;
المستشار د.فضل مراد
المستشار د.فضل مراد

التنازلات (4) من التدرج إلى التدحرج 2228

2012-07-24 03:03:55


حفاظاً على السلام العالمي امنعوا العنف والتطرف.
هكذا, بهذا المصطلح المقبول بدأت الحملة العالمية ضد فريضة الجهاد في سبيل الله القائمة على "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إنه لا يحب المعتدين".
ثم استغلوا وصنعوا وغذوا الجهل بالدين في صناعة الإرهاب المرفوض المحرم شرعاً وظهر مصطلح جديد اسمه الإرهاب، استعمل لكل مظاهر المقاومة حتى لو كانت ضد المحتل في العراق أو فلسطين.
وتفاعلنا مع هذا المصطلح حتى وصل الأمر أن غيرت حركات الجهاد اسمها إلى حركات المقاومة.
وبدأنا نخبئ بعض آيات القرآن في خطاباتنا العامة التي نصت على الجهاد.
ثم امتد عقد النخاسة الدولي المبرم مع بعض المنافقين والمرضى إلى المناهج الدراسية فحذف الجهاد وأحكامه وآياته من المناهج الدراسية.
ولما كانت باقية في القرآن المحفوظ وفي صدور الذين أوتوا العلم "بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم".
هنا بدأت حملة محمومة على محاربة العلماء ومراكز العلم وجامعاته ومحاصرة إمداداته ومنع وصول العلماء إلى المناصب القيادية في الدولة والأحزاب.
وهذا هو جزء من الواقع الذي نعيشه الآن.. إقصاء العلماء من كل شيء، من الثورة ومن المجلس الوطني؛ لإجهاض الثورة.
اسمحوا لي أن أسميه كذلك؛ لأنه كذلك، ولو غضب البلهاء والمرتزقة والطيبون الذين لا يدرون كيف تدار الأمور.
ثم حكومة الوفاق لا منصب لعالم فيها، ولا حتى نواباً أو وكلاء، إلا من كان وكيلاً بفلتة سابقة.
ثم لجنة الاتصال واللجنة الفنية للحوار لا ممثل للعلماء فيها ولا للقضاة ولا للثوار الأحرار.
حتى في التعليم العالي يعرقلون العلماء الحاصلين على الماجستير والدكتوراة، وفي التوظيف كذلك.
لكن هل سيظنون أن العلماء سيعزفون ويحاصرون؟ من ظن هذا فهو واهم؛ لأن أشد ما يكون العالم اقتراباً من الله وخدمة لدينه هو وقت الشدائد وهنا ستبدأ حركة العلماء في أخذ القيادة الشعبية والوطنية من جديد.
ماذا بعد كل هذا، هل رضيتم؟ قالوا: لا.
إذاً فليستمر التدحرج..
ظهر دعاة الردة باسم الحرية، ولما كانت السنة تذبحهم كفروا بها، فظهر من يسمون "بالكفار بالحديث" وهؤلاء قطعاً هم من قطاع الصلاة ومناع الزكاة والحج ومرتكبي الجرائم؛ لأن القرآن يفصل أحكامها وفصلت ذلك السنة، حتى قال أحدهم الزاني هو الذي يكرر الفعل كثيرا أما مرة ومرتين فلا، وهكذا الشارب والسارق والقاتل.. انظر كيف هدموا الدين، إنهم مرتزقة منافقون عملاء.
وفي مسألة الردة، لن أكلف نفسي أن أستدل عليهم بالسنة بل سأستدل بالقرآن، أما الردة فقوله تعالى "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" أي فلن يقبل منه في الدنيا لا رسمياً ولا شعبياً ولا مجتمعياً ولا فكرياً ولا اعتناقاً ولا دعوة، هذا هو ما يعطيه لفظ "فلن يقبل منه"؛ لأن حذف المتعلقات يدل على عموم الحكم.
قال لي أحدهم: هذا في الآخرة قلت له: أكمل الآية نفسها "وهو في الآخرة من الخاسرين" هذا هو حكم الآخرة، فالأول حكم في الدنيا.
أما قتاله وقتله بعد إقامة الحجة عليه قضاء فدليله من القرآن "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة"، فأمر بقتالهم دفعاً للفتنة، والمرتد كافر صاحب فتنة؛ لأنه فتن الناس والمجتمع ونفسه وأسرته وجلساءه، لا حل إلا بإنهاء الفتنة إما بالتوبة أو القتل.
قال لي أحدهم: لم يذكر الله في آية الردة إلا الحكم بكفرهم "من يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر.."، قلت: ولم يذكر الله حكم القصاص في آية قتل العمد العدوان "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم" وذكره في موضع آخر.
وكذلك الردة حكم الله بكفره، وملأ القرآن بأحكام الكفار أهل الفتنة وهذا منهم "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة".
ثم لم يتوقف التدحرج في التنازلات، وبقي لنا حفظ العرض، فهاجمونا.
لماذا لا تلبس المرأة ما تشاء بين الشباب التطور هو أن تخلع أن تلبس بين سرة وركبة، أن تكون مضيفة طيران، أن تكون دعائية إعلانية، كل هذا باسم الحرية!!
لماذا صادرتم حرية مجتمع وشعب بأسره ملتزم بالحشمة وستر السوآت، ولماذا لا تجعلون الحشمة حرية أم أنكم ديكتاتوريون هنا، فالحرية أن ترضوا عنا.
ثم قالوا: دعوا المرأة تشارك في السياسات، قلنا: ومن منعها، فلتنافس كما نافست زوجة كلينتون، ثم قال الشعب كلمته في بلاد الحرية المنحرفة، قالوا: لا، المرأة هنا تجعل لها نسبة 30% أو...، قلنا هذه ليست حرية، أتركوها تنافس، المهم "الكوتا والصميل" ومع السعي الحثيث المتسارع لن يرضوا حتى الآن.
فظهر ما يسمى فصل السياسة عن الدين أو الدولة المدنية الحديثة، قلنا: هل هي تعارض الإسلام؟ قالوا: لا. قلنا: إذا ضعوا بمرجعية الإسلام وها قد وضعتها مصر أم الدنيا "دولة مدنية حديثة بمرجعية إسلامية". قالوا: لا، قلنا: ما السبب؟ قالوا: حقيقة لا دين مع السياسة. قلنا: سياسة النفاق صدقت، لكن سياسة البناء والعدل والحريات والمساواة والجهاد ونصرة المظلوم والنهضة الشاملة هي من ديننا، فاذهبوا أيها المنافقون إلى دول الكفر؛ لأنهم معكم أما نحن فلن نفرط في ثورتنا وديننا ودولتنا المدنية الحديثة المسلمة التي تتبع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ورغم أن الهرولة في الباب مستمرة ولكن لا يزال قانون "ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم" ساريا، حتى جاء أخيرا من يقول شعار "الحل هو الإسلام" من الماضي.
إن كان معناه أن الإسلام دين لا يصلح لحكم الحياة والدولة فقائل هذا مرتد، وإن كان معناه أنه شعار قديم نغيره إلى "الإسلام هو التشريع والدولة".
فيمكن أن نقول: إذا تحَّرَ في المرة القادمة، فالناس غيورون على إسلامهم.
أستاذ المقاصد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد