في بلاد الانقطاعات والاستقطاعات والتقطعات كل شيء منقطع ومتقطع ومستقطع..في بلاد السرقات والمسراقة والمسروقات..والنهب والمنهوبات ما عسانا أن نكتب ومن أين نبدأ ولمن نشتكي؟؟..
ما هو الشيء الذي تركه أصحاب التركة ولصوص المال العام يستحقون عليه أن يحمدوا أو يشكروا أو يثنى عليهم؟.
ما من شيء يمس حياة المواطن إلا أدخلوا عليه العناء والشقاء والعنت...
وما من شي يسعد المواطن إلا حولوه إلى عذاب وعقاب دون مبرر أو سبب..
لم يراعوا حق المواطن يوم صفق لهم حتى كلت يداه..ولم يحاولوا التخفيف من همه وهو يرفعهم فوق الأعناق على كراسي الحكم الدواره...التي جعلتهم يدورون ملتفتين إلى الوراء باحثين عن كل مسببات الأذى لهذا المواطن المسكين والتعيس الذي يبتسم لهم جذلا...وهم يقدمونه إلى التعاسة رويدا رويدا’’ويسوقونه الى حتفه وهم يضحكون بملئ الأشداق...
ماذا تركوا للمواطن من ذكرى ومن منجز ؟غير الغلاء الفاحش والفقر المدقع والمرض المزمن والمستعصي...بسبب استئثارهم بكل مخصصاته وحقوقه وثروته وصحته...
تركوه يكابد عناء وضنك العيش وسلموه للنتائج التي كانت نهاية مطاف جشعهم ولؤمهم وحقارة أنفسهم ودناءة أهدافهم وسفاهة أحلامهم...ولئن وصف الإمام علي يوما جيشه حين خطب فيهم بعد واقعة الانبار بحلوم الاطفال وعقول ربات الحجال..فبالله عليكم بماذا يمكن ان يوصف هؤلاء؟..فليتها كانت حلوم الأطفال لكانت الأحلام مهما تشيطنت ملازمة لبعض البراءة على الأقل كونها ارتبطت بالطفولة ولو بالتسمية...وليتها كانت عقول ربات الحجال لما تجاوزت الإسراف في الزينة واقتناء المجوهرات ومهما كان ثمن هذه المقتنيات فأنها لن تصل مستوى الفداحة التي أوصلتنا إليها عقول هؤلاء...
أعتقد أنه قياسا على قول الإمام علي يجوز أن نصفهم بحلوم الشياطين وعقول الفراعنة وسلوك النازية وتصرفات الفاشست.
أو حلوم الأبالسة وعقول الأغبياء وأفئدة الفجرة وأرواح المردة في سجين...
السنوات تأتي والسنوات تذهب وسياطهم تلسع ظهور الناس ولا تتوقف عن التعذيب ويتفنون بالتعذيب العمومي بالكهرباء في سجن اسمه اليمن..
ويمارسون التعذيب بالماء عندما يقطعوه أيام في هذا الصيف القائض حتى يتواءم التعذيب مع بعضه فيؤتي ثماره ويرضي سادية هؤلاء ويريح نفوسهم المريضة وهم ينظرون إلى شعب يتلوى من الألم من بروجهم العالية وقصورهم الفارهة..فلا كهرباء ولا ماء ولا أمن ولا حياة تشبه حتى حياة البشر في الأدغال...بقي الأوكسجين والهواء ولو استطاعوا منعه عن الناس لمنعوه وتركوهم يموتون اختناقاً....
ألا لا بارك الله فيكم وستطالكم عدالة السماء اليوم أوغدا...وان غداً لناظره قريب..
علي الربيعي
الكهرباء تنعدم والماء يلحقها.. بقي الهواء 1993