عادت الحياة لميدان التحرير بالقاهرة ولبقية الميادين في مصر الثورة.. بعد المحاكمة التي تمخضت عن فأر وأي فأر؟ يحكم على الزعيم الفاسد حسني مبارك ووزير داخليته بالمؤبد وحال نطق الحكم ظل الرجل بل الاثنان معاً كمن كانوا يتوقعون ذلك – عادي – مؤبد يعني إيه بكره نأخذ إفراج وربما في رمضان لحالة الرئيس الصحية وكبر سنه والآخر كحالة إنسانية – تتوسط جهات وشخصيات وكأن المحاكمة لم تكن ويا شعب مصر حقكم محفوظ.
البلوى الأخرى تبرئة ساحة العيال جمال وعلاء وكل معاوني الرئيس ووزير الداخلية والله الشعب المصري غلطان إذا كان كل هؤلاء أبرياء إذن لم يكن هناك فساد أو نهب ثروات ولا شيء مما يقولون أو أن هناك عفاريت من الجن كانت تمارس كل تلك الأعمال بما فيها إهدار ثروات البلد وتجويع أهله.. كيف يبرأون؟ أصبحت تهمة العيال جمال وعلاء الوحيدة هي انهما في يوماً تلاعبا بالبورصة فقط.. يا سلام ترى من تلاعب بالاقتصاد المصري وباع مؤسساته العامة ومن الذي وظف الفروض والهبات لصالحه ومن الذي خلق مشكلات مصر الأزلية؟ ومن ومن؟ كنا وما زلنا نثق في القضاء المصري.. لكن المحاكمة الفريدة من نوعها في القرن الواحد والعشرين بحكمها الأخير كانت صدمة وصدمة للجميع.. إلا في إسرائيل حيث أظهر استطلاع أجرته قناة الجزيرة أن كثيراً من اليهود أو الإسرائيليين – متعاطفون جداً مع الرئيس الفاسد حسني مبارك وقد علق البعض على أنه لا يستحق هذا الحكم لأنه أنجز لبلاده الكثير وارتقى بمصر.. وبعض آخر قال إنه رجل سلام وله بصماته أو بهذا المعنى وشيء مؤسف أن يحكم عليه بالمؤبد.. إسرائيلي واحد في الاستطلاع قال: (المصريون لهم الرأي الأخير في اختيار رئيسهم الجديد.. والحكم على حسني مبارك هو شأن يخصهم).
مصر الثورة.. مصر الشهداء كانت تنتظر إعدام الرئيس ومعاونيه أو إعدامه وتأبيدة لمعاونيه.. ليس قسوة أو عدم إنسانية، لكن كم الشهداء والجرحى في الثورة كان كبيراً وطريقة قتلهم كانت بشعة كما هي الثورة اليمنية والسورية.. البشاعة في القتل وبلا رحمة حولت الرؤساء العرب إلى طواغيت إلى مجرمين فهل حياتهم أغلى من حياة الشعوب؟ أليس من قتل مسلماً كأنما قتل الناس جميعاً؟ فما بالك بحسنى مبارك ووزير داخليته اللذين قتلا مسلمين ومسيحيين؟
أي انجازات أضافها حسني مبارك سوى التعاون الكبير مع إسرائيل ومشاركتهم في حصار غزة؟ ما الذي أنجره مبارك أو السادات سوى السلام المنبطح مع إسرائيل.. أنهما زعيمان من ورق جاءا بعد رجل عظيم هو جمال عبدالناصر.. فالسادات مات مقتولاً ومبارك سيموت ذليلاً.. ومصر لن تهدأ ما لم يعد لشهدائها اعتبارهم ولشعب مصر كرامته..
حسني مبارك ثارت الملايين ضده لأنه ظالم وحوكم لأنه مجرم وخفف عليه الحكم لأن القضاء المصري يحتاج إلى إبر لوخز الضمير كالقضاء في بلادنا..
محاسن الحواتي
الرئيس مظلوم.. 1986