في الوقت الذي يهتف فيه أبناء تعز وصنعاء والحديدة للقضية الجنوبية ومعاقبة النظام السابق الذي عبث بأراضي الجنوب والشمال، كان حشد كبير في عدن يرفع أعلام الانفصال، لم يكن ذلك تعبيراً عن الحشود ولا عن أبناء المحافظات الجنوبية، بل تعبير عن فشل الدعوة للانفصال، فمنذ سنوات عجز الانفصاليون عن إخراج حشد بهذا المستوى من أجل الانفصال، لأن الوحدة في أعماق أبناء المحافظات الجنوبية ولم يستطع النظام السابق نزع الوحدة، فنحن نرى اليوم أبناء المحافظات الجنوبية يناضلون من أجل الوحدة والحفاظ على الدولة.
لقد كان شعار التصالح والتسامح مخادعاً تماماً بدليل الشعارات المرفوعة التي لا صلة لها بالتصالح والتسامح؛ أكثر من طرف كان يريد إعطاء رسالة إلى الخارج بأنه هو الموجود مع أنهم عجزوا عن الخروج ببيان واحد ليثبتوا أن ضغائن يناير مازالت موجودة عند الكبار الذين رفعت صورهم المتناقضة من جديد وكأنهم يتوعدون بحرب داحس والغبراء مرة أخرى.. هو نذير شؤم وفرصة لشعبنا في الجنوب أن يتحد وراء إعادة الدولة وإحياء الوحدة، لأن الوحدة بالأساس هي مشروع جنوبي بامتياز وأي مشروع آخر يجر إليه أبناء الجنوب، فلن يكون إلا انجرافاً خطيراً إلى الماضي بكل تعاسته وخيباته، بدليل وجوه القادة الذين لا يعرفون من شعار التصالح والتسامح إلا نشر الضغائن وإعادتها من جديد إلى العلن عندما يستدعون كل شيء ماعدا التصالح والتسامح.
يستطيع أبناء المحافظات الجنوبية أن يساهموا ببناء الدولة اليمنية وأن يصبغوها بإرثهم المدني، بعيداً عن شبح الاقتتال والتشظي الذي ينتظرهم فيما لو جافوا مشروع الوحدة وخاصموا ذاتهم الوطني، لأن الوحدة فيها ما يشبه "التعويذة" ضد فتن أبناء الجنوب والشمال وهي الضامن لقيام دولة قوية وديمقراطية بعد ثورة 11فبراير المجيدة، فهم هنا عامل سِلم وتوحد وخبرة وقدوة لكل اليمنيين..
التصالح والتسامح يصلح عنواناً لنفوس جديدة متخلصة من كل عقد الماضي، عنواناً أبيض لليمن الجديد الذي ينتظره اليمنيون..
من العبث أن يفرغ الناس جهودهم بمشاريع غير قابلة للحياة وإن كانت تصلح لتنغيص حياة اليمنيين وتكدير عيشهم وفتح المزيد من الجراح ومشاريع الاحتراب المخبأة في عباءة مشروع الانفصال ليس إلا.
ahmedothman6@gmail.com
أحمد عثمان
الوحدة مشروع جنوبي بالأساس 2051