هيكلة الجيش مطلب الثورة السلمية التي ضحى من أجلها الشعب وهو مطلب لا بد منه، لكن هل تعتقدون أن هيكلة الجيش كفاية؟ كل شيء في هذا الوطن يحتاج إلى إعادة هيكلة من قسم الشرطة إلى الوزارات السيادية، لأن رؤوس الفساد مازالت موجودة وبقوة، ماذا يعني أن تزيج واحداً فاسداً وتبقي عشرة أو خمسة يمارسون الفساد.. إن الفاسدين كالسرطان في جسم الدولة اليمنية، وعملية استئصالهم ليست سهلة، الرئيس عبدربه الهادي لوحده ليس بمقدوره مهما كانت قدراته.. فهو ابن الحزب ومن نفس النسيج السياسي فكيف به إقصاء "المبهررين"؟!.
الهيكلة لا بد أن تشمل قطاعات كثيرة في هذا البلد، فهناك من يجب إبعادهم أو حوارهم للاقتناع بفكرة أنه آن الوقت لرحيلهم وبشكل طيب، فهؤلاء المسؤولون ساهموا في إفقار الناس وإذلالهم وانتهاك كرامتهم فهل من حقهم أن يواصلوا نفس أعمالهم في زمن التغيير.
الهيكلة تشمل عقال الحارات ومدراء النواحي والمديريات والمحافظين والسفراء وما دونهم، لأن كل هؤلاء هم أدوات لسلطة أمعنت في النيل من المواطنين ومعظمهم يعمل مع الأجندة الأمنية.. فالهيكلة لا تعني الجيش فقط بل لا بد أن تطال مؤسسات عديدة وتظل الثورة قائمة حتى تحقق كل أهدافها.
إن كثيراً من القيم التي سادت المجتمع هي قيم سلبية وكذا الأساليب في التعامل لا تمت إلى الديمقراطية بصلة، فالرشوة والمحسوبية كانتا ملح التنمية من وجهة نظر مسؤول كبير في النظام السابق، أي أنه أعطى لها مشروعية.. كما أن توريث الوظائف العامة أخذ مشروعيته من قمة السلطة.. والبيروقراطبة والروتين كانا وما زالا نهج حياة لعرقلة المواطنين وتضييع حقوقهم ووقتهم.. إلى جانب خلق طبقة اجتماعية فقيرة جداً لاذلالها واستعراض القوة عليها، كمظهر من مظاهر السلطة.. وهذا أسلوب الإمامة الذي كانت تتبعه في الزمن الأغبر واستفادت منه السلطة اللاحقة.
هيكلة المدارس وإبعاد مدرائها غير الأكفاء ضرورة حتى نسعد بتعليم جيد لأطفالنا، نحن نطالب بهيكلة كل شيء في حياتنا وتغيير كل شيء، لأن كثيراً من الأشياء قائمة على الغلط..
لكن لا نمكث في الهيكلة وإعادة الهيكلة وقتاً طويلاً، علينا أن نبدأ بداية صحيحة، ولا بد أن يكون لنا مشروع وطني كبير نلتف حوله يوحدنا وتكون لنا رؤية للمستقبل تنقل الوطن إلى مصاف الدولة سريعة النمو.. ولأن الهيكلة ضرورية كان لا بد من الاستجابة لمطالب الشعب وكل من يشعر أنه غير مرغوب فيه عليه أن يبتعد ولا ينتظر الإزاحة بالقوة وما حدث لكثير من الأسماء التي كانت ترعب الناس يعتبر درساً للجميع.
الأجهزة الأمنية ولا أدري كم عددها أو كم بها موظفين ومتعاونين، كل الذي أعرفه أنهم قساة جداً وعندما يقصدون شخصاً ما لا يرحمونه أبداً وللأسف لديهم بعض أيادي القوة والعناصر الجاهلة التي تتبع كل الأساليب للنيل من المواطنين من تجسس وانتهاك للخصوصية والمضايقات المختلفة.. فهل هذه الأجهزة قابلة للهيكلة أم لا؟ وهل ستستمر بنفس الوتيرة؟.
هيكلوا كل شيء في هذا البلد وارحمونا من الذين ظلموا وعاثوا في الأرض فاسدين..
محاسن الحواتي
هيكلة كله.. لأنه كله غلط..! 1923