;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

أنت معانا ولا معاهم؟! 2119

2012-09-15 02:19:23


كثيراً ما أشعر بالغربة تحتويني من أعلى قمة فيّ إلى أخفض قاع يحوي مشاعري، وكنت قد أحببت الحياة يوم حدثت الثورة في عهد هذا الجيل الذي كان نسي الكثير من القيم وآن الأوان لأن يحصل على ضربة معلم قاسية تعيد على مسامعه درس الأمس وتكرر أمامه قاعدة الوطنية على أصولها.
وأعترف أن ضربة المعلم هذه كانت قاسية، لكنها أيضاً أظهرت جوانب الضعف والخلل في هيكل الجيل ووحدته البنيوية، لكن أقسى ما أظهرته ثورتنا هو لون الأنانية الجديدة والتي خولت البعض بالتعامل مع الثورة وكأنها إنجازاً فردياً، والأمر أوجعني كثيراً حين كنت في جلسة توعوية مع بعض شباب الساحة في تعز ووجدت أحدهم يسألني بطريقة استجواب خبيثة: أنتِ معانا ولا معاهم يا أستاذة؟! فما كان مني إلا وجهت له السؤال بطريقة لطيفة: من أنتم ومن هم؟!، وأين هي اليمن بينكم؟! وبعد أن كنت قد نسيت الوجع عاد الألم ليسكن قلبي من جديد وعدت أفكر كيف يمكن أن تكون الثورة مفتاحاً لأبواب الوفاق والاتفاق وفيها من يحاول سرقة التضحيات ونكران الأدوار وإلصاق التهم على الآخرين دون أن يكون لذلك حاجة.
من هنا يجب أن نشدد على أن للمثقفين والسياسيين والكبار الذين يرون الوطن فوق كل مبتغى دوراً كبيراً في وضع الشباب أمام وسيلة الواقع ومحاولة البحث عن آليات جديدة تتجاوز أخطاء الماضي وترتقي بإنجازاتها الثورية إلى مصاف الذاكرة الجمعية حتى يسهل استنساخها والخروج بها من دائرة الجحود والنكران.
لا يوجد على ساحة الوطن فريقان في مسألة الثورة كحدث مزّمن ومؤرخ ومسطر في ذاكرة شعبية تتسع لكل المتغيرات، ولكنني أؤكد أن هناك فرقاً كثيرة تختلف في الوصول إلى آلية إثبات وتثبيت الثورة بمبادئها الهامة والمتمثلة قبل كل شيء في إحداث التغيير الذي سيجتث الفساد، ثم تحقيق سلطة القانون، إلى سواها من الأهداف العميقة التي لا يجب أن يتوقف الجميع عن تحقيقها ولو بأبسط الإمكانيات المتاحة.
من هنا يجب أن يسعى الجميع لتغيير السؤال ليصبح: هل أنت مع اليمن أم لا؟! حتى تكون الإجابة موحدة، كلنا مع اليمن، وإذا توحدت الإجابة ستوحد المنهج والرؤية والوسيلة وسيكون الغد القادم عهداً جديداً في تاريخ الحقبة السياسية المبنية على إرادة الشعب والتي تحمل مضامين سياسية عادلة الجمعية الموحدة.
لقد كان الجميع خاضعاً لحدث واحد ومتفاعل مع اتجاه مصيري لا مجال فيه للاختيار ولهذا كان الجميع شركاء في الألم ولم يكن منا من يسره سقوط الموتى ونزف الجرحى، ومن العيب أن نقف في وجه بعضنا البعض بعد كل ما حدث، لنسأل بمنتهى الجحود ذلك السؤال الغبي والفج والقاصر واللامسؤول.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد