;
2012-11-13 03:01:47


أرى البشائر تترى في نواحيها.. من بعد يأسٍ طغى من فعل طاغيها..
مزيد من الوضوح (2)
كتبت في الأسبوع الماضي عن بشرى الوضوح الذي تبلور من الطرفين السنة والشيعة ـ خاصة الشيعة ـ حيث ظهر أخيراً بجلاء من يحمل الحق ومن ينصره، من مع الظالم ومن ينكره، من يحرص على اجتماع الأمة على الثوابت، ومن يهدره، وظهر أيضاً أن الخلاف الذي زرعه الشيعة المتطرفون بين الأمة من قديم خلاف في الأصول لا في الفروع. وكان الكلام في الأسبوع الماضي في نقطتين فقط. فلما خرج الموضوع شكرني ـ على توضيح الواضح ـ كثيرون، ولأنه قلة بحجة أن مثل هذه المواضيع لا ينبغي إثارتها في هذه المرحلة من وضعنا! فشكرني هذه القلة على العلم والحلم والحرص، وفهم ما يعمل وما يقول الآخر؟!
ولقناعتي أن قول وبيان الحقائق، واجب شرعي ووطني، ولا يغضب منه إلا أعداء الحق، ولا ينبغي أن يلتفت إليهم، بل يدعون إلى بيان ما عندهم، والرد على ما يرونه بعيداً عن الحقيقة، فإنني ساقف اليوم مع نقاط أخرى قد وضح أمرها وهي بشرى للكل للتراجع والتقارب والاتفاق على كلمة سواء للحفاظ على السفينة وإيصالها إلى شاطئ الأمان ساعة: سفينة الأخوة، سفينة الوحدة ـ سفينة الثورة ـ سفينة الشورى والديمقراطية..
فإن كان الكل جادين فليتوقف الجميع عن: التكفير ـ الأكاذيب ـ التضليل ـ الخداع ـ الاستفزاز ـ التمترس ـ الغزو الفكري وليقتنع كل بمناطق نفوذه المذهبي وترك الناس أنفسهم يختارون ما يشاءون بلا ترغيب ولا ترهيب، ولا خطف ولا تعذيب، فإن مارس أحد الأطراف شيئاً من ذلك فإن الطرف الثاني سينقض ولن يقف عند العلم والحلم والرصد وجمع المصائب والمكايد والمؤامرات.. بل سيفكر بالمعاملة بالمثل
1ـ ظهر للشعية أن حسبانهم حكام بلدان السنة على السنة غير صحيح
أظن أن خطأ ذلك الحساب قد ظهر لكثيرين منهم، إذ كيف يحسب على جهة لن يجهلها، من يكيد لها، من لا يلتزمها، من يوالي أعداءها..؟ فخمسة وخمسون حاكماً على خمس وخمسين دولة سنية لا يدرون ما السنة، ولا يعتزون بها، ولا يحملون عداءً ولا صداقة للآخرين ـ أنى كانوا ـ باسم السنة، إنما هي علاقات شخصية تقوى وتضعف مع الآخرين بحسب ما يتوخى كل طرف من مصلحة تكون في الغالب وهمية هذا في عصرنا.
وفي الماضي كان هناك حكام صالحون، فاتحون، ناجحون، رابحون.. وما كانوا في وادي السنة والشيعة بالمعنى الحزبي أو المذهبي، وما كان المسلمون محتاجين للتقسيم، لكن الشيعة حرصوا على ذلك بدوافع خارجية، فهددوا إلى غير الطيب من القول بوحي شرير قال لهم إن هناك وصية من رسول الله جاءت بها آيات وأحاديث لعلي بالخلافة، أضاعها وتنكر لها أبوبكر وعمر، وضعف عن الأخذ بها علي لقلة الناصرين؟ هم يعتقدون أن علياً أقوى الناس ـ وهو قوي حقاً ـ ولولا هو ما ظهر الإسلام ولا كانت الغزوات ولا الانتصارات.. فكيف ضعف هنا وكيف قل الناصرين المهاجرين والأنصار أفضل الناس بعد الأنبياء؟ كيف أجمعوا على الباطل ورفضوا وصية رسول الله؟ كيف صاروا أعداء لعلي دون سبب؟ كلام ابتدعه عدو حاقد شعوبي، عنصري متضرر فحمله السذج من عوام المسلمين حباً في رسول الله وآله، والحب الصحيح لا يكون كذلك، إنما يكون بالإتباع لا بالابتداع. والبشارات تقول إن كثيراً من الشيعة الاثنى عشرية قد وعوا ذلك، وآخرين يراجعون، خاصة الباحثين منهم عن الحقيقة. وأدعوهم إلى قراءة كتاب (لله ثم للتاريخ) للموسوي وهومنهم، وكتاب (جناية أدعياء الزيدية على الزيدية) للدكتور العلامة/ عبد الوهاب بن لطف الديلمي، وهو يرد بعلم وموضوعية على بعض متطرفي الزيدية الذين خلطوا بين الفكر الزيدي والفكر الاثنى عشري وذلك ظلم للزيدية دون شك.
والمهم في هذه الفقرة هو أنه قد أتضح للكل أن الأخطاء الموجودة في أي مذهب، أو على لسان بعض أتباعه حتى لو كان من أقطاب لا ينبغي أن تكون مرجعاً أو مقياساً إلا إذا كانت متبعة يدعى إليها.
2ـ قد أتضح جلياً للحريصين من أهل السنة على التقريب بين الفكريين أنه ضرب من الخيال.
ظهرت فكرة التقريب بين السنة والشيعة الاثنى عشرية عملياً ابتداءً من أربعينات القرن الميلادي الماضي، فقد حصلت لقاءات بين أقطاب من أتباع الفكرين، وأسس مركز لذلك في القاهرة، ورصدت له ميزانية وإمكانات، وصدرت عنه مجلة الرسالة التقريبية، ونشرت فيها بحوث قيمة متتابعة حتى توقفت بتوقف الجدية في الخطوات العملية، إذ كانت المجاملات والأفكار الواعظة المحببة الداعية للإخاء والمحبة هي السائدة، ولم توضع مواضيع الخلاف على بساط البحث والمناقشة.. والمناظرات للوصول إلى الحق حيثما كان ومع من كان. ثم عاد المركز إلى عمله وتوفرت له الإمكانات وبدأ ولا يزال يزاول عمله من طهران العاصمة الإيرانية، وصار يغلب عليه الطواف حول المذهب الاثنى عشري ومزاياه وخصوصياته وتفوقه ـ من وجهة نظر أصحابه ـ على المذاهب الأخرى، وصدرت المجلة بانتظام بهذا النفس والنفسية.
ولأن أتباع المذهب الجعفري الاثنى عشري يعتقدون أن مذهبهم هو المذهب الحق لأنه مذهب آل البيت، مذهب الوصية، مذهب المعصومين ـ كما يعتقدون ـ فإنهم لا يتزحزحون عن شيء فيه مهما كان الخطأ ظاهراً، فهم إذاً لا يقصدون من التقريب غير تقريب مذهب أهل السنة إلى مذهبهم، ودعوة أهل السنة إلى ذلك، ولا مانع أن يدعو السني أتباع المذهب الجعفري بالحكمة والحجة، ويدعو أتباع المذهب الجعفري السنيين إلى مذهبهم كذلك بالحكمة والحجة، لكن أن تبذل الأموال الطائلة، ويشهر السلاح، ويؤذى الآخر من أجل إتباع اجتهاد بشري قد يكون في غاية الخطأ فإن هذا هو المنكر وهو الذي لا ينجح ولا يستمر. فإننا نعلم من التاريخ أن الدولة الفاطمية القرمطية وصلت إلى أن تحكم مناطق واسعة شاسعة من السنة وأكثر من مائتي سنة، واعتمدت المذهب القرمطي الرافضي مذهبياً للدولة، وحاولت نشره بين الناس فانتهت، وانتهى المذهب ولم يبقق له أثر في تلك الأقطار، وعاد الناس إلى مذهبهم الذي كانوا عليه، بل لم يتزحزحوا عنه في ظل الدولة، إلا من عاد بعد زوالها.
3ـ من المبشرات للكل أن الناس قد اختاروا التوجه الشوروي الديمقراطي
وهذا واضح من الانتفاضات التي ظهرت هنا وهناك على شكل ثورات ضد الاستبداد والاستعباد، فإذا وجد اليوم من يحاول إعادة الناس إلى ما كانوا عليه من الاستعباد والظلم والاستبداد فإنه حتماً سيبوء بالفشل، وإن تبعه جماعة من المنتفعين من العطاء والوعود المسيلة للعاب، المهيجة لرغبة تسنم المناصب. فلا مجال اليوم لدعوات الاستعلاء، والاستئثار والطاعة العمياء.
4ـ اتضح للأكثرية من الناس أن الحق يعلو وهو القوة الحقيقية.
وهذا واضح من التفاف الأكثرية الساحقة من أبناء الشعوب حول دعاة الحق ودعاة الوصية، ودعاة الحرية، ودعاة العدل، دعاة المساواة، فإذا شذ من شذ عن الأكثرية عن الحق سيصطدم بقوة الحق فإذا هو زاهق، وله الويل مما يدعى.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد