;
يوسف الدعاس
يوسف الدعاس

ماذا يحدث في الجنوب؟ 1683

2013-02-26 15:30:32


الاحتفال بيوم 21 فبراير في مدينة عدن بمناسبة مرور عام على انتخاب الرئيس هادي وطي عهد صالح مثلت القشة التي قصمت ظهر بعير الحراك الغير سلمي، حيث أن الاحتفال الذي أعدته قوى الثورة في الجنوب بالإضافة إلى شباب الثورة كان بمثابة احتفال بتحقيق أول أهداف الثورة بطرق سلمية حضارية رفعت فيه أعلام اليمن الموحد وهو ما أثار غضب القوى الحراكية الداعية إلى فك الارتباط والتي يتزعمها النائب الأسبق للرئيس السابق/ علي سالم البيض والمعارض المنفي في الخارج .
كانت ردود الفعل عنيفة وغير سلمية تمثلت في خروج جماعات مسلحة تثير الشغب وتقوم بإحراق الإطارات في الشوارع والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة واستهداف مقرات تنظيمات سياسية ( حزب الإصلاح تحديداً ) ووصل الأمر إلى استهداف الباعة والعمال من أبناء المحافظات الشمالية ليتم حرق بائع من أبناء محافظة ذمار في المكلا وهو حي في تصعيد موجه يهدف إلى فكفكة النسيج الاجتماعي للمجتمع اليمني وتعميق الكراهية والمناطقية وهو ما قوبل باستهجان الكثير من المراقبين .
التصعيد في الشارع الجنوبي خرج عن الإطار السلمي الذي كان هو المتسيد لمشهد الاحتجاجات لسنوات يحمل أبعاداً أكثر عمقاً من مجرد حالة شغب أو فوضى عنوانها الأبرز (حزب الاصلاح) إذ أن الخلفيات الحقيقية وراء هذا التصعيد المفاجئ وتوقيته يعد حالة استياء وتذمر شديدين أصاب هذا الفصيل من الحراك جراء بيان مجلس الأمن الأخير حول اليمن والذي تم تحديد اسم زعيمه علي سالم البيض إلى جانب الرئيس السابق كمعرقلين للتسوية السياسية في اليمن بموجب المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية .
وهذا الاستياء وذاك الشعور بالإحباط جراء وصول هذا الفصيل إلى طريق مسدود عقب صدور القرار الأممي وموقفه الرافض للدخول في الحوار الوطني ضاءل آماله في الوصول إلى مطالبه بفرض الأمر الواقع بأعمال العنف والشغب الذي يتزعمه وقبيل توقيت قرب انعقاد مؤتمر الحوار الوطني القادم والمزمع انعقاده في 18 مارس القادم بهدف محاولة إفشال أو على أقل تقدير تأخير انعقاد مؤتمر الحوار ليعيد ترتيب أوراقه من جديد بعد أن سمع الكلمة الفصل من قبل المجتمع الدولي وموقفه الثابت حيال وحده اليمن .
تأتي أعمال العنف التي شهدتها بعض المحافظات الجنوبية مؤخراً ترجمة لتهديدات سابقة لزعيم فصيل الحراك المسلح بتحقيق الانفصال ولو باستخدام السلاح في معرض رفضه وإدانته للقرار الأممي وهو ما يعد مؤشراً قوي على وجود دعم مادي وإعلامي كبير من قبل طهران لتغذية العنف والاضطرابات في جنوب اليمن للتأثير على سير العملية الانتقالية .
استهداف مقرات حزب الإصلاح في الجنوب يمثل ضيقاً بالخيار الديمقراطي والممارسة السلمية والسياسية القائمة على تعدد الآراء وحريات الرأي والتعبير وهو ما يعد عودة للعقلية الشمولية ونظام الحكم الفردي المعتمد على الاستبداد وتكميم الأفواه، فهل يعي أبناء اليمن عموماً وأبناء الجنوب بشكل خاص أبعاد هذا التوجه الخطير الذي سوف ينعكس سلباً على القضية الجنوبية بعد أن أصبحت في صدارة القضايا الوطنية لكل أبناء الشعب اليمني بلا خلاف .
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد