;
محمد مقبل الحميري
محمد مقبل الحميري

الحوار منهج رباني وسلوك نبوي ومظهر حضاري 1705

2013-03-18 13:40:05


ترددت كثير في الكتابة عن موضوع الحوار الوطني، لا لشيء اخافه ولكني كانت تجيش في خاطري وفي ضميري وأحاسيسي افكار متناقضة، منها: كيف اكتب عن الحوار والوضع اليمني يعيش كثيراً من المعاناة بسبب التخريب الممنهج في كل شيء، أبراج الكهرباء تضرب بشكل منتظم ولا تكاد الفرق الخاصة بإصلاح ما تم تخريبه تنهي عملها الاول الا ويتم تخريبه من جديد.. وكذلك ضرب أنابيب النفط، كذلك ما يسمى بالحراكات التي تفتعل ببعض المحافظات الشمالية مدغدغة للناس بما حل عليهم من مظالم وللأسف بدعم وتخطيط ممن ظلموا هذه المحافظات، بالإضافة لما يعتمل في المحافظات الجنوبية.. فأقول في نفسي: كيف اكتب وبأي نفسية اتناول الموضوع،؟ هل اتشاءم من الوضع الذي نعيشه؟ ام اتفاءل بالحوار؟.
وبعد تردد بسبب عدم اكتمال القناعة لأي كفة أرجح وبتأمل عميق وجدت نفسي اشعر بالقناعة والثقة بأن الحوار الوطني الجاد هو المخرج وليس أمامنا كيمنيين من حل سوى الحوار والحوار فقط وكل ما يفتعل من تخريب وفوضى الهدف منها اثناءنا عن الحوار..
علينا جميعاً ان نتحاور بروح المسئولية وبضمائر وطنية صادقة، وأن نجعل المصلحة الوطنية فوق مصالحنا جميعاً، فإذا ما تحققت المصلحة الوطنية فإنها ستحفظ مصالح الناس جميعاً ويجب على المتحاورين استشعار الامانة التي حملوها على أعناقهم والمسئولية التاريخية الملقاة عليهم وان يستشعر كل محاور مسؤوليته الفردية امام وطنه، بأن لا يكون تابعاً يسمع ويطيع لمن اختاره للمشاركة، بل عليه ان يقدم مصلحة الوطن فوق كل المصالح ويؤمن انه بهذه المشاركة انما هو يمثل الوطن وليس جهات أو اشخاصاً، ومن ثم تتوحد المواقف الوطنية بين المتحاورين بعيداً عن الانتماءات الحزبية والمصالح الشخصية وليستشعر الجميع انهم فريق واحد يمثل وطناً واحداً ظلم كثيراً وقدم أحراره وحرائره الدماء والأرواح ليخرجوا الشعب من الظلم والفساد والمناطقية والطائفية إلى وطن ارحب يتسع للجميع وفق مواطنة متساوية وعدل يشمل كل ابناء الوطن.. فليكن المتحاورون بمستوى هذه التضحيات العظيمة، فهذه فرصة تاريخية لهم ليدخلوا التاريخ من اوسع أبوابه وذلك بالانحياز للوطن وتحقيق اهداف أبنائه وتفويت الفرصة على مرضى النفوس وعلى كل الحاقدين والمتربصين بوطننا، وعليهم ان يثبتوا للعالم ان الحكمة يمانية والإيمان يمان.
اؤكد ان الحوار هو الطريق الأسلم وهو المخرج للوطن للتخلص من كل أزماته، وكيف لنا أن نرفض الحوار وهو منهج رباني وسلوك نبوي ومظهر حضاري!، فقد حاور الله سبحانه الملائكة عندما اخبرهم انه سيجعل في الارض خليفة، وسايرهم بالحوار حتى وصلوا الى قناعة بجهلهم امام علم الله وانه سبحانه يعلم كل شيء، وكذلك حاور إبليس اللعين.. وتعالى الله في علاه ان يكون بحاجة لهذه الحوارات مع خلقه ولكنه المنهج الرباني الذي يريدنا الحق سبحانه ان ننهجه في حياتنا...
كذلك حاور نبي الله سليمان الهدهد ولم يتأفف او يتعالى عن التخاطب مع هذا الطير الضعيف رغم تطاوله في الخطاب على سليمان بقوله: (أحطت بما لم تحط به)، فكان الحوار معه سبباً في اكتشاف مملكة سبأ العظمى التي لم يكن يعلم بها سليمان عليه السلام من قبل علم الهدهد بها، رغم سعة علمه وإمكاناته الخارقة التي سخرها الله له بما فيها الجن والرياح وكل مخلوقات الله..
 وكذا حاور نبينا عليه الصلاة والسلام الكفار وكان يحرص على عرض رسالته بألين الأساليب، بل إنه خاطبهم بقوله (وانا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) وقول الله سبحانه على لسانه عليه السلام (قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون) فنسب الإجرام لفعله اذا كان الخصم يعتقد ذلك استدراجاً له ليقربه للحوار وخاطبه بلين (ولا نسأل عما تعملون)..
وأمر الله نبيه بقوله ( وجادلهم بالتي هي احسن ).. حاور عليه السلام قريشا اثناء توجهه للعمرة وقد احرم وساق الهدي وانتهى الحوار الى صلح كان ظاهره فيه اجحاف على المسلمين، وعودة لهم بدون اداء العمرة في هذا العام، وقبل به رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى لا تسفك الدماء، فكان هذا الصلح الذي تألم منه كثير من المسلمين، كان بداية الفتح المبين للإسلام والمسلمين.. امر الله نبيه ان يخاطب اهل الكتاب بأحسن الخطاب (ولا تجادلوا اهل الكتاب إلا بالتي هي احسن) وقوله تعالى (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم)..
 وعبر التاريخ والحقب الناجحون هم الذي يحترمون العقل ويقنعون الآخرين بالمنطق، وأهل اليمن مشهود لهم بالحوار منذ القدم فهذه ملكة سبأ تخاطب شعبها والملأ الذين حولها (ماكنت قاطعة أمراً حتى تشهدون).. فلنعمل جميعاً على إنجاح الحوار ونكون صادقين في توجهنا بأن لا مخرج لنا سواه وبالحوار سننتصر جميعاً ولن يكون هناك مهزوم.
 ما جعلني اتفاءل اكثر اني عندما استعدت تصفح التاريخ وجدت سنن الله جرت أن بعد الشدة رخاء وبعد العسر يسراً، وسيرة رسولنا الأعظم عليه افضل الصلاة والسلام زاخرة بهذه المعاني، فقد كان عليه السلام يبشر أصحابه اثناء الشدائد، فها هو اثناء غزوة الخندق والمسلمون محاصرون من قريش وعدة قبائل عربية واليهود الذين عاهدوهم نقضوا عهدهم والمسلمون في خوف شديد، في هذه الأثناء يضرب الرسول الصخرة اثناء حفر الخندق ويقول: الله اكبر، ويبشر بفتح قصور الشام وقصور فارس وبلاد اليمن، وقبل ذلك وأثناء طريقه الى المدينة المنورة متخفياً في هجرته وهو مطارد ومطلوب من القوم قتيلاً أو أسيراً وقد رصدت المكافئات الضخمة لمن يجهز عليه أو يأسره، فلحق به سراقة ابن مالك ليحظى بهذه الجائزة فيمنعه الله من بغيته ويطلب العفو والسماح من رسول الله، فيلتفت اليه ويقول له: كيف انت يا سراقة لو لبست سواري كسرى.
والامثلة كثيرة ولكل هذه الشواهد اثق أن هذه الشدة التي يعيشها وطننا هي مقدمة لرخاء واستقرار وتحقيق اهداف الشعب، فلنثق بذلك جميعاً ونعمل جهدنا لتحقيق هذه المطالب التي ينشدها ابناء الشعب بمختلف فئاته وكلنا ثقه انها ستتحقق وفقاً لسنة الله (ولن تجد لسنة الله تبديلا))، والله سبحانه وتعالى مطلع على سرائرنا، فلنراقب الله بالقول والعمل (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون), فهذا امر الله (والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون).

*عضو مجلس النواب

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد