;
ياسر الجابري
ياسر الجابري

إلى المتحوثين الجدد 1827

2012-11-14 02:51:47


كثيرون ممن يعادون الإصلاح يتحولون باتجاه الحوثي ويقبلون ركبه نكاية بالإصلاح والإصلاحيين، يعملون ذلك ليس حبا في الحوثي, ولكن طمعا بتلك الأموال التي يقوم السيد بتوزيعها على آكلي الفتات الوطني تارة, وأحياناً حقداً وبغضاً للإصلاحيين.
أيها المتحوثون تعلموا أسس الانتماء إلى هذا الوطن, أحسنوا إليه كما أحسن إليكم, ساهموا في بناء هذا الوطن الذي طالما أعطاكم الكثير من ثرواته التي نهبتموها, وعندما حان موعد التغيير, تنكرتم لتلك الخيرات التي أعطاكم, فأصبحتم تحيكوا ضده المؤامرات, وتعقدون التحالفات المشبوهة مع بعض الجماعات التي تنهج العنف سلاحاً ومنهاجاً, ليس قبولاً بفكرتها, ولكن نكاية بحزب الإصلاح الذي كان له شرف الإسهام الكبير خلال هذه الثورة, مع شركاءه من أحزاب اللقاء المشترك, وكأن الوطن هو الإصلاح.
ولهؤلاء نقول: الوطن ليس مختزلاً بحزب الإصلاح حتى تتحوثوا, فالوطن أكبر من الأحزاب والجماعات.. يا هؤلاء لم ننظم للإصلاح لأنه ضد الحوثي فقد وجد الإصلاح فيما كان الحوثي لا يزال جنيناً يتشكل في رحم النظام السابق!! يتقاضى مؤسسوه 400,000شهرياً من نظام الرئيس السابق كما صرح بذلك العلامة عبد العظيم الحوثي في مقابلته الأخيرة في صحيفة الجمهورية والذي قال " ولكم أن تتخيلوا كم هذا المبلغ قبل 22عاماً"..
يا هؤلاء لم ننظم للإصلاح لأنه ضد المؤتمر! لكننا انضممنا إليه حينما كان المؤتمر يهتم بمشايخ القرية وأعيانها ويوزع عليهم الملايين والسيارات, كان الإصلاح يهتم بنا وبكل طلاب المدرسة ويحاول الرفع من قدراتنا ومهاراتنا, انضممنا إليه حينما كان البعض يدعونا إلى أماكن المقيل والتخزين كان الإصلاح يدعونا لحضور الحلقات القرآنية في المساجد بين المغرب والعشاء لنتدارس كتاب الله وما علق عليها سيد قطب والإمام الغزالي رحمهما الله..
انضممنا للإصلاح لأننا وجدنا أنفسنا فيه ووجدناه في أنفسنا, وجدناه قريباً من أحلامنا وطموحاتنا، انضممنا له لأنه لم يشترط أن نكون من السلالة المختارة ولا من الطائفة المعينة ولم يسألونا هل أنا ابن شيخ أو ابن مسؤول أو ابن غني,أم هل أنت من (أهل البيت) أم (مستأجر) ؟ وكل ما اشترطه لدخولنا فيه أن نكون محافظين على الصلوات الخمس وقراءة القران, وعندما انضممنا له لم يجبرونا على تقبيل ركب أحدهم, طلبوا منا فقط أن نحضر درساً أسبوعياً في التفسير أو الحديث أو السيرة لكي نتناقش فيه في الحلقة الأسبوعية..
وعندما انضممنا إليه لم يعطونا ريالاً واحداً لا إيرانياً ولا سعوديا!! فقط أخبرونا أنه يتوجب علينا أن ندفع اشتراكاً شهرياً لكي نتصرف فيه في أنشطتنا المختلفة كالرحلات والمسابقات!!..
نعم في الإصلاح تعلمنا انه بالبسمة نستطيع أن نغزوا قلوب كل البشر, وأن صاحب الفكرة السليمة لا يحتاج إلى حمل السلاح, لأن السلاح لا يحمله إلا صاحب الفكرة الضعيفة الذي يعلم أن فكرته غير صالحة, فيحاول فرضها بالسلاح، لأن فكرته تلك تتعارض مع قيم ومعتقدات المجتمع..
يا هؤلاء: في الإصلاح تخلصنا من العصبيات الأسرية والمذهبية والمناطقية وفيه تعلمنا قيم الانتماء إلى هذا الوطن, وكيف نعمل على بنائه, ونحافظ على كياناته, متسلحين بذلك بالعلم والحب والتعاون مع الآخرين..
عندما انضممنا إلى الإصلاح لم نلتحق بحزب سياسي فحسب, بل انضممنا إلى مدرسة في القيم والأخلاق والتعاون والحب للذات والغير, تعلمنا منه فصول الخير, ومعتقد الإسلام الحنيف الشامل, وأبواب الفضائل التي فتحت منذ تأسيس الإصلاح على مصراعيها! !..
أيها المتحوثون الجدد لا تجعلوا من الإصلاح عدواً, الإصلاح ليس سلعة تجارية تفقد قيمتها بمجرد التحريض عليها، ولا يمكن النيل منه بخبر مفبرك يختلقه أحد المرتزقة من ممتهني الدجل وآكلي فتات الموائد التي تلقى للمتاجرين بضمائرهم, الإصلاح فكر يطاول عنان السماء ووجود يمتد في أعماق الأرض، كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء..
يا هؤلاء هونوا على أنفسكم، لقد جرب غيركم الحرب على الإصلاح فانقلبوا خائبين، وعادوا خاسرين ورجعوا منكسرين، فلا تجربوا ما جربوا ولا تخوضوا فيما خاضوا، واعلموا أنه لا طائل من وراء العداوات التي لا تنتهي إلا بالاعتداءات والكراهية التي تقود للتصفية وتدعو للإبادة والقضاء على الخصوم، ذلك أن زمن التصفيات ولى بغير رجعة وعهد الوصاية انتهى وإلى الأبد. اللهم إنا نسألك أن توفق هذا الحزب وكل أبناءه وأبناء اليمن جميعاً لنهضة اليمن وتنميته.. اللهم واقضي على كل طائفي سلالي مقيت يرى في نفسه أنه ابن الله وحبيبه !! وكفــــــــــــــى.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد