إن الحفاظ على سمعة هذا الوطن الغالي على قلوبنا، الوطن الذي نستنشق هوائه، ونستظل تحت سمائه، واجب على كل مواطن يمني حر، شرب من ماء هذا الوطن ونشأ وترعرع فيه.. فقبل أيام عدة كنت أسير برفقة أحد الزملاء في مدينة القاهرة وفجأة التفت هذا الشاب المتوقد بالحيوية والعطاء فرأى سيارة تحمل العلم اليمني، فانكب على السيارة يقبل العلم ويشم رائحته العطرة وفي عينيه أثر للدموع من شدة حنينه للوطن الحبيب، وهذه الصورة المشرقة هي صورة أغلب اليمنيين الذين يدرسون خارج الوطن أو يمثلون الوطن في غربتهم.. هذا المشهد أوقد في نفسي الحرارة والمرارة على حد سواء ورأيت أبناء الوطن ينقسمون إلى قسمين في انتمائهم وولائهم لثرى اليمن الأصيل, فقسم وهو الأكبر بحمد الله تعالى يقدم الوطن على نفسه ويفديه بروحه ويبذل له الغالي والنفيس في سبيل رفعته ودفاعاً عن شرفه وعرضه, وقسم آخر ينخر في جسد الوطن ولا تأخذه في وطنه الذي أنجبه وأطعمه وحماه رحمة ولا قرابة, فيشوه الوطن وينقل صورة سيئة عن بلاده التي لم تبخل عليه بشيء أبداً.
وهنا نقول: هل من الرجولة أن يذكر ابن الوطن أمام الغرباء وطنه بسوء حتى أصبح يتفاخر أمام غيره من أبناء الجنسيات الأخرى بما يذكره من عيوب عن وطنه؟ وهل من الرجولة التنكر لجميل الوطن ومؤسساته؟ وهل من الرجولة أن يرمي الإنسان حجراً في بئر الماء الذي شرب منه ويشرب منه أهله وذووه ؟..
والجواب على ذلك أن لا احد يحترم من لا يحترم وطنه وكما قيل (الذي ليس له خير في أهله لا خير فيه لغيره )والأصل أن يكون المرء سفيراً لوطنه يتباهى بمستوى التعليم والصحة والأمن حتى وإن كان الحال غير ذلك.. ونحن مع انتقادنا للتصرفات الفردية والسلوكيات الخاطئة من قبل البعض, إلا أن التشهير بالوطن والإساءة إليه نعتبرها خيانة لا تغتفر وإذا كنا ننتقد بعض المؤسسات التي تخرج عن الصواب في بعض الأحيان فهذا لا يعني أن نقتل الوطن ونغتال منجزاته العظيمة، ويكفينا فخراً أننا نعيش تحت سمائه ونشرب من مائه.
أخيراً نقول من لا يشكر الناس لا يشكر الله تعالى ونحن نشكر كل من يؤدي واجبه ويحرص على سمعة بلده ووطنه وندعو من يسيء للوطن بقصد وبغير قصد أن يراجع نفسه ويتقي الله في الوطن ويعود إلى جادة الصواب، فلنسعى جميعاً لإظهار هذا الوطن بشكله الجميل.
رائد محمد سيف
لنحافظ على سمعة الوطن 1687