;
ياسر الجابري
ياسر الجابري

جمعة الكرامة.. عام مر من هنا 1854

2012-03-25 14:34:18


عام مضى على مجزرة جمعة الكرامة 18/3/2011م، عام مضى على تلك المجزرة التي ذرفت لها الدموع،وتقطعت لها القلوب حزناً وألماً لما وصل إليه نظام صالح من الاستهانة والاستهتار بدماء أبناء شعبه المطالبين برحيل قبحه، وفساد صنعه.
عام مر على تلك الفاجعة التي حلت بشباب اليمن،وهم بصدور عارية, ونفوس عالية، لم يكسروا زجاجاً ولم يقطعوا شجرة، ولم يحملوا سلاحاً، سوى أن مطلبهم الواضح كان (ارحل)..والشعب يريد إسقاط النظام.
عام مر على رحيل تلك الكوكبة المضيئة،والقناديل المشعة التي أضاءت لنا دروب الحرية،وأوقدت فينا شموع الأمل، وفتحت نوافذ الحياة، وأغلقت أبواب اليأس والكسل.
مضى عام على مجزرة الكرامة، والتي كانت المحطة الفارقة في عمر الثورة اليمنية،ولا أزال أتذكر في هذه الأثناء، كيف ظل النظام يخطط لهذه المجزرة البشعة, وكيف مكث يعقد ويخطط لهذه الجريمة في دار الندوة، وكيف كانت وسائل الإعلام الرسمية تسبق الأحداث من خلال بث صور أهالي الحارات المجاورة لساحة التغيير وهم يطالبون بتدخل الأجهزة الأمنية لرفع المعتصمين، كون الشباب في الساحات يقومون بإيذاء أصحاب البيوت المجاورة على حد زعم وسائل الإعلام، وكيف خرج صالح بعدها يتهم فيها أهالي الحارات بأنهم من قاموا بتنفيذ تلك المجزرة، ليغطي سوءة ما فعل، وجرم ما ارتكب.
عام مر على جمعة الكرامة،هل أتذكر في هذه الأثناء الشهيد الصحفي جمال الشرعبي وهو يجلس مع زملاءه في خيمته الإعلامية وهو صائم لله يشد من عزيمة إخوانه الثائرين ويوصيهم بالثبات في الساحات حتى تحقق الثورة كافة أهدافها،والاهتمام والرعاية بأسر الشهداء،كون من خرجوا إلى الساحات هم مشاريع شهادة، ولا يضمن أحدا منهم العودة إلى بيته،,وكأن الشهيد يقول لإخوانه الثائرين غداً سأودعكم أوصيكم بالثبات،والاهتمام بأبناء الشهداء وأسرهم.
هل أتذكر الشهيد أنور الماعطي ذا السبعة عشر ربيعاً، وهو يقول لوالده الذي حاول منعه من الذهاب إلى ساحة التغيير، لو كل واحد من الآباء منع ابنه فمن ذا الذي سيقوم بالثورة ومن الذي سيقوم بالتغيير؟!.
عام مضى ولازلت أتذكر الدخان الذي تصاعد عقب صلاة جمعة الكرامة ،والجدار الذي نصبه صالح وبلاطجته،وكيف كانت عزيمة الشباب هي الأقوى، وأن سقوط ذلك الجدار كان هو السقوط المدوي الذي تهاوى معه نظام صالح إلى مزبلة التاريخ...وكيف خط الشباب لهم مساراً معيناً عنوانه (إن الكرامة ليس لها جدار).
أكتب وعيني في هذه الأثناء تذرف بالدمع، وأنا أشاهد زوجة الشهيد البطل أحد شهداء مجزرة الكرامة الشهيد / محمد سعيد الوجيه، وهي تدعو لشهداء الكرامة والثورة بالرحمة والمغفرة وتقول إنها لن تبكي على الشهيد، كون الشهيد سقط من أجل اليمن، وكذلك والدة الشهيد محمد الوجيه أيضاً وهي تعتلي منصة ساحة خليج الحرية في إب وهي تقول إنها مستعدة للتضحية ببقية أبناءها من أجل اليمن، وإنها لن تهدأ حتى ترى صالح هو ومن شارك بقتل الشباب في جمعة الكرامة يقدمون إلى المحاكمة حتى ينالوا جزاءهم العادل.
عام مر على شهداء الكرامة.. والشهداء لم يذهبوا بعيداً عن ساحات الكرامة وميادين التغيير، لا يزالون يحرسون ثورتهم ويحافظون عليها،يضيئون للثوار دروب الجرية،ويوقدون مشاعل التغيير، نراهم في ساحات ثورتنا،نراهم في خيامنا، يخرجون معنا في المسيرات ويشاركونا كافة الأنشطة والفعاليات.
عام مضى على جمعة الكرامة، ودماء شهدائنا تمر من بيننا، لم تجف بعد.. كيف لها أن تجف ونحن لازلنا نرى القاتل يسرح ويمرح، ويدخل من الأبواب الخلفية،ويصف الثورة بأنها ثورة بلاطجة؟، كيف لها أن تجف وهي ترى المخلوع لا يزال ينفث سمومه على ثورتنا،ويعيق حكومة الوفاق من تحقيق أهداف الثورة؟.
دماء شهدائنا لا تزال تسال ولم تجف بعد، ولن يجف دماء شهدائنا حتى نرى الثورة تحقق أهدافها كاملة دون ناقصة، وأولها هيكلة الجيش،وتحسين وضع أسر الشهداء، وجعلهم من أولى أوليات اهتمامات حكومة الوفاق الوطني، وعدم الاكتفاء بتخصيص راتب شهري يصرف لهم، كونهم لم يخرجوا من أجل هذا وإنما خرجوا من أجل تحقيق أهداف الثورة الشبابية السلمية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد