;
إبراهيم محمد الزنداني
إبراهيم محمد الزنداني

فيروسات الأمن واللجان الفتاكة!! 1737

2012-10-05 02:00:02


 على مدى ثلاثين عاماً والثقة بين الشعب وجهاز الشرطة في تنامٍ مستمر وهناك مصالحة وود بين ضباط الأمن ومجتمعهم، فالشرطة في خدمة الشعب.
وعلى طول هذا التاريخ الممتد وعناصر الشرطة مصدر حب شديد من المجتمع، والواقع العملي يشهد على أن الجميع باختلاف مناصبهم ودرجاتهم يعاملون معاملة حسنة وراقية، فلا يوجد نظام دفع مسبق لديهم للحصول على الخدمة، ولا يعرفون للرشوة معنى، ولا أثراً لعرف الابتزاز لديهم ويستطيع المواطن مهما قل ذكاءه أن يلمس عدم وجود مصطلح الابتزاز في أقسام الشرطة، ومن يدعي بأن أقسام الشرطة تتاجر بآلام وأوجاع الناس مخطئ وغير منصف .
فبمجرد أن يقدم المواطن بلاغاً بما وقع عليه من ظلم أو اعتداء، فإنه يشعر بالطمأنينة والرضا والراحة النفسية لما يلاقيه من اهتمام وتعاطف وتجاوب من قبل عناصر الشرطة ، وحتى لا نتهم بعدم الحياد، فإنه قد تحدث أخطاء عرضية وسلوكيات فردية من الجور أن تعمم على الجميع.
فمثلاً قد لا يجد عناصر الشرطة من يقلهم لإحضار المشكو به لأن ابن المدير خرج بطقم الإدارة إلى لجنة الامتحانات، فطقم الإدارة مهم جداً لابن المدير ليساعده على التركيز وحل الامتحان.
فتشعر عناصر الشرطة بالإحراج من المواطن وتستأذنه بأن يقلهم بسيارته أو يوفر لهم وسيلة مواصلات لتنفيذ مهمتهم على أكمل وجه، وقد يطلب مدير القسم على استحياء من المواطن مصاريف للأفراد كسلفة وسيستعيد المبلغ منهم بالتقسيط .
وقد يحدث أن يقوم أحد ضباط القسم بتنبيه المشكو به ليس لإرهاق الشاكي ولا لابتزازه أو مماطلته حتى يدفع في كل أمر إحضار يصدره القسم -لا سمح الله- وإنما لدوافع إنسانية تحول دون أن يحدث في نفس المشكو به وأسرته فزع أو هلع، لذلك قد يلحظ المواطن في كل مرة يتم تحرير أمر إحضار لغريمه أن طقم الإدارة مع ابن المدير وبأن الأفراد بحاجة إلى مصاريف ومواصلات وبأن غريمه لا يتواجد في البيت وكل ذلك لدوافع إنسانية بحتة.
وما يدخل البهجة إلى نفس المواطن أن إدارات الأمن وأقسام الشرطة تقدم للمحظوظين من المواطنين خدمة (مدير الأمن البرونزية)، فترى المدير رغم انشغالاته ومهامه الجمة يتواضع ويكلف نفسه ليكون واسطة بين المواطن وغريمه لا لشيء وإنما ابتغاء مرضاة الله والصلح خير وحبال الشريعة طويلة ومن عفا وأصلح – كان أجره على الله- والتنازل عن الحق أفضل من وجع القلب وافتداء الحق المسلوب والمنهوب بمبلغ من المال للمدير والناهب أقصر الطرق والمسلم أخو المسلم ويا دار ما دخلك شر.
لذلك تجد المواطن في بلادنا قلبه مولع بالتردد على أقسام الشرطة وإدارات الأمن، فالود والحب والعدل هو ما يشعره بذلك.
فالشعب يعي بان الجهاز الأمني في بلادنا بمثابة الشرايين للجسم وبأعمال رجال الشرطة التي ذكرناها فانه لا يوجد في بلادنا أي انفلات أمني ولا أثر للجريمة في مجتمعنا ولا مكان للعصابات المنظمة التي تكدر الصفو العام في مدننا ، تشاهد جلياً أن جميع أبناء الوطن يقدرون ويثمنون عالياً تفاني عناصر الأمن لفناء الوطن والمواطن.
ولا ينسيني التغزل بجهازنا الأمني الإشادة باللجان التي شكلت مؤخراً للمساعدة في حلحلت الظروف العصيبة التي تمر بها بلادنا، فاللجان الشعبية التي نجحت بطرد القاعدة من مدينة زنجبار في حين لم يستطع الجيش الذي صرف عليه الشعب دم قلبه من تحقيق هذا الانجاز ينقصها لجنة من تنظيم القاعدة للحيلولة دون تعرض أجهزة ومؤسسات الدولة للنهب والإهدار بمجرد دخول اللجان الشعبية لتلك المحافظة.
وكذلك يجب ألا ننسى اللجنة التي شكلت لحصر ممتلكات القوات المسلحة والتي لم تكشف لنا حتى يومنا هذا عما توصلت إليه ،والتحية كل التحية للجنة الأمنية التي تعمل ليل نهار لإزالة التوترات والاحتقانات والتي تعمل لتهدئة الأوضاع رغم أنها جعلت المواطنين حيارى تائهين لا يعرفون من هو السبب والمسبب لما يحدث.
أخيراً وليس آخراً قنبلة الموسم الدلوعة الغنوجة حلالة العقد والمشاكل وخلاص المواطن لما يخلص، فالوطن بخير جراء تعود أعضائها على "البرايفت نمبر" ومن فتحت لهم أبواب السفارات وملأت جوازاتهم البرايفت بالتأشيرات، فأصبحت لجنة برايفت لا تناقش إلا المواضيع البرايفتية، فزواج الصغيرات أهم من الدماء التي تسفك وأهم من وحدة اليمن وأمنها واستقرارها، والمصالح الحزبية أهم من دم وعرض ومال المواطن، والأهم من ذلك وذاك ما تمليه عليهم الدول التي ترتبط معهم بعلاقة برايفت.
وفي الختام نصيحتي للقيادة السياسية الاستحسان في اختيار الرسل ، والله الله في عناصر الشرطة وضباط الأمن، فإنهم إن صلحوا واستغنوا وأدبوا ووعوا وروقبوا صلح المجتمع وان فسدوا واحتاجوا فسد المجتمع وهلك.
 ولتحذوا حذوا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- عندما جمع عشرة من المبشرين بالجنة وأمهلهم يومين لاختيار خليفة للمسلمين فلما انقضى اليومان ولم يصلوا إلى اتفاق أمهلهم يومين آخرين وهددهم بقطع رؤوسهم فما جاء الموعد إلا وقد اختاروا خليفة.
فالوطن لم يعد يتحمل والمواطن قد ضاقت عليه الأرض بما رحبت وانحدر ولاؤه الوطني إلى الحضيض والوقت يمر فهل من مجيب.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد