• ذات يوم ذهب براعم الحارة لنادي العروبة – طبعاً أنا لست من محبي كرة القدم ولا أعرف شيئاً عنها – ذهبوا على أمل أن يتم اختيار واحد أو أكثر للعب في نادي العروبة.. عادوا وهم محبطون, ليتم اختبارهم قاموا بتدريبات بنفس ملابسهم, بنفس "الجزمات", أي أن النادي المعروف بدخله وميزانيته لم يتكرم بصرف جزمات رياضية لهؤلاء الصغار حتى إذا لم يحالفهم الحظ في أن يكونوا لاعبين مع العروبة فسيكونون ممتنين للفريق.. لأن هناك ذكرى طيبة تربطهم بالنادي إياه.
• الإشكالية هنا أن القائمين على الرياضة إما أنهم عسكر أو أنهم لا علاقة لهم بالرياضة, أو انتهازيون من حق "أنا وبس".. لذلك حال الرياضة عندنا لا يسر عدواً ولا صديقاً.. حتى اللعب والرياضة فيها مجاملة وهذا فلان وذاك ابن فلان وخلي أخي يلعب إلى أن يعرف أين تكمن موهبته!! وإلا بعد الهزائم المتتالية في كرة القدم لا يصح إلا استقالة الجميع, لأن أي كلام لا يصلح وأي تبرير يعني عدم احترام للناس و للوطن.
• لا أدري لماذا أنا غاضبة من وضع كرة القدم في بلادنا وكأني لاعبة أو حارس مرمى.. الشيء الآخر الذي أغاضين هذا الصباح هو الطلبة الجدد في كلية أفراد الشرطة.. شباب في عمر الورود لفتوا انتباهي صباحاً وهم خارجون من مدرسة تدريب أفراد الشرطة.. الملاحظة التي جعلتني أكتب هذا الموضوع هي أن كل الطلبة حاملون أغراضهم في أكياس "كريستال" احمر بالأخضر.. وهذا شيء لافت للنظر, بزيهم العسكري الأخضر وكأنهم يقومون بعمل دعائي أو إعلاني.. فيا قيادة الكلية أليس من اللائق أن يصرف لهؤلاء شنط أو تخصص لهم حقائب لأغراضهم تحمل شعار الكلية وتكون أكثر جمالاً واحتراماً من أكياس الدعاية التي تحملها "الدلالات"؟
• يجب أن تعطى الأشياء معناها.. والجندي حامي الوطن, لا يريد أن يشعر بمكانته والميري لايقترن إلا بما يليق, مع احترامي للجميع وتقديري لصابون كريستال الذي استخدمه كل يوم وهو من أفضل أنواع المساحيق وهذا اعتراف من تجربة وليست مجاملة.
• إن نظرة واحدة لأفراد الشرطة الجدد تعني أنهم يحملون آمالاً عراض ويحلمون بوطن أجمل, فليمنحهم هذا الوطن شنطة يدسون فيها أغراضهم بدلاً من الأكياس أو شنط الحديد التي طلقتها نساء وطني واشترين الدواليب والخزائن.
محاسن الحواتي
شرطة كريستال!! 1656