نتساءل ماذا يحدث في مناطق أرحب "بني جرموز ـ الصمع"، فترانا نجد إجابتين متناقضتين تقول الأولى: هؤلاء يهاجمون المعسكر قاصدين اقتحامه.. وتقول الثانية: هذا المعسكر يقصف القرى المجاورة له بالأسلحة الثقيلة..إلخ.
طبعاً لا يستطيع عاقل الحكم إلا إذا كان لديه شهود عيان من أطراف محايدة ومشهود لها بالعدالة وهو ما لا يتوفر لدي ككاتب ولست هنا بصدد إصدار أحكام أو ماشابه ولكن قصد المصلحة العامة للجميع، فالمواطن هناك يمني ولا نتكلم عن أشخاص غرباء دخلوا بطريقة غير شرعية أو قطاع طرق، لذا فدماؤهم غالية على هذا الوطن، كما أننا لا نتكلم عن جيش احتلال استولى على أراضينا بقوة السلاح، بالإضافة إلى أن هؤلاء الجنود هم أصلاً مواطنون يمنيون.
 مهما كان انتماء الطرفين الحزبي والسياسي، نعلم جميعاً أن الدولة إنما وجدت لتحقيق ما يرغب به المواطن، بالإضافة إلى تنظيم التعامل الاجتماعي، وإنهاء ما كنت تعيشه البشرية في قديم الزمان من فوضى وعشوائية وهمجية واستقواء وعبودية.. وغيرها، المهمة الأساسية لنظام الدولة هو إشعار المواطن بالأمن والأمان في الداخل وفي الخارج، لذا قامت ببناء أجهزة كل له اختصاصه، فالأمن يختص به رجل الشرطة من الداخل والجيش من الخارج.. إذاً نحن نتفق من حيث المبدأ أن الجيش جعل لحماية الشعب ولأجله وبهذا التزم الشعب باحترام الدولة، فمهمة الجيش حماية وسلامة أراضي الدول من الاعتداءات الخارجية وهذا يقتضي تواجد معسكرات على حدود الوطن وفي الأماكن التي لا يستطيع جهاز الشرطة التواجد فيها، إذا حدثت فوضى في البلاد ولم يستطع جهاز الشرطة السيطرة عليها، فيطلب للتدخل لحين استقرار الوضع ثم يعود إلى مقراته تاركاً المجال لذوي الاختصاص.
ومن هنا أقول لفخامة المشير/ عبدربه منصور ـ رئيس الجمهورية: إذا كان المعتدي في مناطق أرحب هم الأهالي، فهذا يحتمل أمرين، إما أن يكونوا منزعجين من تواجد هذا المعسكر لسبب لم تعرفه أو كما يقال أنهم يريدون اقتحامه وأنا أرجح الأول وفي كلتا الحالتين من حقهم عليك يا فخامة الرئيس نقل المعسكر من مكانه إلى أي مكان آخر يحتاج إليه الوطن وإبداله بإدارة أمن المنطقة وتوزيع أفراد الجيش على أماكن تواجدهم المفروضة في الحدود والأماكن المعرضة للخطر مثل أبين وصعدة وعلى امتداد أبراج الكهرباء وخطوط النفط والغاز ونقل كل المعسكرات المتواجدة في المدن أو القرى وإبدالها برجال شرطة وهذا هو أساس الدولة المدنية الحديثة.
نحن هنا لسنا ضد أحد ولا مع أحد، فالجنود هم جنود الوطن ونحن نعلم وهم يعلمون أنهم ما التحقوا بهذا العمل المحفوف بالمخاطر إلا وهم على إيمان أن ذرة من تراب هذا الوطن هي أغلى من دمائهم، بل لقد تركوا أسرهم الصغيرة لحماية أسرتهم الكبيرة "اليمن" العزيزة على قلوبهم وقلوبنا ونشكرهم بل لا نستطيع شكرهم، إذ ليس من المعقول أن نطلب من أهالي المنطقة الرحيل لإفساح المجال للجيش، كي يعيش هناك تاركين بيوتهم وأراضيهم وهذا ليس منطقياً أبداً.
وفي الأخير لا يهمنا هنا سوى حقن دمائنا سواءً كانت دماء مواطن أو عسكري، فنحن بحاجة إليها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار".