أرقام فلكية بأسماء جنود وهميين تتربع على كشوفات القادة العسكريين لدى أهم مؤسسة قومية تعنى بالدفاع والذود عن البلد وأمنه القومي وأراضيه.. هي وزارة الدفاع، فساد من العيار الثقيل، أبطالها كالعادة أبناء الرئيس السابق وأقاربه ممن توارثوا جيناته ورضعوه من كبيرهم الذي علمهم السحر ولا يزالون يتربعون على رؤوس الأجهزة الدفاعية والأمنية الأهم في ظل دماء الشهداء الغضة على اثر الثورة الشبابية .
قوات الحرس الجمهوري أو كما تسمى دائماً : (قوات النخبة) التي عادة ما توصف بأنها المؤسسة الأولى من حيث النظام والقانون والتأهيل والتدريب العالي المادي والمعنوي والأخلاقي لأفرادها ومنتسبيها، أصبحت كل تلك المميزات والتسميات فاقدة معناها عند قيادة هذه المؤسسة الأهم في الجيش الذي يسعى حملة المباخر والمداحون الجدد لإلصاق مسميات النظامية والإدارة ومحاربة النفوذ والفساد للمشائخ إلى قيادة غارقة بالفساد حتى أخمص قدميها.
قيادة الجهاز الدفاعي الأقوى اليوم فقدت كل الصفات الأخلاقية والوطنية بتسترها على أرقام خيالية لجنود وهميين تستحوذ على مخصصاتهم من سنين خلت بمبالغ تقدر بمليارات الريالات من خزينة شبةه خاوية تعاني من العجز المستمر بفعل النهب المنظم والمستمر من قبل أباطرة الفساد وأربابه التي يترأسه زعيمهم الآفل.
تبدو قيادة هذا الجهاز أشبه بسلعة منتهية الصلاحية بعد أن فقدت مبررات بقائها في ظل تسويق فاشل من قبل اتباعه بأنه مثال للنظام والقانون ولا يبدو أنها واعية بأنها سبب رئيسي لاندلاع الثورة الشبابية السلمية التي أجبرت الرئيس السابق على التنحي عبر المبادرة الخليجية.
هذا القائد نفسه متورط من قبل محكمة في فلوريدا الأميركية بمعية عدد من المسئولين في وزارة الاتصالات بتلقي رشاوى من شركة اتصالات أميركية.
ونقلت صحيفة "ميامي هيرالد" عن وثائق للمحكمة أن شركة "لاتين نود"، التي يوجد مقرها في ميامي، قدمت مبلغ 1.6 مليون دولار بشكل مباشر أو غير مباشر إلى مسؤولين يمنيين مقابل الحصول على أجور عالية للخدمات التي تقدمها الشركة لشركات الاتصالات في اليمن.
هذا غيض من فيض فساد النخبة وقائدها في الحرس الجمهوري وهذا ما ظهر وما خفي كان أعظم، بالإضافة إلى فسادهم المستشري ليس لهم من مؤهلات لتولي هذه المناصب سوى أنهم من أقارب الرئيس السابق ولذلك ننتظر من الرئيس هادي السرعة بهيكلة الجيش وإبعاد أمثال هؤلاء الصبية العابثين من الأجهزة المهمة قبل أن يحولوا الجيش اليمني إلى هيكل عظمي بدون لحم أو دم .
يوسف الدعاس
الفساد في حضرة قائد النخبة 2001