن ذهب السارقون لأحلام الحرية بأموالهم وضماناتهم وسجلهم الإجرامي، فأذهبوا أنتم بأخوتكم وتوحدكم ورصوا صفوفكم لتحقيق بقية الأهداف وامشوا واثقي الخطى في إرساء دعائم العدل والمساواة.
     وهذا ماحكاه لنا فجر الثلاثاء الغالي على كل وطني، لكنني أرى أن سؤالاً يجب أن نفكر في إجابته: هل ستنتهي ملفات اللاهثين وراء النفعية؟ أم أن الحقد الأسود لأقطاب الاستبداد ستنبعث من الرماد لسلخ إهاب الوطن بمؤامرات ودسائس دنيئة؟!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد