الصديقة العزيزة هدى أبلان – نائبة وزير الثقافة ـ تمتاز بخفة ظل وبشاشة نادرة، فهي شاعرة مبدعة وتكتب القصيدة الحرة بفرادة وتميز, عندما أسسنا صحيفة "8 مارس" قبل ثمان سنوات قررنا تدشين ذلك باحتفال دعينا له الملحقين الثقافيين من السفارات العربية والأجنبية وبعض الزملاء من الإعلاميين وكانت على صدر المنصة أستاذتنا القديرة المرحومة د/ رؤوفة حسن, وزميلتي رجاء الهيصمي وكنا قلقين جداً، لأن الشاعرة هدى ابلان تأخرت والقاعة امتلأت بالحضور.. القارئ وقف لقراءة القرآن والكريم، اتصلت بهدى ابلان: أين أنت.. القارئ سوف يعتلي المنصة الآن.. بسرعة هيا.. ردت: أنا في الطريق.. بس أقلك خليه يقرأ سورة البقرة!!.
* الزميل القاص سامي الشاطبي، عضو نادي القصة، هذا الرجل دمه خفيف ويسخر دائماً من الواقع ومن المواقف, تعجبني قفشاته.. قبل أسابيع، "هو يعمل الآن في صحيفة المهاجر"، سألته عن حاله، أخبرني بأن هناك امرأة من عمران تتصل به ومعه وتهدده إذا لم تأت لأطفالك, سوف أرسلهم لك إلى صنعاء.. أرسل لهم المصاريف أحسن لكل!!.
سألته باستغراب: ألست متزوجاً من صفاء ولديك طفلان.. هل سبق وأن تزوجت من عمران؟.
قال وبدهشته المعهودة: لا.. لكني بحثت في شركة الاتصالات عن الرقم ووجدته فعلاً رقم امرأة اسمها "......".. أردف بالقول: أنا خائف تطلع هي والعيال.. ضحكنا وكل مضى إلى حال سبيله..
بعد أسبوع لقيته: سامي, ماذا فعلت مع زوجتك الثانية، أقصد من تدعي أنها زوجتك؟..
رد: أنا قررت أرسل لهم المصاريف..
* الشاعر المبدع طه الجند قابلته صدفة في شارع الزبيري.. أوقفني وببراءة الشعراء قائلاً: أقرأ لك آخر أبيات كتبتها؟ قلت له تفضل.. كان مطلع القصيدة على ما أذكر "أوقفوا عسكري المرور.. وأوقفوا سيارات الإطفاء, أوقفوا.. أوقفوا".. عدت إلى البيت وكتبت عن قصيدة الجند ودعوت كل الشعراء للمساهمة ببيت أو أكثر في هذه القصيدة الفريدة التي ليس لها مثيل وكانت مجالاً للطرافة والفكاهة، فبعض أضاف "أوقفوا الفاسدين.. أوقفوا فوض العربيات، أوقفوا السلف والدين، أوقفوا الضحك، أوقفوا النساء، أوقفوا الموتورات و... الخ", وجدت القصيدة أو الفكرة رواجاً بين أوساط الشعراء وربما لو تطورت الفكرة لدخل بها طه الجند موسوعة "جينيس" لأطول قصيدة في العالم.. ليته يفعل.
* ذات مرة كتبت قصة قصيرة, نشرتها في كتابي الأول "الحكم على زين" عن ضابط أمن يسكن في فيلا في حدة, متزوج من اثنتين, لم ينجب منهما.. التفاصيل دقيقة وكثيرة والقصة إنسانية جداً.. بعد نشر الكتاب أتصل بي أحدهم مهدداً: أنت محاسن الحواتي.. لماذا تكتبين عني.. أنا العقيد "......." لا تعتقدي أنك تكتبي عن الناس وعن تفاصيل حياتهم بهذه السهولة.. سوف.. أنهيت المكالمة.. وأنا بين شكي ويقيني كما قالت أم كلثوم.. تخيلوا أنني أكتب قصة من الخيال وأقوم بوصف الشارع والفيلا والشخص والحالة الاجتماعية.. يتطابق كل ذلك مع شخص يعتقد أنني كتبت عنه.. صدفة غريبة.
* الأديب الرمز عبدالله البردوني، "الله يرحمه"، زارته الأستاذة مريم سيف – رئيسة الجالية اليمنية بالمغرب ـ وأنا في بيته, والسيدة فتحية الجرافي، زوجته في العمل كالعادة "أطال الله عمرها"، طلبت الأستاذة مريم من البردوني بعضاً من مؤلفاته لتهديها لأدباء مغاربة حسب طلبهم.. فقال لي يا محاسن خذي المفتاح المعلق حق المخزن وخذي من كل عنوان نسخة واعمليهم في أحد الكراتين الفارغة هناك حتى تتمكن مريم من إهداء الكتب لزملائها الكتاب في المغرب.. دخلت المخزن وجدته مليئاً بالكتب، كلها مؤلفات الأستاذ القديم والجديد، قلت في نفسي "والنفس أمارة بالسوء": سوف آخذ لنفسي كرتون, من كل عنوان نسخة, وبدأت نسخة في الكرتون الأول ونسخة في الكرتون الثاني.. ناداني الأستاذ: يا محاسن أين الكتب؟ جئت بالكرتون الأول، ثم بالثاني.. قلت له: يا أستاذ أنا أخذت شقايا كرتون كتب.