أول قمة بعد ربيع الثورات العربية ستُعقد قريباً وبدون عمرو موسى تصوروا.. الرجل الارستقراطي الذي يستورد سيجاره الشخصي من كوبا، ابن المدارس والجامعات الخاصة الله يوفقه في رحلة الوصول إلى الكرسي في بلد كمصر تبحث عن ابن بلد كعيد الناصر الله يرحمه من رحم المعاناة، ولد ومات عزيزاً متوجاً بتاريخ ناصع وحب الملايين.
عودة إلى القمة العربية، التي سيكون موضوع سوريا في صدر الغلاف ولأول مرة تتفق الأمم المتحدة ومجلس الأمن مع قرارات الجامعة العربية لم يتخرج منها أحد بنجاح!! القمة سوف تتنوع فيها الموضوعات وتتعدد لأول مرة في تاريخ الجامعة العربية يحضر رؤساء جدد لا واحد ولا اثنين بل بالقوة الثلاثية.. رؤى جديدة، أفكار تختلف، تطلعات وآمال والنموذج اليمن هو الأفضل لتسهيل هروب الرؤساء بدلاً عن سلخهم على الطريقة الإسلامية..
القمة العربية ستكون أكثر جدية ومصداقية عن سابقاتها، فالظروف الراهنة لا تمكن القادة من الوعود الفضفاضة والكلام الأجوف الذي يخدر – الشعوب، كما أن الشعوب التي قامت فجأة وبدون مقدمات لا تحتمل قرارات سخيفة غير قابلة للتنفيذ.. ورحم الله الرؤساء والزعماء ضحايا الثورات العربية.. كم نزفوا وعوداً وكم أظهروا لنا من صفات لم تكن لهم أو لم يكونوا أهلاً لها.. وكلما زاد حماسهم تحدثوا عن فلسطين ودعمها وأنهم سيصلون في القدس قريباً وحتى اليوم لم يقدموا ما يجب لهذه القضية، بل تآمروا مع اليهود في حصار غزة وفي منع قيام الدولة الفلسطينية وفي التواطؤ والصمت تجاه كل المطروح لصالح القضية الفلسطينية.
القمة العربية عليها أن تعيد النظر في مسألة التعاون العربي وتفعيل آلياته وانتشال الدول كاليمن ومصر من وطأة الفقر والبطالة، من خلال السماح للعمالة من البلدان الغلبانة إلى الدول الفنية وهذا أكبر تعاون بين العرب.. الشيء الآخر قضية فلسطين ودعمها والتي تحتاج إلى جدية والتزام ودعم قيام الدولة الفلسطينية والمصالحة، بين كل الفصائل والتحرك دبلوماسياً لدعم الدولة العريقة..
الخطاب السياسي للقمة العربية لا بد أن يشهد تغيراً وفق معطيات الربيع العربي، فطول الخطاب وعرضه لا يعني جودته أو جودة محتواه، فالشعوب تنتظر خطابا آخر بلغة الثورة ولهجة التغيير والتطلع للأفضل وبناء الدولة القوية القادرة على حفظ كرامة المواطن العربي..
قمة بدون كل الآلية العربية التي كانت، هي قمة جديدة بمتابعة أعمالها ونتائج اجتماعاتها.. قمة هي الأولى بعد الفتح الثوري على العرب.. تستحق أن هل تتفهم تقدم حكامنا أم مازالوا متأخرين ويحتاجون إلى ثورة أخرى؟..
محاسن الحواتي
القمة العربية بعد الربيع العربي.. 1847