;
جلال الوهبي
جلال الوهبي

متى تنتهي سلبيات ما قبل الثورة؟! 1386

2012-11-04 02:22:58


واهم من يظن أن مشاكلنا في العالم العربي وخصوصاً في اليمن مشاكل غير مشخصة مشاكل مبهمة غير معروفة وغير واضحة، بل هي مشاكل ومعوقات واضحة يعرفها الصغير والكبير ولها علاقة مباشرة بنا كأشخاص قبل أن تكون لها علاقة بنا كفرق وجماعات.. الكثير يشخص الفساد ويعرفه، الكثير يعرف العيوب والقصور ويعرف مصدر تلك العيوب والكثير يدفن رأسه في التراب ويتجاهل خوفاً ورعباً لا يجرأ حتى على الإشارة إلى مكامن الخلل الكثير يحابي ويجامل والكثير يسلم ويستسلم ويوقن أن الفساد آفة لا خلاص لنا منها.
سنبقى غير فاعلين حتى نكون صادقين، نعرف ونتحرك بناء على المعرفة بعيداً عن العلاقات والصلات، ننصف من أنفسنا للغير ننقد أنفسنا نقداً ذاتياً بكل تجرد وبعد ذلك نصلح أخطائنا ونصلح أخطاء من يهمه أمرنا فإن عجزنا نقف ضدهم ونتعامل معهم كما سنتعامل مع من نجهلهم ولا يمتون إلينا بصله ما لم فإن الثورات لا تأتي أكلها لأن ثورة تقوم على الفساد ولا تغيره بل تغير رمزه ليست بثورة وإنما هي ثورة ناقصة توفر الذرائع لأعدائها وتحارب نفسها بنفسها.
الأسباب السلبية التي قامت من أجلها الثورات لا تزال قائمة والشعب يحتقن ومن بيدهم القرار مشغولون بغير ما هو مشغول به الشعب، مشغولون بالحوار وما شابه والشعب حقيقة لا يهمه كل ذلك، لا يهمه الفيدرالية أو المركزية الإقليم الواحد أو العشرة أقاليم، الشعب يهمه أن يجد احتياجاته متوفرة أن يجد عدالة أن يجد مواطنة أن يجد وظيفة أن يجد خدمات أن يجد الماء والكهرباء أن يجد التعليم أن يشعر أن هناك شيء ما تغير أن لا تستمر نفس ممارسات الفساد التي كانت أهم ميزات وصفات النظام السابق أن لا تستمر الصرفيات والإهدار للمال العام أن لا يأخذ المسئولين العهد التي بذمتهم للدولة ويتصرفوا بها وكأنه ملك خاص وأن لا تصرف الدولة لكل منصب سيارة بالرغم من أن سيارة المنصب السابق لا تزال في حوزة المسول الذي تصرف له السيارة الجديدة وكأنها واجب من واجبات المناصب العليا حتى يستطيع الشعب أن يصدق أن الدولة صادقة في توجهه وأن هناك نية للتقشف وصرف كل ريال في المكان المناسب لا فيما لا فائدة ولا ضرورة لصرفه هناك.
الشعب يريد أن يقطع بطاقة شخصية في يوم أو يومين لا في أسبوع أو أسبوعين، الشعب يريد أن يدفع الرسوم المحددة دون زيادة أضعاف مضاعفة الشعب يريد أن ينتقل من مكان عمله إلى مكان آخر عند وجود استغناء وطلب بكل سهولة ويسر وانسيابية وبدون أي عرقلة من المسئول من أجل أن يحصل على الرشوة، الشعب يريد أن يعامل باحترام وبشفافية الشعب يريد على المدى القريب أن يرى فرق بين ما هو قبل الحادي عشر من أبريل وما بعده وللأسف لم يجد هذا الفرق حتى الفاسدين الذين ارتعدت فرائصهم بعد نجاح الثورة وأثنائها وغيروا تعاملهم مع الناس وغيروا جلودهم ليظهروا كحمائم وديعة عادوا ليمارسوا استخفافهم بالوطن والمواطنين وليلبسوا جلودهم الحقيقية خصوصاً بعدما أعلنوا انضمامهم للثورة أو بعدما اطمئنوا أن لا تغيير حقيقي وأنهم باقون في مناصبهم وبأن لا أحد يهتم لتصرفاتهم وأن من فوقهم مشغولون بأمور غير أمورهم.
للأسف الكبار يتصارعون فوق والصغار يفسدون تحت والمواطن في حالة يأس من أن يحدث تغيير حقيقي في هذا البلد وفي حالة يأس من أن تنعكس الثورة على حياته ولا زال يدخل المستشفى الحكومي يبحث عن الثورة ولا يجدها يذهب ليقطع بطاقة شخصية متشجعا بالثورة فلا يجدها الوجوه هي هي والأسلوب والتعامل هو هو وقس على ذلك الكثير من المرافق.
الوعود كثيرة والنتائج تكاد تكون معدومة والكثير يشخص ويعرف السبب والكثير يتجاهل وإن كان هناك بعض التغيير المحدود وبعض الأشخاص الصادقين في تعاملهم مع الناس ويعكسون صورة طيبة للثورة والتغيير ولكن جهودهم تضيع في زحمة ما تبقى من مظاهر ومعالم الفساد وخصوصاً الرشوة والوساطة والمحسوبية.
أخيراً ليتهم يهتمون بحالة المواطن البسيط المسكين كما يهتمون لحال المتحاورين من أصحاب الجاه والنفوذ والحوار مهما كان عدد المشاركين فيه لا يمكن أن يضم شخصاً من عامة الناس ينقل معاناتهم ويضع مطالبهم على الطاولة يطالب بالحلول والضمانات لتنفيذها واستمرار تنفيذها لأن الشعب وللأسف تعود على أن يملك أمره لقيادات وشخصيات لا يهمها إلا نفسها ومصالحها، أما المواطن فهو تابع لا يتحرك إلا من أجل مشايخه وقادته ناسياً نفسه متحملاً كل المتاعب والمآسي بصبر وحتى دون أن يقول آه.
jalalalwhby@gmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد