;
إبراهيم شرقية
إبراهيم شرقية

لا يمكن لليمن عمل ذلك بمفردها 1967

2012-06-06 03:27:51


صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية                                                                    ترجمة "أخ بار اليوم"

خلال زيارتي الأخيرة إلى اليمن، كنت جالسا في مقهى بصنعاء وفجأة إنقطعت الكهرباء. سألت المباشر في المقهى عما حدث، فأجاب: "أتباع صالح يواصلون مهاجمة محطة الكهرباء الرئيسية في مأرب من أجل تعطيل الحياة في صنعاء. لا يزال صالح يعمل ضد الثورة. هو لم يستسلم".
بغض النظر عن الأسباب الحقيقية وراء انقطاع الكهرباء، فإن تفسير المباشر يعكس شعورا عاما بأن الانتفاضة ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأعوانه لم تنته بعد.
الانتفاضة، التي كانت مستوحاة من الربيع العربي وأدت إلى سقوط مئات القتلى، انتهت رسميا في فبراير الماضي عندما تم انتخاب نائب الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي رئيسا للبلاد.
لكن العديد من اليمنيين لا يعتقدوا أن صالح قد خرج تماما من الساحة السياسية بعد 33 عاما من الحكم الاستبدادي على البلاد الذي يعاني من الفقر والانقسامات العميقة.
في ظل عهد الرئيس الجديد تم إحراز بعض التقدم. والتغيير والانتفاضة في اليمن يسيران في مسارين متوازيين إلى حد كبير، وإذا لم يوفر المجتمع الدولي الدعم الجدي لليمن فإن هذين المسارين قد يصطدما مما قد يولد عواقب محلية وإقليمية وخيمة.
بعض اليمنيين يلقون اللوم على المعارضة لتوقيعها اتفاق نقل السلطة الذي أطاح بصالح من السلطة من دون الإصرار على جعل الحصانة مشروطة بتقاعده من العمل السياسي.
فشروط الحصانة تسمح لصالح بالعمل السياسي في أي مجال غير الرئاسة، في حين أنها تمنحه حماية كاملة من الملاحقة القضائية.
لا يزال صالح يعمل كرئيسا لحزب المؤتمر الشعبي العام، الأمر الذي يجعل العديد من اليمنيين قلقون من خططه.
يقول المباشر في المقهى: "إنه مثل الشبح. لا تراه لكن بالتأكيد تشعر بوجوده".
يخشى الثوار الشباب من أن انتفاضتهم لم تحقق أهدافها بعد. ستة أشهر منذ توقيع اتفاق نقل السلطة ولا يزال هناك آلاف من الخيام في ساحة التغيير بصنعاء. ويواصل المتظاهرون أشهرا من الضغط لتحقيق مطالبهم.
وهناك تغلغل لثقافة ثورية في المكان، بشعارات سياسية ومنشورات وموسيقى وشباب يتناقشون في قضايا السياسة على مدار الساعة.
جميع الأحزاب السياسية تقريبا لها ممثلون في المراكز الإعلامية المتواجدة في الساحة- ليبراليون وإسلاميون واشتراكيون وعلمانيون. حتى الحوثيون، وهم جماعة متمردة ومتشددة والتي خاضت ست حروب ضد الحكومة المركزية، لا يزالون يديرون خيمة للمركز الإعلامي سموها "شباب الصمود".
بتجهيزها لما يبدو أنه بقاء طويل في ساحة التغيير، طورت الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان خيمتها لتستوعب أسرتها وسكرتاريتها ومكان لاستقبال الزوار.
"خيمة نوبل" تمثل تصريحا شديد اللهجة (الثورة اليمنية لم تعد شأنا داخليا تماما بل صار لها بُعدا عالميا وسوف تستمر حتى يتم تحقيق أهدافها كاملة).
خلافا لدول أخرى في المنطقة، تلقت الفترة الانتقالية في اليمن دعما كليا من المجتمع الدولي. والفترة الانتقالية وضعت هادي بقوة في منصبه من أجل التعامل مع التحديات المتعددة التي تواجهها البلاد.
التهديد الأخير من الرئيس أوباما بتجميد أصول أولئك الذين يحاولون عرقلة عملية الانتقال السياسي، يمثل رسالة واضحة إلى منافسي هادي حول الموقف الأمريكي القوي في اليمن.
لقد استخدم هادي هذا الدعم الدولي القوي لتغيير ميزان القوى في بلاده. لقد نجح في إزاحة اللواء محمد صالح الأحمر، قائد القوات الجوية والأخ غير الشقيق لصالح، وكذلك طارق صالح قائد لواء قوي في صنعاء وابن أخو صالح، ما عزز بشكل كبير سلطة الرئيس وشعبيته.
بلا شك أن الشراكة بين هادي والإدارة الأمريكية تتمد إلى القتال ضد القاعدة. بالنسبة لهادي، فإن هزيمة القاعدة هو أمر بالغ الأهمية لعدة أسباب. فهو يحتاج إلى إبعاد نفسه عن سلفه من خلال إثبات صدقه حول اجتثاث القاعدة. وهذا سيكسبه ثقة المجتمع الدولي.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الانتصار في الحرب ضد القاعدة سيمهد الطريق لإستعادة الأمن والاستقرار في اليمن.
لقد نجح هادي حتى الآن في استعادة النظام في مدينة لودر ويقول الجيش اليمني إنه يسيطر الآن على معظم أجزاء زنجبار، أحد معاقل القاعدة المعروفة.
لكن التفجير الانتحاري الذي استهدف بروفة للعرض العسكري في صنعاء 21 مايو، وأدى إلى مقتل نحو 100 جندي، سلط الضوء على جهود القاعدة لنقل ساحة المعركة من الجنوب إلى صنعاء.
وعلى الرغم من هذه النجاحات المهمة، ليس بالضرورة أنها ستحول اليمن إلى دولة مستقرة. ذلك سيستغرق أكثر من هزيمة القاعدة وإزالة حلفاء صالح، حتى يتمكن هادي من كسب قلوب وعقول اليمنيين.
وقبل كل شيء، يجب أن يسارع هادي إلى توفير الخدمات الملحة للشعب. إن اليمن على شفا أزمة إنسانية، والتي تفاقمت بسبب الاشتباكات الأخيرة.
ذلك يوجب تسليم المعونات قبل فوات الأوان. عند مناقشاتي لرجال القبائل، كثيرا ما يتم الإشارة إلى "مجاعة تلوح في الأفق".
وبالإضافة إلى ذلك، فإن انقطاع الكهرباء يحدث عدة مرات في اليوم، مما يعقد محاولات الإنتعاش الاقتصادي ويحبط جهود استئناف الحياة اليومية العادية.
بسبب إحباطه من تكرار انقطاع الكهرباء، ليس مستغربا أن يعتقد مباشر المقهى بأن اتباع صالح هم من يقفون وراء هذه الاضطرابات.
وعلى الرغم من أنه لم يكن مطلوبا في إطار اتفاق نقل السلطة، فإن رحيل صالح إلى دولة أخرى يمكن أن تعمل على استعادة بعض المصداقية اللازمة للعملية السياسية في اليمن.
فبالإمكان حل مشاكل اليمن، لكن يجب على المجتمع الدولي مد يده فورا بالمساعدات إذا أريد درء هذا البلد من الوقوع في كارثة وشيكة
(باحث في السياسة الخارجية في معهد بروكلين الأمريكي)

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

خالد الرويشان

2024-09-28 00:47:57

المارد والقمقم!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد