أرى البشائر تترى في نواحيها      من بعد يأس طغى من فعل طاغيها
من مصر أيضاً!
نعم من مصر، ولو وضعت العقبات الكأداء في طريق الشعب المصري لا في طريق حزب- كما يوهمون الناس- من مصر نرى ونسمع البشريات المتتالية رغم المخاضات العسيرة التي تصاحبها، ورغم استهداف تلك البشائر بالإجهاض ..بشريات جاءت من الشعب المصري من المدنيين والعسكريين رغم الخلاف الذي كان وبعض المكايدات التي أفرزتها مخاوف غير حقيقية:
بشرى ذكاء وقدرة واتساع صدر الرئيس المنتخب، فقد استطاع تبديد المخاوف بخطبه الصادقة، وأقواله الحكيمة ووعوده المبشرة، وتعهداته المتتالية، وسلوكه العملي في كل حركاته وسكناته، واتخاذه القرارات المتاحة قبل أن تستكمل إجراءات استلام منصبه: تبرع براتبه للشعب، منع تعليق صوره في مؤسسات الدولة وفي الخارج كذلك، منع نشر تهانٍ بمناسبة فوزه لأن تكاليفها لن تكون إلا من أموال الشعب.. زوجته ليست سيدة مصر الأولى بحكم أنها زوجة الرئيس كما قد مورس من قبل وألفه الناس ولذلك فلن يكون لها تدخلات في شئون شيء من أعمال الدولة.
كان ذكياً, حريصاً على لمّ الشمل وحصار الخلاف بينه وبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كلفه مبارك بعد سقوطه بإدارة شئون الدولة "ذهب مرسى لأداء القسم في ميدان التحرير بين الثوار أبناء الشعب لأنهم كانوا رافضين استبدال المحكمة الدستورية بمجلس الشعب المنتخب انتخاباً لم تعرفه مصر في تاريخها، وذهب إلى المحكمة الدستورية التي حددها المجلس العسكري لأداء القسم لأنه قد حل مجلس الشعب، وأخذ اختصاصه هو, فأقسم قسمه الدستوري أمام رئيس المحكمة المعينة من أيام مبارك.
وذهب إلى جامعة القاهرة ليلقي الخطاب التقليدي في المكان الذي كان يخطب فيه ويخاطب الشعب والخارج الحكام السابقون، لكن الأهم عنده كان أن يؤدي القسم الدستوري للمرة الثالثة أمام مجلس الشعب، ومجلس الشورى في قاعة الاحتفالات الكبرى في جامعة القاهرة وبذلك كله زرع الأمل في نفوس الناس، وزرع الرعب واليأس في نفوس الحريصين على إفساد العرس الديمقراطي الحقيقي بأي شيء يتمسكون به للهروب من تمكنه من الوصول إلى ما أراده الشعب باختياره وفق في كل ذلك فكانت بشائر دون شك، فإن كل خطوة صحيحة ناجحة تحمل رسالة, بل رسائل إلى الداخل والخارج.
وكان موقف المجلس العسكري موفقاً رغم ما قد حدث, فقد تقبل كل تلك الإجراءات دون اعتراض أو عرقلة، وحضر بكامله الحفل الأكبر، وأعلن تسليمه السلطة للرئيس المنتخب في الموعد المحدد سلفاً، ومنح الرئيس درع القوات المسلحة، وكانت كلمة المشير محمد طنطاوي رئيس المجلس العسكري أمام رئيس الجمهورية موفقة, مباركةً نجاح وفوز الرئيس ,مستبشرة بمستقبل ديمقراطي، وعهد جديد ينعم به المصريون، فكل هذه بشريات لها ما بعدها.