هذا الخبر عن دراسة قام بها فريق بحث دولي من جامعة "تينسى" (يعني مش فريق عربي) لصالح منظمة الصحة العالمية.. مفاده أن السعودية تحتل المركز الثالث على مستوى العالم بين الدول الأكثر كسلاً بنسبة 68.2% وتأتي الكويت في المرتبة السادسة، والسعودية بهذا احتلت المركز الأول عربياً.. الدراسة اعتمدت النشاط البدني والحركة وهو ما قل كثيراً عند الأشقاء السعوديين والإفراط في الأكل أيضاً..
بينت الدراسة للعرب وخاصة السعوديين والكويتيين أنهم في وضع خطر فيما يخص صحتهم وبدانتهم.. لقد أنعم الله على جيراننا دول الخليج عموماً بالخيرات والثروات الطائلة والأموال التي جعلتهم يستعينون بالشغالات والعمال والسائقين والخدم والحشم، لدرجة أنهم تركوا الحركة أو القيام بأي مجهودات تحرق السعرات الحرارية، وهذا سبب لهم شيوع كثير من الأمراض كالسكري وأمراض البدانة المختلفة كتصلب الشرايين وغيرها.. فالثراء إذا لم تتعامل معه جيداً يقود إلى الهلاك كذلك الفقر.. كلاهما يؤدي إلى عالم مجنون إذا لم نكن عقلاء بالقدر الكافي.
نشعر أننا في اليمن في نعمة، لأننا مازلنا نمشي كثيراً ونغضب كثيراً، بل وتقوم بكل المهام ليل نهار، نساء ورجال نعمل حتى الأطفال يعملون.. إننا في حالة حركة دائمة وقلما تجد الشغالات والسائقين والخدم و...إلخ عند الأسر المتوسطة الحالة، هي فقط للطبقة الثرية والتي يعرف الجميع من أين أتت بالمال.. من الفساد والنهب والسرقات والتعاملات الشبوهة.. ما علينا منهم.. المهم أن الشعب اليمني مازال ينعم بصحة وعافية رغم الظروف الصعبة التي يعيشها والفقر والاحتياج.
أشقاؤنا وجيراننا في الخليج لو يأتون صيفاً للسياحة ولممارسة الحياة بالطريقة اليمنية لعادوا إلى بلدانهم أصحاء، أكثر حيوية، أكثر استمتاعاً بالأيام، ولكنهم يذهبون بعيداً إلى دول أوروبا حيث يواصلون نمط حياتهم (الأكلات السريعة والمشروبات الغازية) الإسراف في الصرف والاستهلاك والتخمة، الإجازات لتغيير نمط الحياة والعودة بروح متجددة ولكن..
ما أسعدني في الخبر هو أن تهمة الكسل ذهبت بعيداً عن الأعزاء السودانيين، لأنهم ولعقود طويلة، لصقت بهم صفة الكسل ظلماً مع أنهم أبرياء، فقط هي الحكومات المتعاقبة كانت تنشغل بالكلام دون العمل، كانت حكومات تنظير أكثر منها حكومات عملية توظف الموارد المادية والبشرية، إلى أن جاءت حكومة عمر البشير، رغم المآخذ التي عليها، إلا أنها أنجزت الكثير من المشاريع الكبيرة وأهم ما فعلته أنها غيرت المجتمع تغييراً جذرياً ليكون مجتمعاً منتجاً وفاعلاً وذا طموحات، يحب الحياة ويحميها.
إن تغيير نمط التعامل مع الأشياء من حولنا والأغذية بالنسبة للأثرياء أمر هام جداً والإحساس بالجوع ضرورة لتحريك المشاعر نحو الفقراء واحتياجاتهم وخلق مجتمع التكافل الاجتماعي.