× الحوار الوطني الشامل والذي لن يستثني أحداً، يعتبر حدثاً نوعياً لم يحدث من قبل في اليمن ومهمة وطنية ليست صعبة كما أنها ليست سهلة، ستكون ديمقراطيون فجأة، سنقبل بالرأي الآخر وندافع عنه بلا مدافع أو قنابل.. سنجلس معاً برعاية دولية ليقول الأول للثاني أنا أقبل بك في ظل دولة مدنية خالية من الإرهاب والفساد.. سيخرج المتحاورون بخلاصة نادرة لإخراج الوطن من عنق الزجاجة، سيوقعون باسم أحزابهم التي حملت مسميات متفائلة كالعدالة، البناء، السلام، الخير والحب و......الخ، سيخففون من انتماءاتهم الحزبية والمناطقية وربما سيرمون بعباءاتهم القبلية ويتقمصون دور المدنية وينسون عسكرتهم واضطهادهم للناس، كل هذا من أجل الحوار الوطني الذي سيقودنا إلى الحياة الديمقراطية بعيداً عن البندقة.
× من الأخبار السارة أن معظم الأطراف وافقت على الجلوس للحوار وبدون شروط، إذا استمر هذا التجاوب كان الحوار ممكناً رغم عدم وجود المحفزات اللازمة إذ ما الجديد الذي سيتخلق في الدولة المدنية طالما والمواطن لم يتغير في سماته، كفاءته، قدراته، ظروفه الحياتية.......الخ.
× الدول المتقدمة والتي وصلت إلى الديمقراطية الحقيقية لم تصل إلى ما هي عليه إلا بعد سنوات وعقود من النضال الحقوقي والإنساني، أي أنهم قطعوا أشواطاً ومراحل من التجريب وكانت لهم خلفيات وقيم ثقافية غير ديمقراطية تحللوا منها بشق الأنفس وبإرادة: ها نحن نحاول أن نكون ديمقراطيين بين ليلة وضحاها، نكون أحراراً ونحن الذي كان يستبد بنا نظام العسكر والأسرة الواحدة حتى يوم أمس، نحن الذين وجدنا أنفسنا أمام غول الديمقراطية صدقة منذ أكثر من عقدين وكان لزاماً علينا أن نتعامل معه.. مازلنا في سنة أولى ديمقراطية وهي مرحلة أن تقبل نفسك أولاً كواحد من مليار في تيار الديمقراطية..
× الثورة السلمية أثمرت بعض المفاهيم الديمقراطية رغم أن بعض الأحزاب تحاول أن تستأثر بكل شيء بدوافع الأنانية وحب السيطرة.
هؤلاء كيف يحاورون؟.
بعض الشخصيات النافذة كانت حتى الأمس القريب شخصيات ديكتاتورية مشاركة في السلطة.. كيف لها اليوم تحاور وتتنازل بل وتعطي الفرصة للآخر؟.. ديمقراطيتنا وحوارنا يحتاجان إلى "صميل" المجتمع اليمني حتى يؤدي المتحاورون أدوارهم جيداً.. في كل الأحوال الحوار مع مكون الحراك قد لا تحمد نتائجه، لأن سنوات الجلد في أبناء الجنوب قاسية عليهم.. والخيار لهم في كيفية ما سيكون، فهم الوحدويون الذين سرقهم حمران العيون حلمهم في وضح النهار، صبروا وصابروا من أجل الوحدة التي لم يعرفوا طعمها ولا لونها.. فهم من يستحق أن يُمنح نصيب الأسد في كل شيء وإنصافهم يعني إنصاف الدولة المدنية والمشروع الوحدوي الحضاري.
× (هناك رجال ونساء يجعلون العالم أفضل بوجودهم، إن لديهم فضيلة الطيبة أو الشجاعة أو الإخلاص أو النزاهة) جيمس جارفيلد ـ الرئيس العشرون لأميركا.
محاسن الحواتي
الديمقراطيون بالصدفة 1962