أسماء الباشا
مازال وجهها الوضاء بلمعته، ابتسامتها البريئة تعلو محياها الجميل، إنها هي، لا ولن أنسى صوتها الهادئ المملوء بأنوثة وأمومة خاصة، إنها أسماء الباشا، المرأة التي غابت طويلاً ثم جاءت إلى الوطن بلهفة وشوق تصافح كل الوجوه بابتسامة قابلتها صدفة وأنا في البنك المركزي.. تمشي بهدوء وقد نقص وزنها كثيراً... سلمت عليها بحب وأمسكت بيدها وأمطرتها بأسئلة اشتياق، إلى أن فاجأتني بأنها مريضة وقد سافرت إلى أبنها في أميركا وتلقت العلاج هناك وما زالت تعاني.. رغم ذلك تتمتع الباشا بعزيمة وإصرار وقوة غير عادية... إنها المرأة الإدارية اللامعة من القيادات النسوية التي تعتز بها كثيراً..
أذكر أنني في بداياتي الصحفية أجريت معها مقابلة صحفية وهي مدير عام الشئون القانونية لوزارة التخطيط وكم كنت سعيدة لأني قابلتها.. فتوالت لقاءات عمل عدة بيننا، تعلمنا منها الكثير ومازلنا إنني أدعو اللجنة الوطنية للمرأة واتحاد نساء اليمن لتكريم الأستاذة الرائعة أسماء الباشا التي أسهمت في مسيرة العطاء العام والحركة النسوية ولفتة لهذه السيدة التي لم تدخر جهداً من أجل الوطن إلى أن أعياها المرض.. ألا تستحق هذه الجوهرة أن تكرم ويحتفى بها بعد أن غادرت الوظيفة العامة؟
عائشة عبد العزيز
الأستاذة/ عائشة عبد العزيز امرأة كالبحر تشبه بحر عدن الذي يعطي بلا حساب، إنها سيدة "من بنات عدن" ناشطة في مجال المرأة وحقوقها، جريئة، صريحة لا تخاف في الحق لومة لائم تعرفت عليها بعد الوحدة المباركة، ودائماً ما أقول إن من حسنات الوحدة أنها عرفتنا بأناس أكثر من رائعين رجالاً ونساء.. عائشة واحدة من اللاتي أحببتهم بعمق ربما لتلاقي بعض القيم بيننا لكني دوماً أحس لكلامها وتعليقاتها وخفة دمها، رغم المآسي التي مرت بها من فاجعة موت أبنها إلى مآسي أخرى كثيرة إلا أنها امرأة قوية بما فيه الكفاية.. قيادية لا يشق لها غبار، مثقفة على وعي بقضايا وطنها وبنات جنسها، سافرنا معاً في وفد إلى جمهورية الصين لحضور مؤتمر المرأة الرابع، هناك عرفتها عن قرب.. جمعتنا بعد ذلك أعمال ومهام كثيرة في اللجنة الوطنية... عائشة غادرت صنعاء إلى عدن عادت إلى بحرها وشاطئها ترى أين هي الآن؟ هل تراجع حماسها؟ هل تركت من يحتاجونها من الفقراء والمطلقات والأرامل و....إلخ؟
كم اشتاق إليك أيتها الأم الحنون.. أيتها الكبيرة في كل المواقف وأنتظر يوم تكريمك أنت أيضاً بفارق الصبر.. تستحقين أن يكتب أسمك واسم الرائعة أسماء الباشا بأحرف من نور.. ولكما الصحة والعافية.
محاسن الحواتي
امرأتان من ألف... 1941