قبل فترة اعلنت وزارة التعليم العالي عن فتح باب الترشيح لتعيين ملحقات ثقافية في عدد كبير من الدول لرعاية شؤون الطلاب الخارج وإقامة الفعاليات الثقافية في بلاد الغربة.. تقدم عدد كبير من المؤهلين نساء ورجال على أمل أن تجتمع اللجنة المكلفة للبت في الترشيحات ولكن حتى اللحظة لم يحدث شيء فهناك من يعرقل عمل اللجنة والوساطة تلعب دوراً.. والأقربون اولى بالملحقيات رغم الأوضاع التي تعيشها معظم السفارات فيما يخص الملحقيات وتعاملها مع الطلاب المبتعثين للدراسة.
الملحقيات الثقافية انحصر عملها في شئون الطلاب ومستحقاتهم المالية وكيف يمكن الاستفادة من هذه المخصصات واستثمارها دون النظر إلى أوضاع الطلاب وحاجتهم إلى مصاريف وإلى مستلزمات الدراسة.. إلخ, ففي ألمانيا والجزائر مثلاً هناك اعتصامات واحتياجات يستحي المرء أن يقول أنها سبب المستحقات المالية التي أقرت للطلاب وطمع فيها الملحق – لا ألحقه الله خير – وآخرين متعاونين معه.. يستحقي المرء اللا ترتقي أخلاقه الملحقين الثقافيين إلى مستوى المسؤولية وإلى مستوى الواجب.. شيء مؤسف أن تحدث مثل تلك الاحتياجات والسفراء يتفرجون أو يستدعون الشرطة لفض الاحتياجات إذا كان السفير لديه سلطة على الملحق الثقافي لما تجرأ الاخير على التعدي على مستحقات الطلاب.. ولو كان هناك تنسيق بين الوزارتين (التعليم العالي والخارجية) لما حدث هذا الشرخ.
إن كل الملحقين الثقافيين لابد أن يتم تغييرهم وبصورة عاجلة لأن ما يحدث في الخارج يعتبر مهزلة حقيقية وإهانة للوطن وعدم احترام للوظيفة.. ليس من حق أحد إهانة الطالب اليمني أينما كان طالما وهو يقوم بواجبه وملتزم بقوانين البلد ونظامه, ولا ينبغي إن يعامل بسوء والمستحقات هي حق تكفله الدولة ولا يحق لأحد التصرف فيه إلا صاحب الحق, فكيف تحجز مستحقات أو يحرم منها الطالب أو يخصم منها لصالح أحد لأنه عيب كبير..
إن اختيار الملحقين الثقافيين والتدقيق في الاختيار من قبل لجنة محايدة أمر هام وهام جداً لأن اللجنة غير المحايدة لن تخدم الوطن والرسالة الهامة التي تؤديها الملحقيات.. والملحق لا ينبغي أن يكون ذي صلة بقيادات الوزارة, فالكل يعرف أن الوظيفة مغرية وفيها "فلوس" والوساطات ستقضي على فرص كثير من المؤهلين والنزيهين.. نسأل الله ألا يوفقهم في سرقة الفرص ومنحها لمن لا يستحق.. أخيراً المسمى "ملحق ثقافي" وليس تعليمي أو أكاديمي بمعنى أن عمله ثقافي كما يعني أنه أقرب إلى وزارة الثقافة منها إلى وزارة التعليم العالي كمسمى, لكن كمهام وواجبات تتبع وزارة التعليم العالي..
الشيء الآخر تعريف الثقافة كبير وتتداخل فيه تفاصيل كثيرة والوقوف عند مهام الملحق الثقافي يعني أن الشخص عليه واجبات جسام ليس أكل مال الطلاب – أهمها تعزيز علاقات اليمن بالدول الأخرى, خاصة في المجال الثقافي وإقامة الأسابيع الثقافية واللقاءات الفكرية والندوات والتعاون الفني.. والخ.. لذا نتمنى على وزارة التعليم العالي أن تعيد النظر في المسمى وفي المهام وأن تكونّ لجنة محايدة – ليس من الأصحاب والمعاريف وان تراعي اللجنة الشروط والنزاهة والمسؤولية بعيداً عن هذا إبن فلان أو ذك سيدفع كذا وتلك مدعومة من فلان أو.. نرجوكم أرحموا هذا الشعب في الداخل والخارج.