ألم يأن للشعب اليمني أن يعود لرشده وأن يتبعوا ما ظهر من الحق, الذين أعطوا الحصانة من المساءلة الجنائية وأعطوا حماية لأموالهم من استعادتها للشعب المنهوب بالأمس، يدمرون الشعب اليوم بأمواله المنهوبة ويعرقلون الحوار الذي يمثل الحلم للضعفاء فقط للخروج من الأزمة الطاحنة؟..
ألا يعي الشعب اليمني أن الذي نهب أمواله قد اشترى سياسيين وجماعات وصحفيين بملايين الدولارات من أجل صنع تحالفات تعصف بما بقى من حلم للضعفاء في الأمان في بلد دمرته الصراعات السياسية المدعومة من هنا وهناك؟..
 ألا يعي هذا الشعب أن من أعطوا الحصانة اشتروا أبواقاً بملايين الدولارات التي نهبت منه من أجل إيجاد بلبلة في البلاد وتعطيل الحوار الوطني؟.. الصحفيون من هذه الأبواق يتقاضون رواتبهم بالدولار والبعض الآخر بمئات الآلاف في الشهر من أجل عمود واحد يمتدح فيه صالح أو يتهكم على حكومة الوفاق الوطني وحزب الإصلاح، وحدهم الصحفيون الشرفاء لا يجدون ما يطعمون به أولادهم.
 ألا يدرك هذا الشعب أن مشكلته هي في الصراعات الحزبية التي تسعى إلى تقاسم المصالح ولم تهتم يوماً باحتياجات المواطن المسكين؟ هل يعي هذا الشعب أن الخلاف بين المشترك والمؤتمر كان حول مواضيع أكبر من فهمه مثل القائمة النسبية والتمثيل في اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء والتحاصص السياسي في مختلف المجالات ولم يناقشوا يوماً ما الاحتياجات الأساسية للمواطن المسكين مثل ارتفاع سعر القمح؟ وهل تحصل الأسرة الفقيرة على دجاجة في الشهر لإطعام أطفالها.
 أقول أين حكمكم يا يمنيون؟ ألستم أنتم الذين قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيكم" الإيمان يمان والحكمة يمانية"، فأين الحكمة وانتم على هذا الحال؟ أموال شعب بأكمله تأكلها وتعبث بها طغمة عاثت في اليمن فساداً.. الأنكى من هذا كله أن لهذه الطغمة مناصرين من الفقراء الذين يهرفون بما لا يعرفون.
 معذرة يا رسول الله فاليمن الحكيم لم يعد حكيماً ولم يعد الإيمان صفة لأهله وأصبحت قلوبهم أقسى من الحجارة وإن من الحجارة لما يتفجر منها الأنهار وأصبحت الأفئدة على غير فطرتها تفهم بالمقلوب.