كنت قد تناولت في مقال سابق على صفحات "أخبار اليوم" التي أعتبرها منتدى ثقافي واسع وتنويري يصل إلى أكبر قدر ممكن من المهتمين، وذلك تحت عنوان (التعصب ينتج التعصب) والذي تناولت فيه مخاطر العصبية وتأثيراتها على المجتمعات والجماعات والأفراد وكل فئات المجتمع في مختلف مراحل حياتهم ومستوياتهم السياسية والاجتماعية والإدارية .
ورغم أهمية الموضوع وخطورة نتائجه السيئة – ولاشك أن لها أسباباً ومسببات- إلا أنه قلما تجد كاتباً يتطرق لموضوع "العصبية" وتعريف الناس بأسبابها ومخاطرها على الأمم والشعوب .
ولذا فإنني أنظر وأتأمل لواقع مجتمعنا اليمني بشكل عام ومحافظة حجة على وجه الخصوص التي ترزح تحت وحل العصبية وتصطلي بنارها مجتمعاتنا المحلية على مستوى المديريات والقرى بشكل عام، وإذا ما تفحصت واقع المحافظة(حجة) فكم من مشاكل اجتماعية وحروب قبلية طاحنة حصدت أرواح البشر بأعداد مهولة، دماء طاهرة ما ذنبها سوى أنها حصدت ثمار من قبلهم وهكذا؟!
تلك الحروب والمشاكل الاجتماعية التي عاشتها المحافظة خلال العقود الماضية أراقت الدم الذي حرمه الله وجعله من الكبائر، بل من أكبرها، وعندما تأملت عن أسباب تلك الحروب والمشاكل القبلية وجدت أن مكمنها في العصبية سواء للقبلية أو الأسرة أو المنطقة أو عصبية لشخص ما ، كما وجدت أن الجهل أخصب بيئة لنشوء العصبية وترعرعها .
لقد عانت محافظة حجة وعانى أبناؤها جراء الفتن والحروب القبلية ردحاً من الزمن، وهاهي اليوم تواجه عصبيات من نوع جديد وبمسببات جديدة بعضها مصبوغ بالعنصرية والمذهبية وتتقمص الدين، وبالمقابل لابد أن تنشأ عصبية مناهضة ومضادة لها، كما يلوح في الأفق مثال ذلك ما يجري من أحداث في منطقة عاهم .
كما أن هناك عصبيات جديدة تتمثل في ظاهرة هي فريدة من نوعها غريب أمرها وهو ما يجري من صراع على منصب محافظ المحافظة "حجة" بين فريقين، ويمكن القول بين شخصين، كانا وما يزالا في حزب واحد وكلاهما كانا بالأمس يناديان بالعصبية والتعصب لأبناء المحافظة ويناديان بضرورة أن يكون منصب المحافظ فيها لأحد أبناءها، فلما حصل ما كان، ظهرت عصبية جديدة عكست سلوكيات غير معهودة من أبناء حجة!!.
ولخطورة العصبيات وسوء نتائجها لنا حديث إن شاء الله في كتابات قادمة إذا سمحت لنا الظروف، عن أوجه عديدة لمخاطرها المستقبلية وغيرها.. إلى اللقاء .
× عضو محلي مديرية قارة بمحافظة حجة.