;
د. محمد عبدالله الحاوري
د. محمد عبدالله الحاوري

جامعة صنعاء فرصة النجاح بقيادة من الداخل 2096

2012-04-03 09:10:23


تمثل جامعة صنعاء منارة علمية كبيرة، ومنبراً علمياً مهماً، ومحضناً فكرياً أصيلاً، ولكن الجامعة ابتليت في مرحلة من مراحل الظلام والاستبداد بالعمى الكلي عن احتياجات الجامعة علمياً وعملياً، والشكوى ظاهرة في مسيرات واعتصامات ووقفات احتجاجية.
إن جامعة صنعاء اليوم تنفست الصعداء طلاباً وأساتذة ومهتمين سياسيين، لقد كانت الجامعة تشتكي فلا تلقى من يستمع، وتئن فيسخر منها المستبدون، الذين جعلوا أمر الجامعة كله في أيديهم ونزعوا الصلاحيات من كل أحد من النواب وغيرهم، يضاف إلى ذلك التغييب الكلي لأكثر من عشرة الآف طالب وطالبة ومئات من أعضاء هيئة التدريس لا يمثلون في مجلس الجامعة وهم الكليات الفرعية، حيث تم تنصيب مندوب عن الكليات الفرعية في حين يشارك في مجلس الجامعة رؤساء المراكز، في إهمال واضح لكليات يمتد عمر إنشائها ما يتجاوز خمسة عشر عاما، وكأنها كليات قاصرة، في تعامل استعلائي مع الواقع.
إن جامعة صنعاء باعتبار مكانتها العلمية والتنويرية تنتظر رد الاعتبار من الجميع وأولهم هيئة تدريس الجامعة الذين عليهم أن يسألوا أنفسهم ما دورهم في بناء اليمن؟ وما دورهم في تحويل جامعة صنعاء إلى بيت خبرة في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية والإدارية.
إن من أهم واجباتنا كأعضاء هيئة تدريس في جامعة صنعاء أن نثبت ولاءنا للعلم الذي تشرفنا بحمل رايته، وللموضوعية التي نمثلها، فالأصل في الأستاذ الجامعي أن يكون موضوعياً في أحكامه وتقييماته، وأن نضرب المثل في تقبل التغيير والقدوة في ذلك، فالنقابة التي تطالبنا بالانتخابات في الوقفة الاحتجاجية بالأمس الاثنين، لم تتطرق في كلمات أحد ممن صعدوا المنصة إلى انتخابات النقابة التي يفترض أن خطواتها الأولى قد بدأت، فهل يمارس الدكاترة الانتقائية في الأدوار التي يقومون بها؟ ولماذا لا نسمعهم يتحدثون عما عليهم، على الأقل ليكون الميزان معتدلاً فيما يطالب به قادة الفكر في الجامعة وما يمارسونه على أرض الواقع؟
إن الجامعة تحتاج لأن تعطي فرصة حقيقية للأستاذ الدكتور أحمد باسردة، وأن تظل أعيننا مفتوحة على الممارسات، فنعينه فيما تتطلبه المصلحة العامة، ونقوم اعوجاجه لو حصل منه، والحياة الجامعية اليوم بحاجة إلى التكاتف بعد مارثون طويل خاضت فيه النخب الجامعية معركة تحرير حقيقية لقلعة العلم والمعرفة، وهي بالقدر ذاته مطالبة بأن تحسن استخدام أدوات القبول كما حاولت أن تحسن أدوات الرفض، فالحياة ليست رفضاً فقط، والحياة في مسيرتها تستدعي النظر إلى الجوانب كلها.
إن أهم درس حصل من التغيير هو أن لا باقي إلا وجه الله تعالى، وأننا جميعاً زائلون، ولا يبقى سوى الحي الذي لا يموت، وأن الحياة فرصة لنثبت جدارتنا فيها بالإنسانية التي منحنا إياها ربنا عز وجل، وأهمها رفض الاستبداد، والتعاون مع الشخصيات الجيدة التي تحب أن تعطي، وتجتهد أن تصيب، وترغب في أن تصنع بصمة جيدة في مسيرة الجامعة.
وأخيراً فإن فرصة الجامعة الحقيقية هي محاولة توطيد معادلة قسمة النجاح على اثنين رأس الجامعة وجسدها، وهي فرصة حقيقية فهل نستطيع التبشير بها؟ كلي أمل أن نستطيع تحقيقها على أرض الواقع، وما ذلك على الله بعزيز.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد