يبدو أن زمن تفريخ وتعميم «الحراك» في كل قرية ومحافظة لإحراق اليمن قد بدأ ولو أنه سيفشل ولن يحرق إلا مشعلوه الأغبياء.. وبدأ البعض فعلاً يطلق صفارة «الحراكات» ليست السلمية ولا المطلبية وإنما المسلحة والمناطقية، فهم يخططون لأن يكون لكل محافظة حراكها ولكل منطقة حراكها القائم على نفي وكراهية أبناء المحافظات والقرى الأخرى والدخول في فتن على غرار الضرب بالهوية..
الهدف من هذه الحركات أو (الحراكات) المصطنعة هو تقويض ما تبقى من هيبة الدولة وإفشال الحكومة والحوار الوطني، فقد ربط هؤلاء وجودهم بالفوضى ونشر الفتن والتوترات بين اليمنيين.. حاولون أن يوجدوا حراكاً في تعز وحراكاً في الحديدة وحراكاً في ريمة وحراكاً في اب وحراكاً في حارة وادي المدام, يطلب رحيل حارة الجمهوري وحراكاً في باب اليمن يهتف (ارحلوا ياشعوبيين) نسبة إلى باب شعوب..
في الحديدة وقبل الحوار بدأنا نسمع عن (حراك تهامي) ومسلح كمان وهو حراك لا يمثل أبناء الحديدة الطيبين ولا مظالمهم وإنما يمثل ناهبي الحديدة المعروفين ومغتصبي أراضيها، ولذلك لم نسمع عن شعارات محاكمة النهابة ولا إعادة الأراضي أو رفع المظالم ولكن شعارات غريبة على شكل الفتنة المناطقية والشعارات المناطقية البغيضة التي هي أبعد ما تكون عن قلوب أبناء تهامة وهو عمل يقصد منه إثارة بؤر توتر وفتن جديدة..
على غرار شعار «ارحلوا يا براغلة» الذي رفعه النظام السابق ضد أبناء تعز في بداية الثورة بغرض إفشال الثورة في بدايتها بإثارة حرب مناطقية بين (مطلع ومنزل) والذي أفشله أبناء اليمن جميعهم وفي مقدمتهم أبناء القبائل الثائرة الذين يتعرضون اليوم لحملة تشويه واقصاء على الحق والباطل لنفس الأسباب.
ما يسمى بـ (الحراك التهامي) وصل أيضاً الى المناطق الساحلية في تعز وبدأوا يحرضون الناس ضد هواء اليمن النقي ونسيجه الاجتماعي والمهم، إن المحركين والرموز جميعهم معروفون للمواطن البسيط الذي ما ان يشاهدهم ويراقبهم حتى يعرف من هم وماذا يريدون، شعارات نتنة تستهدف الشعب وأبناء تهامة أولاً ولا يمكن أن تمثلهم ولاتعبر عن طيبتهم ووطنيتهم وهي حركة مكشوفة تمثل فضيحة لمن كانوا ومازالوا يمثلون رموزاً للنظام السابق الذي ثار عليه الشعب ويسعون للانتقام بكل الطرق لمنع خروج اليمن إلى بر الامان.. الفتن المناطقية ومحاولة إثارة الفوضى والحروب ونبش الثارات والمشاكل بين المناطق والقرى ستزداد بدعم منظم وأموال غزيرة من أعداء الاستقرار وسيتم نبش القضايا والثارات على مستوى اليمن والمحافظات بل والمحافظة الواحدة والمديرية والقرية ولو استطاعوا أن يشعلوها حرباً في كل قرية ومن (طاقة الى طاقة) لفعلوا.. أي حقد على اليمن يحمل هؤلاء؟.. قسماً أن هذا الحقد سيقتل أصحابه وستنجو اليمن غصباً عنهم أجمعين.
ahmedothman6@gmail.com
أحمد عثمان
تعميم «الحراك» من طاقة إلى طاقة 1787