العديد من الأفكار التي أعتقد أنها تجثم على صدري كالكابوس، هي أفكار لمشاريع كتابية منها المجموعة القصصية الرابعة، والتي وجدتها فجأة تميل للسخرية وتبعث بل تحث على الابتسامة، إن لم تكن الضحكة، كذلك روايتي الأولى التي قطعت فيها شوطاً لا بأس به وأخيراً كتابي حول "النكتة السياسية"، كل هذه الأفكار عمرها تجاوز الخمسة أعوام، لكن في العام 2011م عندما قطعت شرايين الكهرباء تماماً أنجرت الأعمال بحماس شديد في ظل ظروف كانت صعبة بالنسبة للجميع، ما كان يحز في نفس هو حالة الهستيريا التي كانت تعيشها الأطراف السياسية والفوضى، حينها تملكني شعور بأنني قد أغادر هذه الدنيا الآن لذا لا بد أن أعمل وأنجز ما أردت قوله وأتركه..
قد تكون أعمالي تبريراً لفشلي أو قراءة باهتة، لأني لم أقل ما ينبغي أن أقوله، فجاءت قرأتي لما في ذهني باهتة كاللون الرمادي.. هذا تقديري للأشياء ويقيني يقول "ربما كان القادم أحلى"..
نتوقف عند هذه النكتة كفاصل ثم نعود.. قيل أن مصباح علاء الدين صادف الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح وقال له: شبيك لبيك اطلب على شرط لو طلبت أي طلب سيضاعف مثله لعلي محسن.. فقال الرئيس:
أولاً: أريد عشرة مليار يورو .. فقال ولعلي محسن ضعفها.. ثانياً: أريد عشر شركات في دبي.. فقال المارد ولعلي محسن ضعفها.. ثالثاً وأخيراً: أريد أن يصاب قلبي بجلطة خفيفة..
بالنسبة لمجموعة القصص الرابعة هي في طور الجمع ومن ثم الطبع وربما ترى النور خلال الشهور القادمة، أما الرواية فهي عمل مضنٍ وكبير ولأول مرة أعرف أن كتابة مائة قصة قصيرة أسهل من كتابة رواية واحدة.. لأن النفس الروائي طويل ولأنه مهارة كتابة قصة واحدة طويلة يعني أن تعيش مع الشخوص وقتاً أطول، أن تحادتهم يومياً، أن تنتقل بهم من مكان لآخر وتتأثر بمعاناتهم وتفرح لفرحهم.. تقمص الرواية كعمل إبداعي هي حالة نفسية خاصة والخروج من هذه التقصمات يحتاج إلى وقت.. فأحدهم قال إن الكتاب هم مرضى نفسانيون يمارسون طقوساً غير عادية.. ربما.. الله يشفي الجميع.
فاصل ونعود.. ابتسموا
أحد السودانيين – وهم أطيب الناس وأحبهم إلى قلبي – مولع بالشراب والسكر، زار الأردن فوجد كل أنواع الشراب تباع في المحالات وسهل الحصول عليها، على اعتبار أن هناك غير المسلمين.. فعاد بعدها للسودان بعد غيبة طويلة، طلب من صديق له الحصول على "قارورة"، رد عليه صديقه: حرام عليك.. نحن بلاد إسلامية كيف تطلب سُكر وكلام من دا؟.
الرجل: يا راجل إذا كان الأردن منهم صحابة رسول الله "صلى الله عليه وسلم" كلهم والشراب عندهم في كل محل وانتو ما معاكم إلا بلال وعاملين فيها حرام وما فيش وممنوع؟.
النكتة السياسية بدأت جمعها منذ سبع سنوات وجاءت الثورة ومنحتني كماً هائلاً من النكت ومعظمها على رموز النظام السابق وبعضها على المعارضة ورموزها.. هذه النكت ولدت من رحم المعاناة والمشقة، فشر البلية ما يضحك ونحن ننتصر على الموت بالضحك وعلى الألم بالضحك.. تخيل أن تموت كل أحلامك وطموحاتك، لأن سلطة هذا البلد، أرادت ذلك.. زد تخيلاً: كيف قضى الفساد والفاسدون على حياتنا بممارساتهم السيئة؟ كيف أنهم يعطونا الفتات وكروشهم تعلو جثثهم بلا حياء؟ كيف افتروا علينا وصادروا حقنا في العيش بكرامة ولم يخافوا الله فينا؟ "اللعنة لهم"..
نكتة ونعود..
الرئيس سأل وزير التموين والتجارة: أيش بيأكلوا أصحاب عدن؟.
رد عليه الوزير: فول وفاصوليا.. وجه الرئيس: خلاص غلوا عليهم الفول والفاصوليا..
بالنسبة للنكتة السياسية وغيرها من النكت، فهناك برامج للنكتة مثلاً في مصر هناك برنامج تلفزيوني أسبوعي يقدم النكت المختلفة وفي قناة الشروق السودانية هناك برامج يوم الجمعة يقدمه الكوميدي محمد موس، كله نكت عن السودانيين.. فهل نحن كيمنيين شعب صارم لا يحب النكتة والضحك أم هي تندرج – أي النكتة – في خانة المحرمات أو أنها لا تعني شيئاً بالنسبة له "الحزن يعلم الضحك"؟.
نكتة ونعود..
واحد شاف صور مرشح الرئاسة في كل مكان، قال لصاحبة مستغرباً: سبحان الله كل المرشحين يشبهوا عبدربه..
اشتهر أصحاب ذمار بروح الفكاهة والتنكيت ونكتهم لاذعة دائماً وفي إحدى النكات السياسية لأهل ذمار أن الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح مر من ذمار ولم يتوقف بل واصل حتى إب.. استاء أهل ذمار الذين كانوا يتوقعون وقوفه عندهم.. لذلك علقوا لافتة طويلة عريضة عند عودة الرئيس إلى صنعاء، كتبوا عليها (أهلاً بضيف اليمن الكبير).
دعوتي لكل الزملاء والزميلات أن من لديه نكتة سياسية أو طرفة عن كل القيادات السياسية في اليمن أن يرسلها فأنا مازلت في طور العمل في كتاب النكتة السياسية..
الكثير من الجهات تهتم بالنكتة وأهمها أجهزة الأمن وعلماء النفس والاجتماع، فنحن نضحك من آلامنا ومن معاناتنا ومن بؤسنا، نضحك ليكون العمل أجمل.. وربما لوعشنا الرفاهية لما ضحكنا.. إليكم نكتة أخيرة..
ثري عربي من دول الخليج وجد مصباح علاء الدين، فسأله المارد: شبيك لبيك عبدك بين يدك.. أطلب ماذا تريد؟
رد عليه الثري : قل لي أنت أيش تطلب..
محاسن الحواتي
النكتة السياسية.. عندما يعتصرنا الألم!! 2581