;
محاسن الحواتي
محاسن الحواتي

يوم في جامعة الإيمان.. 2729

2012-04-29 13:00:42

 
× لم أكن أتوقع تلك الدعوة من جامعة الإيمان التي يرأسها الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني، لكن كل شيء متوقع من صديقتي العزيرة الأستاذة/ رشيدة القيلي التي نسقت للقاء "الإعلاميات بالعالمات" يوم الخميس.. لم يكن الهدف محدداً من هذا اللقاء ولم يكن هناك جدول عمل أو برنامج.. نساء عالمات في مجال الدين ونساء إعلاميات، الكلام يولد نفسه والأفكار تستدعي بعضها.. المبنى بعيد عن مكان سكني في منطقة "مذبح"، الحراسة مشددة ربما للغرباء فقط، هناك أكثر من بوابة، المباني كلها "هناجر"، مبنى واحد هو الذي شيد جيداً بالحجر، نساء يعملن كخلية نحل، تعاون كبير وما إن تسأل إلا وتدلك أكثر من واحدة هناك مبنى الطالبات، هناك تنتظرك الشيخة أسماء الزنداني.. تفضلي هذا طريق أقصر لقاعة اللقاء..
عدد الإعلاميات اللاتي حضرن اللقاء كان معقولاً ومن الصحافة المرئية والمسموعة والمقروء وهؤلاء الأخيرات جلسن وواصلن الجلسة حتى المغرب، أي من الحادية عشرة ظهراً وحتى المغرب.. كما أسلفت لم يكن هناك جدول عمل، ترك كل شيء للجو العام الذي سيتخلق بين الإعلاميات والعالمات.. تقدمت الشيخة أسماء الزاندني وابتسامتها تعلو وجهها وحيت الحاضرات مرحبة بهن وشاكرة لهن تلبية الدعوة، تناوبت هي والشيخة عائشة الزنداني ـ شقيقتها ـ الحديث عن جامعة الإيمان وما تحتويه من أقسام وعدد الجنسيات التي تجاوزت الخمسين جنسية، كلهم يدرسون بالجامعة، كما أوضحن لماذا أنشئت جامعة الإيمان؟ وما هو الدور الذي تؤديه وفروع الجامعة، في اليمن ومراكزها بالخارج و...الخ من المعلومات الهامة عن الجامعة.. ثم تحدثت بقية الشيخات عن أنفسهن ودراساتهن، فمنهن من درسن الحديث، والتفسير والفقه وأخريات درسن وتبحرن في مقارنة الأديان والدعوة للإسلام، وكذا في مجال الإعجاز العلمي في القرآن وفي الإيمان والمذاهب المعاصرة.. مجالات متعددة وشيخات كثر، أعد طعام الغداء الشهي وكان فاصلاً لا بد منه لتبدأ الجلسة الثانية والتي أتيح فيها للإعلاميات الوقت الكافي للحديث عن أنفسهن وعن أعمالهن ورأيهن بالجامعة.
ما قلته ولاحظته الانسجام الكبير بين العالمات" الشيخات" وطاقم العاملات والطالبات بالجامعة.. كما لفت انتباهي اللباقة في الكلام والثقة بالنفس والقدرة الواضحة على الخطابة لكسب التأييد والتأثير، يستخدمن هناك كل الوسائل الحديثة من لابتوب إلى مايكرفونات إلى تلفونات وشاشات عرض وأخيراً الانترنت.. لاشيء ينقصهن.. إذن أين الإشكالية؟ الإشكالية هي الصورة المرسومة لجامعة الإيمان في أذهان الكثيرين.. وسائل الإعلام عندما تتحدث عن جامعة الإيمان تتحدث عن التطرف والتشدد والإرهاب.. كما أن بعض مخرجات هذه الجامعة أكثر تشدداً، فقد ذكرت إحدى الصحفيات المدعوات أن شقيقها الذي تخرج من جامعة الإيمان اتهمها بالعلمانية وقاطعها منذ ست سنوات وحتى اليوم.. صحيفة أخرى تنتمي للحزب الناصري، قاطعها شقيقها لأنها تلبس "بلوزة واسكرت، فوقها جاكت طويل ورأسها مغطى" قائلاً لها: أنا أستحي أنا أقول هذه أختي.. وحتى لحظة اللقاء، لا يكلمها وعندما تدخل المنزل يخرج هو!.
تحدثت الصحفيات والإعلاميات بعد الغداء عن الخطاب الديني المتشدد والمتطرف الذي من نتائجه التكفير واتهام الآخرين في دينهم وأن كثيراً من مخرجات جامعة الإيمان يقودون التشدد ويدمرون أسرهم وأسر الآخرين.. كما تحدثت الإعلاميات "على فكرة كانت الصدور رحبة، العالمات يستمعن إلينا، بإهتمام كمن يتعرف على صورته لأول مرة وقد سمعنا نحن الإعلاميات عن صورتنا في عيون شيخات جامعة الإيمان".. تحدثت الإعلاميات عن أهداف اللقاء غير المعلنة وعن بعض مواقف الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني مثلاً موقفه من قيام دولة مدنية.. وسؤال عن: لماذا لا تتعاملن مع التلفزيون في تقديم توعية دينية للنساء، فالمرأة في بلادنا أحوج لنصائح الدين ولمعرفة المزيد عن القيادات؟.. ولماذا لا تتعاملن مع التلفزيون أسوة ببقية الشيخات في الدول الإسلامية؟ إحداهن ردت: لن يسمحوا لنا بذلك!!.
× الجامعة بلا رسوم والدراسة فيها مجاناً وكل مجالات الدين والإيمان مشمولة وبها أساتذة من جنسيات مختلفة ومخرجات الجامعة يقومون بقوافل دعوية في عدد من المحافظات وخارج اليمن وللمرأة أن تذهب للدعوة مع محرمها إن أرادت ذلك..
× صورة المرأة الإعلامية عن شيخات جامعة الإيمان هي صورة مشوهة، فمعظم الإعلاميات في الوسائل الإعلامية لا يرتدين النقاب ومتأثرات بالفكر الغربي والثقافة الغربية وبعيدات بعض الشيء عن الدين بانشغالهن بأمور الدنيا أكثر.. لكنهن جيدات ويمكن التحاور معهن والالتقاء بهن..
أما صورة جامعة الإيمان والعالمات فيها هي صورة معروفة، نساء متشددات ومتطرفات في أفكارهن، يتعاملن بفوقية مع الأخريات، على اعتبار أنهن يعرفن في الدين أكثر وما دونهن جاهل.. هذه الصورة القاتمة لكلا الطرفين عن الآخر اتضحت عندما تحدثن بشفافية واعترفت النساء بأن هناك فجوة بين العالمات والإعلاميات، فجوة كبيرة وردمها ليس سهلاً، يحتاج إلى وقت وإلى جهد وإلى قدر كبير من التسامح والمرونة وتقبل الآخر مهما كانت عيوبه أو ثقافته، لنكون معاً شبكة صديقات يتفقن على مبدأ الوطن للجميع، وكلنا نعيش فيه ونحميه والدين سياج يحمينا جميعاً.. لبس بالضرورة أن نتفق، بل حتماً علينا أن نستمع لبعضنا.. بعيداً عن ثقافة التكفير والتحريض وكيل الاتهامات واستخدام الدين في السياسة..
× اتفقنا والعالمات على لقاءات أخرى ينسق لها بشكل جيد ورشحت عدد من الموضوعات التي ستناقش ليرى كل طرف كيف يفكر الطرف الآخر ولماذا؟ إن الحوارات المتعددة ستثري العقول والنفوس لا شك.
× الصورة النمطية لجامعة الإيمان ومخرجاتها من الجنسين لا يمكن أن تتغيير إلا بتغير هؤلاء الناس من دواخلهم، فالدين سمح وما كان العنف في شيء إلا شانه.. والتشدد لن يخدم الدين ولا الوطن.. وعلى المنتمين لهذه الجامعة أن يصححوا الصورة ويحببوها للآخرين.. أما الإعلاميات وصورتهن في أذهان البعض هي لا شك صورة مشوهة، فما أسمى الإعلاميات في بلادنا ثقافة وتعليماً بل رقياً وإيجابية في التعامل والتعاطي مع الناس والأشياء..
× نأمل في اللقاء القادم للعالمات والإعلاميات أن تناقش قضايا ذات علاقة بالحاضر والمستقبل، مستفيدات من الماضي بسلبياته وإيجابياته وأن ينشر أهم ما جاء في اللقاء.
hotrainingll@yahoo.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد